مكة بلد الله الحرام، وأحبّ البلاد إليه سبحانه، مكانتها عند الله تعالى سامية

مكة بلد الله الحرام، وأحبّ البلاد إليه سبحانه، مكانتها عند الله تعالى سامية، ومنزلتها عنده عالية، أراد الله لها أن تكون بلدًا فريدًا متميزًا من بين سائر بلاد الأرض، أراد لها أن تكون أرضها أقدس بقعة، وأطهر مكان؛ خاليةً من جميع الأدناس والأنجاس، قال تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [الحج:26].

وأراد لها أن تكون بلدةً آمنة، يُضرب بها المثل في استتباب الأمن، أن يأمن فيها كل شيء، فلا يُسفك فيها دم، ولا ينفّر فيها صيد، ولا يعضد فيها شجرة، قال تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً} [البقرة:125].
وأراد لها أن تكون مصدر هدايةٍ للعالمين، قال تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِين} [آل عمران: 96].

لذا؛ فمسؤوليتنا نحو مكة مسؤولية عظيمة وكبيرة، يجب على كلٍّ منا أن يستشعر تلك المسؤولية، وأن يقوم بما يوجبه عليه دينه، من تطهير أرضها، والحفاظ على أمن أهلها والوافدين إليها وكلّ ما فيها شجر وطير وحيوان، وضبط حركاته وتصرّفاته فيها.

وتجسيدًا للمسؤولية تجاه هذه البلدة المباركة وأهلها والوافدين إليها؛ جاء قرار حكومة خادم الحرمين الشريفين بإقامة شعيرة حج هذا العام 1441هـ، بأعداد محدودة جدًا، للحدّ من انتشار فايروس كورونا.

فالتزامنا بما تصدره الدولة من قرارات تصبّ في مصلحة هذه البلدة المباركة وأهلها والوافدين إليها؛ هو نوعٌ من الشعور بالمسؤولية، ويسهم في تحقيق الأمن الشرعي لمكة -شرّفها الله-.

منصور رشيد الباحث بمشروع تعظيم البلد الحرام

تشاركنا المعرفة فلنتشارك الأثر .. اكتب لنا لترقى بنا

كود امني
تحديث