- كان المسجد الحرام منذ عهد النبوة حتى عهد الخليفة العباسي محمد المهدي -يرحمه الله تعالى - منفصلاً تمامًا عن مشعر المسعى؛ حيث وجود المباني، والدُّور بينهما.
- لم تكن المسافة الطولية بين الصفا والمروة قبل التوسعة السعودية الأولى مستقيمة استقامتها في الوقت الحاضر، وإنما يشوبها انحناء نحو الغرب لدى ابتداء الوادي من ناحية الصفا، يستمر منحنيا حتى الميلين الأخضرين نحو جهة الحرم الشريف، بزاوية منفرجة، ثم يبدأ مستقيمًا في الاتجاه نحو المروة شمالاً، وبرغم هذا فإن مشعر المسعى يضيق في الوسط، ويتسع كلما اقتربنا من المروة، غير ما هو موجود في الوقت الحاضر؛ حيث يتساوى عرض مشعر المسعى من أوله حتى آخره.
- توسعة الخليفة العباسي محمد المهدي سنة 160هـ: اشترى الخليفة المهدي جميع الدُّور التي بين المسجد الحرام ومشعر المسعى، والدُّور التي كانت شارعة على مشعر المسعى يومئذ قبل أن يؤخر مشعر المسعى، فهدمها، وأدخلها في المسجد الحرام.
- في سنة 573 هـ أمر المستضيء بالله بعمارة الأميال الخضر بالمسعى المعظم.
- كان سقف المسعى مكشوفًا، وكان حرّ الشمس يؤذي الساعين بين الصفا والمروة، وفى عام 1341 هـ أمر الشريف الحسين الهاشمي بعمل سقيفة للمسعى وذلك لكي تقي الساعين من حرّ الشمس حين سعيهم، وفى عهد الملك عبد العزيز عَهِد إلى السيد/عبد الرؤوف الصبّان أمين مكة المكرمة بتسقيف المسعى بطريقة أجمل وأحسن وبصنعة أكثر اتقانًا، وقامت أمانة العاصمة آنذاك برصف شارع المسعى بعد أن كان شارعًا ترابيًا، وكان السقف الجديد القائم على أعمدة حديدية مع الرصف أول تحسين أُدخل على شارع المسعى بعد سقيفة الشريف الحسين، وتم ذلك في عام 1366هـ.
- في سنة 1345هـ أمر جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود بفرش شارع المسعى من الصفا إلى المروة.
- توسعة الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود سنة 1375هـ: بدأ مشروع توسعة المسجد الحرام في عهد الملك سعود في ربيع الآخر 1375هـ، وتم خلاله بناء مشعر المسعى من طابقين، لاستيعاب أكبر عدد ممكن من المصلين، وأقيم في وسط مشعر المسعى حاجز يقسمه إلى قسمين طويلين، خصص أحدهما للسعي من الصفا إلى المروة، والآخر من المروة إلى الصفا.
- كانت المباني تفصل بين المسجد والمسعى حيث كان شارع المسعى سوقًا تجاريًا تقوم على جانبيه الدكاكين التجارية بمختلف أنواعها، وترتفع فيه العمائر الشاهقة على جانبي الشارع ابتداءً من الصفا وحتى المروة، وكانت دكاكين الصرّافين والحلاّقين وبائعي المشروبات تنتشر على جانبي الشارع مما كان يؤدي بالساعين إلى الخروج شعوريًا عن حالة النسك والعبادة إلى ضجيج الحياة وزحامها. وفي عهد الملك سعود بن عبد العزيز -رحمه الله تعالى- تم إزالة المحلات والدكاكين والعمائر بمنطقة المسعى، وتم بناء المسعى من طابقين عام 1375هـ.
- في عهد الملك فهد - رحمه الله تعالى- تم توسعة منطقة الصفا في الطابق الأول تسهيلاً للساعين، وذلك بتضييق دائرة فتحة الصفا الواقعة تحت القبة عام 1415هـ وفي عام 1417 هـ تم إزالة بعض الدور حول منطقة المروة، وحصل تغيير كبير بالطابق الأرضي والأول فيها، والغرض القضاء على الزحام في هذا الموقع، حتى صارت مساحة المنطقة 375م2 بدلًا من 245م2، وفى عام 1417هـ تم توسعة الممرّ الداخل من جهة المروة إلى المسعى في الطابق الأول، وأُحدثت أبواب جديدة في الطابق الأرضي والأول للدخول والخروج من جهة المروة، وفي عام 1418هـ تم إنشاء جسر الراقوبة من جهة المروة لتسهيل الدخول والخروج إلى سطح المسجد الحرام.
- توسعة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود سنة 1428هـ: تعدُّ هذه التوسعة هي التوسعة العملاقة تاريخًا، فهي أكبر التوسعات الماضية التاريخية مساحة، وفي هذه التوسعة العملاقة تضاعف بناء مشعر المسعى أفقيًا ورأسيًا.
حيث كانت الطاقة الاستيعابية للمسعى قبل أن يشهد مشروع هذه التوسعة تصل إلى حوالي (44) ألف شخص في الساعة الواحدة، وأما بعد الانتهاء منه فقد أصبح من المتوقع أن تصل الطاقة الاستيعابية إلى (118) ألف معتمر في الساعة، بنسبة زيادة فاقت ضعفي ما كان عليه في السابق. وهذا المشروع شمل كافة طوابق الدور الأرضي والأول والثاني واستحداث طوابق إضافة لسطح المسعى. واقتصرت حدود التوسعة على منطقة المسعى بالإضافة إلى استقطاع منطقة بعرض 20م من الساحة الشرقية الموازية للمسعى مباشرة وطول 390م تقريبًا، حيث تم تنفيذ المشروع على مرحلتين واستمر العمل طوال ثلاثة أعوام لم يتوقف إلا في مواسم رمضان والحج حفاظًا على سلامة زوّار وعمّار بيت الله الحرام بعد أن أخذت كافة الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة المصلين والمارّة والعاملين في المشروع الذي نُفّذ وفق أعلى المعايير الفنية والأمنية، ليضيف المشروع مساحة جديدة للمسعى لتصل مساحته الإجمالية 87000م2 بإضافة 57600م2 عن مساحة المسعى السابقة قبل التوسعة التي لم تكن تتجاوز الـ 29400م2، فيما بلغ إجمالي التكاليف المنفقة على المشروع مليارين و 985 مليون ريال، وخضع المشروع لمراقبة يومية من فرق متخصصة لرصد مراحل المشروع وتوثيق كافة الأعمال الخاصة به.