تشتمل شعيرة الحجّ تعظيم الله، وتعظيم بيته وبلده الحرام، وتعظيم أمره ونهيه. وكلّ ذلك إقتداءً بسّنّة إبراهيم عليه السلام، وقد أحياها رسولنا محمّد صَلّى الله عليه وسلّم، وطهّرها من شوائب الشرك والبدع والأهواء.
والمسلم هو من يُسْلِم وجهه لله ويأتمر بأوامره ويسير على سنّة الخليلين اللذين عظّما البلد المحرّم وعبدا ربّ البيت كما أمر وقضى.
فالبيت الأوّل الذي وُضِع للناس والذي رفع قواعده إبراهيم عليه السلام، الهدف منه عبادة الله وحده وتعظيمه وتعظيم أوامره وتعظيم المكان الذي وُضِع فيه، لتمتدّ الحرمة والتعظيم إلى كامل البلد المحرّم بحدوده التي حدّدها ابراهيم عليه السلام بدلالة وإرشاد من جبريل عليه السلام وأمر بتجديدها سيدّنا محمد صلّى الله عليه وسلّم.
وحتّى يتحقّق مراد الله من تعظيم البلد، أمر بتعظيمه من الشرك وكلّ أشكال الأذى الحسّي والمعنوي والظاهر والباطن، ليُقيم فيه الطائفون والقائمون والرُكّع السجود دينهم الحقّ، وليشهدوا منافع لهم، ويذكروا إسم الله ،معظّمين له وحده في أيّام معلومات على مارزقهم، ويعظّموا حرمات الله مجتنبين الشرك والزور.