البيت المصطفى
البيت المصطفى
من خصائص ربوبية الباري جل وعلا الاختيار والاصطفاء، فالله عز وجل يخلق ما يشاء، ويختار ويصطفي من خلقه ما يشاء، قال سبحانه: {وربك يخلق ما يشاء ويختار} وقال سبحانه: {الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس}.
ولقد اصطفى الله تعالى جنس الإنسان وفضله وشرفه على سائر مخلوقاته، ثم اصطفى من البشر الرسل الكرام، واصطفى من الرسل بيتا جعله أشرف البيوت وأزكاها، ألا وهو بيت الخليل الكريم، النبي المبارك المصطفى، إبراهيم صلى الله عليه وسلم، قال عز وجل: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين}.
وهذا النبي الكريم خليل الله إبراهيم قد أثنى الله تعالى عليه كثيرا في كتابه العظيم، وبين فضله ومكانه، وحكى لنا كثيرا من أخباره ومواقفه التي يتبين من خلالها صدق هذا النبي الزكي ووفاءه لربه، وعظم توحيده وإخلاصه، وشدة توكله على خالقه، ومقدار محبته لربته، وحرصه على أبنائه وذريته، وغير ذلك من الصفات الجليلة، والأفعال الزاكية النبيلة، التي نال بها أرفع الدرجات عند الله، بل إن الله تعالى اتخذه خليلا، كما قال تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلا}، وشرفه بأن كلفه ببناء بيته الحرام وتطهيره للعابدين، وشرفه بأن يؤذن في الناس بالحج، فأذن وأجابه الناس وهم في أصلاب آبائهم، وشرفه الله بأن جعل في ذريته النبوة والكتاب، فكل نبي أتى بعده فهو من ذريته، وخصّ الله تعالى بيت خليله إبراهيم عليه السلام بالخصائص العظيمة، وميزهم بأعظم المزايا، وفضلهم على جميع العالمين.
وهذا البيت الكريم، بيت الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام، له في البشرية أثر عظيم، ابتدأ من زمان الخليل عليه السلام، ويستمر إلى نهاية الدنيا؛ لذا فقد أمر الله تعالى نبي هذه الأمة، خليله المصطفى محمدا صلى الله عليه وسلم باتباع ملة أبيه الخليل إبراهيم عليه السلام، فقال تعالى: {ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين} وأمر أمته كذلك باتباع هذه الملة الحنيفية {قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين}.
الباحث بمشروع تعظيم البلد الحرام
تعظيم البلد الحرام زمن الكورونا
تعظيم البلد الحرام زمن الكورونا
إنّ اصطفاء البلد المعظّم يوم خَلـْق السماوات والأرض وتحريمه، إنّما هو من إرادة الله المطلقة، واختصاصه بأنّه الذي يخلق ما يشاء ويختار.
وتحريمُ البلد وتعظيمه أمْرٌ من ربّ العزّة والجلال، قبل خلْق الإنسان واستوائه على الأرض التي اسـتُعْمِر فيها واسْتُخـلِف. وعليه، فإنّ التعظيم لا يستمِدّ مشروعيتّه من الإنسان بل من خالق الإنسان سبحانه، ولا يتحدّد وجوبه وطبيعته واستمراريّته بتقلّب الأمزجة والأزمان وطوارئ الحياة على وجه الأرض التي استعمره الله فيها وحمّله الأمانة فأطاع حينًا وأفسد آخر.
التعظيم كان يومَ خلْقِ السماوات والأرض، وسيظّل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فهو حُكْمٌ وأمْرٌ لا تبديل فيه ولابديل عنه ما بقيت الحياة الدنيا. والمُتغيّر الوحيد ليس التعظيم ذاته، وإنّما طريقتنا في التعظيم والإتيان بمقتضياته، وضبط السلوكات والأفعال التي بها نعظّم البيت و نتّقي الله بحفظ بلده الذي حرّمه.
إنّ الالتزام بمقتضيات التعظيم للبيت والبلد المحرّمين في كلّ الأحوال والأزمان، سواء في الرخاء أو الشدّة، الابتلاء بالخير أو غير ذلك، دليل على وضوح الثوابت واعتصامنا بها، أمّا المتغيّرات فهي في الأسلوب والطريقة، مع ثبات الاعتصام بما أمر الله به يوم الخلق، وما بيّنه في كتابه وسنّة نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم.
والطارئ اليوم هو الابتلاء الكوني بفايروس كورونا وتأثيره على مجريات الحياة الإنسانية التي اجتاحها فغيّر نواميس إيقاعها المعتاد.
هو طارئ أدّى إلى اتخاذ اجراءات تقضي بضرورة تقليص الحركة الماديّة في البلد المحرّم وحول البيت المعظّم. والمسلم الحق يتحرّك بفكره ووجدانه وأشواقه إليهما، يهفو قلبه الى البيت، وهو على يقين بأنّ الله الذي جعل البيت مثابةً للناس سيجعل من لدنه فرجا ومخرجا.
هو طارئ من ضرورات تجاوزه التزام البيوت وعدم مغادرتها توفيرًا لشروط السلامة للبلاد والعباد، وحفظًا للأرواح ، وتسهيلا لعمليات التطهير من خطر داهم وغير مرئي. والتزامنا بذلك يُعدُّ مساهمة في القضاء على الداء والوباء بفعل سلبي، أي الامتناع عن الحركة. والمسلم هو أوْلى الناس بتنفيذ السلبي من الأفعال ( أي الامتناع) وهو المتدرّب على الامتناع عن الأكل والشرب، والامتناع عن المحارم، والامتناع عن الأذى، والامتناع عن إلحاق الضرر نَظَرًا أوْ قَوْلاً أو فعلا.
وفي زمن الكورونا، نرجو أن يكتب الله لنا بامتناعنا عن الحركة الماديّة نحو البيت وحوله أجرا مضاعفا، وأن يجعلنا من المساهمين في التطهير بتسهيلنا على أولي الأمر القيام بماهم مستأمنون عليه، وأن يجعلنا من المعظّمين لشعائره جزاء تعلّق قلوبنا ببيته المحرّم وتعظيمنا لبلده، ودعائنا بحفظهما.
الطهر قاهر الوباء
الطهر قاهر الوباء
شأن الطهر في الإسلام عظيم، فهو من أول ما افترضه تعالى على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {وثيابك فطهر}.
والطهارة شرط في أعظم عبادات الإسلام، الصلاة؛ قال عليه الصلاة والسلام: (لا تقبل صلاة بغير طهور).
أما الطهر للبيت الحرام فشأن آخر، فقد أمر الله خليله باني البيت الحرام؛ إبراهيم عليه السلام، وابنه إسماعيل، عليه السلام، أن يتعاهدا البيت ويحافظا على طهره دائما، قال عز وجل: {وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود}.
وحال الطهر للبيت يجب أن يكون دائما ثابتا لا ينفك عنه أبدا؛ لأنه مقصد الناس من كافة أنحاء الأرض، يأتونه من كل فج عميق حجاجا وعمارا؛ ليتطهروا من الخطايا والآثام، ويرجعوا في غاية النقاء والصفاء، فلابد إذا أن يكون الحال عند البيت في غاية الطهر الحسي أيضا، كما هو في غاية الطهر المعنوي.
والأوبئة عادة ما تنتشر في البيئات عديمة النظافة، أو قليلة العناية بها، حيث إن كثرة الأقذار تؤدي إلى فساد الجو، وهذا يؤدي إلى حدوث الأوبئة، خاصة في الأماكن التي يكثر فيها اجتماع الناس، كما هو الحال في بلد الله الحرام، ولقد حدثت في بلد الله الحرام بعض الأوبئة في الأزمان الماضية، وكان أبرز أسبابها حدوث إهمال في النظافة، فانتشر الوباء، ومات كثير من حجاج بيت الله الحرام.
ومن هنا ندرك أن الأمر بالطهر للبيت الحرام ليس فقط لمكانة البيت وشرفه وقداسته، بل أيضا حرصاً على سلامة زائري البيت وقاصديه، وحفاظا على أرواحهم من الهلاك بالأمراض.
إنه يجب دائما التأكيد على المحافظة على الطهر في هذا البلد، طهر المكان، وطهر الأبدان؛ لكي يتحقق مراد الله تعالى عند بيته المطهر، وتستمر الوفود في المجيء لهذا البيت الكريم، ونيل بركاته العظيمة.
الباحث بمشروع تعظيم البلد الحرام
القاسم المشترك الأعظم بين الخليلين
القاسم المشترك الأعظم بين الخليلين
ارتبط الخليلان إبراهيم عليه الصلاة والسلام ونبينا محمد عليهم الصلاة والسلام بالمولى تبارك وتعالى، فأكرمهما بالارتباط ببيته الحرام، والسكن في بلده الحرام، فجعل للخليل إبراهيم شرف بناء البيت، وجعل له مقامًا بجوار الكعبة، يذكّر الناس به، وقدّر لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم قبل النّبوة أن يحمل الحجر الأسود بيديه الشريفتين إلى مكانه من الكعبة الشريفة.
وكما ارتبط الخليلان بمقامٍ عظيم وهو الخُلّة عند الله جلّ جلاله، فقد كان ارتباطهما بأعظم مكان، وأقدس بقعة، اختصّت بمزايا وعطايا لم تُعطَ لغيرها من البقاع، فهي القبلة، والمثابة، والأمن، والبركة، والطُّهر، والقيام.
والقرآن الكريم والسنّة المطهّرة يحكيان لنا عن أوجه التلاقي بين الخليلين في عمارة البيت الحرام، بالعبادات التي وُضِع لأجلها. فإبراهيم عليه السلام أسكن أهله في البلد الحرام، ليخرج من عزلتِه ويصبح مأهولًا يفد إليه الناس من كل مكان يتقدّمهم الرّسل العظام. ونبينا صلى الله عليه وسلم، جاهد وتحمّل الأذى في سبيل فتح مكة حتى يصلي عند البيت ويجعله مكانًا لعبادة الله وحده ويصبح مركز الإسلام الدائم، والمكان الذي لا يمكن لأحدٍ أن يكمل الأركان الخمسة للإسلام إلا بأداء شعائر الحج بين جنباته. وإبراهيم عليه السلام وضع حدود الحرم بأمر الله تعالى، ونبينا صلى الله عليه وسلم أمر بتجديدها يوم فتح مكة. أحدهما أذّن في الناس بالحج، والآخر أمر به وفرضه بأمر الله على المسلم مرة في العمر... كلاهما حجّ بيت الله الحرام، وأعلن حرمة مكة للناس جميعا، وطهّر ساحة المسجد الحرام حسًا ومعنى، وهيّأه للطائفين والعاكفين والركّع السجود، ودعا للأمة عند بيت الله الحرام.
إنها معالم صدقٍ من الخليلين في تعظيم البيت الحرام، والوفاء بأمر الله تعالى، ثمرتها بقاء ملّتهما ما بقيت السماوات والأرض، واستمرار ذِكرهما والصلاة عليهما حتى قيام الساعة، وشرائع عظيمة تدفعنا للتفكّر فيهما، والارتباط بهما؛ لننهل من إرثهما، ونسير على أثرهما، لنُحشر معهما، وننال في الجنة رفقتهما، وحَسُن أولئك رفيقا.
إمامة الخليل إبراهيم عليه السلام للناس
إمامة الخليل إبراهيم عليه السلام للناس
الإمامة في الدين درجة رفيعة ومنزلة سامية، لا ينالها إلا من اصطفاهم الله تعالى من عباده، يأتي في مقدمتهم أنبياء الله تعالى ورسله، وعلى رأسهم خليل الله إبراهيم عليه السلام، الذي نال هذه المنزلة بحقّ، قال الله تعالى في شأنه: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} [البقرة:124].
نال عليه السلام هذه الدرجة العالية الرفيعة بعد أن مرّ بأنواع الابتلاءات، حيث ابتلاه ربه عز وجل بالتوحيد فصدع به، ودعا إليه قومه، وصبر على أذاهم في ذلك، حتى رمي بسبب ذلك في النار، فلم يجزع على ما أصابه، وكان موقنا بالله تعالى، وابتلاه الله تعالى بقومٍ مشركين بالله يعبدون الأصنام ووالده معهم؛ فوحّد الله تعالى لوحده بينهم؛ ولم يشرك به شيئًا؛ فكان أمّة، وابتلاه الله تعالى بالهجرة من بلده؛ ومفارقة عشيرته ووطنه؛ فامتثل، وابتلاه الله تعالى بترك زوجه هاجر وابنه إسماعيل في أرضٍ قفر؛ لا ماء فيها ولا شجر؛ ولا أنيس فيها ولا جليس؛ فامتثل أمر ربه عز وجل، وابتلاه الله تعالى بذبح ابنه إسماعيل؛ الذي جاءه على كبر؛ فانقاد لأمر ربه عز وجل وسلّم؛ وهمّ بذبحه؛ لولا أن الله تعالى فداه بذبحٍ عظيم.
ابتلاءات تلو ابتلاءات، يجاوزها الخليل عليه السلام بثباتٍ وصبرٍ ويقين؛ حتى نال تزكية الله تعالى له بأنه قد أدّى ما حمل، ووفّى بما وعد: ﴿وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى﴾ [النجم: 37]، فاستحقّ بذلك الإمامة في الدين: ﴿قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا﴾ [البقرة: 124]. قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: فلما أتم ما أمر به من الكلمات جعله الله إماما للخلائق يأتمون به، كان صلى الله عليه وسلم كما قيل: قلبه للرحمن، وولده للقربان، وبدنه للنيران، وماله للضيفان.[جلاء الأفهام (ص: 274)]
الباحث بمشروع تعظيم البلد الحرام
بيت الخليل إبراهيم دعاة البشرية إلى الهدى
بيت الخليل إبراهيم دعاة البشرية إلى الهدى
إن بيت إبراهيم الخليل عليه السلام أشرف بيوت الناس، وأعظمها قدرا، وأكثرها بركة وخيرا، ولهم في العالمين آثار عظيمة.
فمن بركات هذا البيت الجليل: أن الله تعالى جعل فيهم الكتاب والنبوة، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ} [الحديد:26] وقال سبحانه: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ} [العنكبوت: 27].
قال ابن كثير هذه الآية: هذه خِلعة سَنية عظيمة، مع اتخاذ الله إياه خليلا وجعله للناس إماما، أن جعل في ذريته النبوة والكتاب، فلم يوجد نبي بعد إبراهيم عليه السلام، إلا وهو من سلالته، فجميع أنبياء بني إسرائيل من سلالة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، حتى كان آخرهم عيسى ابن مريم، فقام في ملئهم مبشرا بالنبي العربي القرشي الهاشمي، خاتم الرسل على الإطلاق، وسيد ولد آدم في الدنيا والآخرة، الذي اصطفاه الله من صميم العرب العرباء، من سلالة إسماعيل بن إبراهيم، عليهم السلام: ولم يوجد نبي من سلالة إسماعيل سواه، عليه أفضل الصلاة والسلام. [تفسير ابن كثير (6/ 275)]
وقال الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي: وهذا من أعظم المناقب والمفاخر، أن تكون مواد الهداية والرحمة والسعادة والفلاح في ذريَّته، وعلى أيديهم اهتدى المهتدون، وآمن المؤمنون، وصلح الصالحون. [تيسير الكريم الرحمن:229].
إن نعمة الهداية لدين الله هي أعظم النعم، وأعظم ما يحتاجه البشر، وقد خص الله خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام بأن جعله وذريته هداة البشرية إلى الله، فجعل منهم الأنبياء الكرام، وأنزل عليهم الكتب المقدسة، حتى ختمهم بإمام الرسل وخاتمهم وسيدهم، محمد صلى الله عليه وسلم، وأنزل عليه أشرف الكتب وأقدسها، كتاب الله، القرآن العظيم، الذي تكفل الله بحفظه إلى آخر الزمان، ليكون مشكاة الهداية للناس، فلا طريق للهداية إلا من طريق هذا البيت الكريم، ولا خير ولا فلاح ولا سعادة إلا باتباع بيت الخليل إبراهيم، عليهم صلاة الله وسلامه.
وإنه من المقرر في الشرع: أن من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيئا. فكم من الأجور سينالها بيت الخليل إبراهيم - عليهم صلاة الله وسلامه – بسبب الخير والهدى الذي دعوا الناس إليه واتبعهم عليه آلاف مؤلفة من المهتدين؟ لا شك أن لهم من الأجور ما لا يعلمه ولا يقدره إلا رب البيت الكريم سبحانه.
وبسبب هذه البركة والخير العظيم الذي خص الله به بيت الخليل إبراهيم عليهم السلام؛ أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم في صلواتنا أن نصلي على الخليل إبراهيم وآل إبراهيم عليهم السلام كما نصلي على نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام، وأن ندعو الله أن يبارك فيهم، ويزيدهم خيرا وبركة، فلعلنا بصلاتنا عليهم نؤدي أقل القليل من حقهم علينا، صلى الله عليهم وسلم وبارك صلاة وسلاما وبركة دائمة إلى يوم الدين.
الباحث بمشروع تعظيم البلد الحرام