- عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي، أبو بكر الصديق، ابن أبي قحافة، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد بعد الفيل بسنتين وستة أشهر، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم سنة قبل البعثة، وسبق إلى الإيمان به، واستمر معه طول إقامته بمكة، ورافقه في الهجرة، وفي الغار، وفي المشاهد كلها إلى أن مات، وحج بالناس في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة تسع من الهجرة، واستقر خليفة في الأرض بعده، ولقبه المسلمون خليفة رسول الله. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أعلم قريش بالأنساب، أسلم على يده عثمان، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف، ومناقبه كثيرة جدًا، وهو أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم، وكانت وفاته يوم الاثنين في جمادى الأول سنة ثلاث عشرة من الهجرة، وهو ابن ثلاث وستين سنة، وكانت خلافته سنتين، وثلاثة أشهر، واثنين وعشرين يومًا.
- عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي، أبو حفص، أمير المؤمنين، ولد قبل البعثة النبوية بثلاثين سنة، وقيل: إنه ولد بعد الفيل بثلاث عشرة سنة، وكان إليه السفارة في الجاهلية، وكان عند المبعث شديدًا على المسلمين، ثم أسلم فكان إسلامه فتحًا على المسلمين، وفرجًا لهم من الضيق، ولقب بالفاروق؛ لأنه فرق بين الحق والباطل، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وصهر النبي صلى الله عليه وسلم، وأحب الرجال إليه بعد أبي بكر، وشهد المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان شديدًا على الكفار والمنافقين، وبويع بالخلافة بعد أبي بكر، وكان قد عهد إليه بذلك، فقام بعده بمثل سيرته وجهاده، وثباته وصبره على العيش، وفتح الله في خلافته الفتوحات الكثيرة، وهو أول من وسّع المسجد الحرام، وأول من ردّ مقام إبراهيم إلى مكانه اليوم، وختم له بالشهادة بعد أن قتله أبو لؤلؤة المجوسي في صلاة الصبح، وذلك لثلاث ليال بقين من ذي الحجة، سنة ثلاث وعشرين من الهجرة، وكانت خلافته عشر سنين ونصفًا.
- عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي، أمير المؤمنين، أبو عبد الله، وأبو عمرو، ولد بعد الفيل بست سنين على الصحيح، أسلم قديمًا على يد أبي بكر الصديق، وزوّجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته رقية، فماتت عنده أيام بدر، فزوّجه بعدها أختها أم كلثوم، فلذلك كان يلقب"ذا النورين". وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وثالث الخلفاء الراشدين، وهو أول من هاجر إلى الحبشة، ومعه زوجته رقية، وتخلف عن بدر لتمريضها، فقسم له النبي صلى الله عليه وسلم من سهامها، وتخلف عن بيعة الرضوان لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان بعثه إلى مكة، فأشيع أنهم قتلوه، فكان ذلك سبب البيعة، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم إحدى يديه على الأخرى وقال: هذه عن عثمان. وكان كثير أفعال الخير، اشترى بئر رومة وسبّلها للمسلمين، وجهز جيش العسرة، ووسع المسجد الحرام والمسجد النبوي، وكان يحي الليل بركعة يقرأ فيها القرآن كله، وبويع بالخلافة بعد عمر بن الخطاب، وكثرت الفتوحات في خلافته، واستمرت خلافته اثنتي عشرة سنة إلا أيامًا، استشهد رضي الله عنه بالمدينة يوم الجمعة لثمان عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة وستة أشهر.
- علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد المناف القرشي الهاشمي، أبو الحسن، أول الناس إسلامًا في قول كثير من أهل العلم، ولد قبل البعثة بعشر سنين على الصحيح، فربي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفارقه، وشهد معه المشاهد إلا تبوك، فقال له بسبب تأخيره له بالمدينة: ((ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى)) ، وزوجه ابنته فاطمة، وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد، ومناقبه كثيرة، وهو أحد المبشرين بالجنة، ورابع الخلفاء الراشدين، وكان معروفًا بالقضاء والشجاعة، وأبلى في بدر وأحد والخندق وخيبر بلاء عظيمًا. بويع بالخلافة بعد مقتل عثمان، في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، وقتل ليلة السابع عشر من رمضان، سنة أربعين من الهجرة، ومدة خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر ونصف شهر، وله ثلاث وستون سنة.
- عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري، أبو محمد، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين أخبر عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه توفى وهو عنهم راض، ولد بعد الفيل بعشر سنين، وأسلم قديمًا قبل دخول دار الأرقم، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرًا وسائر المشاهد، وكان من تجار الصحابة، وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه في سفرة سافرها ركعة من صلاة الصبح، وكان اسمه في الجاهلية عبد الكعبة، فغيّره النبي صلى الله عليه وسلم إلى عبد الرحمن، وكان كثير أفعال الخير، وكثير التصدق والإنفاق في سبيل الله. توفي سنة اثنتين وثلاثين من الهجرة، وله اثنتان وسبعون سنة، ودفن بالبقيع، وصلى عليه عثمان رضي الله عنه بوصية منه.
- الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي، أبو عبد الله، حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن عمته، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى، أسلم وله اثنتا عشرة سنة، وهاجر الهجرتين، وهو أول من سلّ سيفه في سبيل الله، وشهد المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان معدودًا في الشجعان، قتل رضي الله عنه يوم الجمل بعد انصرافه عنه، وذلك أن عليًا ذكّره بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: إنك تقاتل عليًا وأنت ظالم له؟ فتذكر ذلك، وانصرف، فلقيه ابن جرموز فقتله، وكان ذلك في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين، وله ست أو سبع وستون سنة.
- طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي، أبو محمد، أحد العشرة، وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر الصديق، وأحد الستة أصحاب الشورى، وهاجر في الأولين، وشهد المشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم ما خلا بدرًا، وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم له بسهمه وأجره، ووقى النبيَّ صلى الله عليه وسلم بنفسه يوم أحد، واتقى عنه النبل بيده حتى شُلَّتْ، وضرب في رأسه، وحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهره حتى استقل على الصخرة، وكان جوادًا ،وكان يقال له طلحة الخير، وطلحة الجواد، وطلحة الفيّاض، سماه بذلك النبي صلى الله عليه وسلم لجوده، وكان كثير المال، خلف بعد موته ثلاثمائة حمل ذهبًا، استشهد يوم الجمل، في جمادى الآخر سنة ست وثلاثين، وهو ابن أربع وستين سنة، وكان موته من سهم رمي به، فلم يزل ينزف دمه حتى مات.
- عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فِهر القرشي الفِهري، أبو عبيدة بن الجراح، مشهور بكنيته، أسلم قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد السابقين إلى الإسلام، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرًا وما بعدها، وهو الذي انتزع الحلقتين من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ، فسقطت ثنيتا أبي عبيدة، وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: ((لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة الجراح)) ، وقيل: إنه قتل أباه يوم بدر ونزلت فيه: {لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُون}[المجادلة:22] كان أكثر فتح الشام على يده، وولاه عمر عليها، وأصابه طاعون عمواس، فتوفى سنة ثمانية عشرة بالشام، ودفن بها، وله من العمر ثماينة وخمسون سنة، وقيل: إحدى وأربعون سنة.
- سعد بن مالك بن أُهَيب – ويقال: وُهَيب – بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري، أبو إسحاق ابن أبي وقاص، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وآخرهم موتًا، وكان أحد الفرسان، وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله، وأحد الستة أهل الشورى، وكان رأس من فتح العراق، وولي الكوفة لعمر، وهو الذي بناها، ثم عزل، ووليها لعثمان، وكان مجاب الدعوة، وثبت عنه أنه قال: لقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام، وكان سعد من أحدّ الناس بصراً، ولما قتل عثمان اعتزل الفتنة ولزم بيته، توفي بالعقيق، وحمل إلى المدينة، فصلي عليه في المسجد، وكانت وفاته سنة خمس وخمسين من الهجرة.
- سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى العدوي، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، أسلم قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وهاجر، وشهد أحدًا والمشاهد بعدها، ولم يكن بالمدينة زمان بدر، فلذلك لم يشهدها، وكان إسلامه قبل إسلام عمر، وكان إسلام عمر عنده في بيته، لأنه كان زوج أخته فاطمة، وكان من فضلاء الصحابة، مجاب الدعوة، وشهد اليرموك وفتح دمشق، وولاه أبو عبيدة عليها، فهو أول من عمل نيابة دمشق من هذه الأمة، مات رضي الله عنه بالعقيق سنة إحدى وخمسين، وهو ابن بضع وسبعين سنة، ووالده زيد بن عمرو بن نفيل كان ممن ترك عبادة الأصنام، ودان بالحنيفية، ولكنه لم يظفر بها كما ينبغي، وهو من أهل النجاة، رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعش إلى البعثة.
- أبان ابن أبي أُحَيْحَة: سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي: أسلم بعد أخويه خالد وعمرو، وكان شديدًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين، ثم أسلم بعد رجوع الرسول صلى الله عليه وسلم من الحديبية، وهو الذي أجار عثمان بن عفان حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة عام الحديبية، استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على البحرين لما عزل العلاءَ بن الحضرمي، استشهد بأجنادين سنة ثلاث عشرة.
- الأرقم بن أبي الأرقم – عبد مناف – بن أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، أبو عبد الله، من السابقين الأولين، وكانت داره على الصفا، وهي الدار التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس فيها أول الإسلام، شهد بدرًا وأحدًا والمشاهد كلها، وأقطعه النبي صلى الله عليه وسلم دارًا بالمدينة، توفي في خلافة معاوية، سنة خمس وخمسين، وهو ابن بضع وثمانين سنة، وصلى عليه سعد بن أبي وقاص.
- أزهر بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري، عم عبدالرحمن بن عوف، ووالد عبد الرحمن بن أزهر، وهو أحد الذين نصبوا أعلام الحرم زمان عمر بن الخطاب.
- أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي، أبو محمد، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحِبُّه، وابن حِبِّه، ولد في الإسلام، ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأسامة عشرون سنة، وكان قد أمّره على جيش عظيم، فمات رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يتوجه، فأنفذه أبو بكر، وكان عمر يجله ويكرمه، وفضّله في العطاء على ولده عبد الله بن عمر، واعتزل أسامة الفتنة بعد مقتل عثمان، ومات بالمدينة في خلافة معاوية سنة أربع وخمسين.
- بلال بن رباح القرشي التيمي مولاهم، أبو عبد الله المؤذن، مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقال له: بلال بن حمامة، وهي أمة، أسلم قديمًا، وعذب في الله تعالى، ثم اشتراه أبو بكر الصديق وأعتقه، هاجر إلى المدينة، وشهد بدرًا وأحدًا والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم، خرج بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الشام، ومناقبه كثيرة مشهورة، مات بالشام في خلافة عمر، في طاعون عمواس سنة عشرين، وله ثلاث وستون سنة، وقيل: سبعون.
- جُبَير بن مُطْعِم بن عَدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي النوفلي، أبو محمد، من أكابر قريش، ومن علماء النسب، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد أسارى بدر، فسمعه يقرأ بالطور، فكان ذلك أول ما دخل الإيمان في قلبه، أسلم بين الحديبية والفتح، ومات في خلافة معاوية، سنة سبع أو ثمان أو تسع وخمسين.
- جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي، أبو عبد الله الطيار، ذو الجناحين، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشقيق علي بن أبي طالب، وأحد السابقين إلى الإسلام، هاجر إلى الحبشة في الهجرة الثانية، وقدم المدينة بإثر فتح خيبر، وفرح الرسول صلى الله عليه وسلم بقدومه، وتلقّاه واعتنقه، وكان خيرَ الناس للمساكين، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤته، في جمادى الأول سنة ثمان من الهجرة، فاستشهد بها، وبيده اللواء، وكانت يداه قد قطعتا، ووجد في جسده بضع وسبعون من ضربة وطعنة ورمية، وأسف النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًالموته وبكى، وهو أول من عرقب فرسًا في سبيل الله في تلك الغزوة، لما رأى أن الغلبة للروم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جعله أميرًا عليها إن أصيب زيد بن حارثة، وكان رضي الله عنه أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم خُلقًا وخَلقًا.
- الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشي، كان والده نوفل أسن ولد أبيه، والحارث أكبر أولاد أبيه نوفل، ولاه النبي صلى الله عليه وسلم بعض أعمال مكة، وأقره أبو بكر، وعمر، وعثمان، ثم انتقل إلى البصرة، واختطّ بها دارًا، ومات بها في آخر خلافة عثمان، وقيل مات في زمن معاوية.
- الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله القرشي المخزومي، أبو عبد الرحمن، أخو أبي جهل؛ وابن عم خالد بن الوليد، كان شريفًا مذكورًا، شهد بدرًا مع المشركين، وكان فيمن انهزم، ثم شهد أحدًا مشركًا، حتى أسلم يوم الفتح، ثم حسن إسلامه، ثم هاجر إلى الشام في زمن عمر، والمشهور أنه مات في طاعون عمواس بالشام، وكان يضرب به المثل في السؤدد.
- حاطب بن أبي بلتعه بن عمرو بن عمير اللخمي، حليف بني أسد بن عبد العزى، كان من أهل اليمن،أسلم وهاجر، وشهد بدرًا، وكان بنوه وإخوته بمكة، فكتب حاطب من المدينة إلى كبار قريش كتابًا ينصح لهم فيه، ويخبرهم بتجهيز رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم – عام الفتح – فنزلت فيه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيل}[الممتحنة:1] فقال عمر: دعني أضرب عنقه، فقال صلى الله عليه وسلم:﴿إنه شهد بدرًا﴾ واعتذر حاطب بأنه لم يكن له في مكة عشيرة تدفع عن أهله، فقبل عذره، وقد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم بكتابه إلى المقوقس صاحب مصر، و مات حاطب في سنة ثلاثين في خلافة عثمان، وله خمس وستون سنة.
- حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى، القرشي الأسدي، ابن أخي خديجة بنت خويلد أم المؤمنين، كنيته أبو خالد، ولد في جوف الكعبة، وكان صديق النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، وكان يودّه ويحبه بعد البعثة، ولكن تأخر إسلامه إلى أن أسلم عام الفتح، وكان من المؤلفة، وشهد حنينًا، وأعطي من الغنائم، ثم حسن إسلامه، وكان يفعل المعروف، ويصل الرحم، وكانت دار الندوة بيده، فباعها لمعاوية، وتصدق بثمنها، وكان عالمًا بنسب قريش، مات سنة خمسين أو بعدها، وهو ممن عاش مائة وعشرين سنة، نصفها في الجاهلية، ونصفها في الإسلام.
- حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، القرشي الهاشمي، أبو عُمارة، عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأخوه من الرضاعة، أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب، ولد قبل النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين أو أربع سنين، وأسلم في السنة الثانية من البعثة، ولازم مناصرة النبي صلى الله عليه وسلم، وهاجر إلى المدينة، وشهد بدرًا وأبلى فيها بلاء عظيمًا، وقتل بعض رؤوس المشركين، وعقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم لواء، وأرسله في سرية، ثم شهد أحدًا، فاستشهد بها، قتله وحشي بحربة، وذلك في النصف من شوال سنة ثلاث من الهجرة، فعاش دون الستين، ولقّبه النبي صلى الله عليه وسلم أسد الله، وسماه سيد الشهداء، ودفنه مع عبد الله بن جحش في قبر واحد.
- حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس، القرشي العامري، أسلم عام الفتح، وشهد حنينًا، وكان من المؤلفة، ومن شيوخ قريش، وهو أحد الذين جددوا أنصاب الحرم في عهد عمر، وكان ممن دفن عثمان رضي الله عنه، عاش مائة وعشرين سنة، مات سنة أربع وخمسين، في خلافة معاوية.
- خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس، القرشي الأموي، أبو سعيد، من السابقين الأولين، قيل: كان رابعًا أو خامسًا ممن أسلم، وعاقبه أبوه على ذلك، ومنعه القوت، ثم هاجر إلى الحبشة، ثم قدم من الحبشة مع جعفر بن أبي طالب، وبعته النبي صلى الله عليه وسلم على صدقات بني مذحج، وأمره أبو بكر على جيش من جيوش الشام، ثم استشهد يوم مرج الصفر، وقيل: بأجنادين، من بلاد الشام.
- خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة القرشي المخزومي، قتل أبوه يوم بدر، وأسلم خالد يوم الفتح، وأقام بمكة، ويقال: إن عمر بن الخطاب استعمله على مكة بعد نافع بن عبد الحارث الخزاعي، واستعمله عثمان أيضًا عليها، وعاش خالد إلى أن أدرك خلافة معاوية.
- خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله، القرشي المخزومي، سيف الله، أبو سليمان، أمه لبابة الصغرى بنت الحارث الهلالية، أخت أم المؤمنين ميمونة، وكان خالد أحد أشراف قريش في الجاهلية، وشهد مع كفار قريش الحروب إلى عمرة الحديبية، ثم أسلم سنة سبع بعد خيبر أو سنة ثمان، وشهد غزوة مؤتة مع زيد بن حارثة، فلما استشهد الأمير الثالث للجيش، أخذ خالد الراية فانحاز بالناس، وشهد فتح مكة وأبلى فيها، ثم شهد حنينًا والطائف، وهدم العزى، ثم أرسله أبو بكر لحرب المرتدين، وله في ذلك بلاء عظيم، ثم أرسله إلى العراق لقتال الفرس، ثم إلى الشام، وجعل إليه قيادة الجيوش فيها، فبقي إلى أن عزله عمر، وولى أبا عبيدة بن الجراح، وبقي خالد في الشام حتى مات بحمص، سنة إحدى وعشرين، وأوصى إِلَى عمر رضي اللَّه عنه.
- خبّاب بن الأرتّ بن جندلة التميمي، أبو عبد الله، سُبي في الجاهلية فبيع بمكة، فكان مولى أم أنمار الخزاعية، ثم حالف بني زهرة، وكان من السابقين الأولين، وكان من المستضعفين، وعذب عذابًا شديدًا، وهاجر، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم نزل الكوفة، وبقي بها إلى أن مات سنة سبع وثلاثين، وعاش ثلاثًا وستين سنة.
- خُنيس بن حذافة القرشي السهمي، أخو عبد الله، كان من السابقين الأولين، وهاجر إلى الحبشة، ثم رجع فهاجر إلى المدينة، وشهد بدرًا، ثم أحدًا، وأصابته بأحد جراحة فمات منها، وكان زوج حفصة بنت عمر، فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعده.
- ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطّلب القرشي المطّلبي، الذي تصارع مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض جبال مكة، أسلم يوم الفتح، وقيل: أسلم عقب مصارعته، وقد كان من أشد الناس، مات في خلافة معاوية، وقيل: بل في خلافة عثمان.
- زهير بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله القرشي المخزومي، أخو أم سلمة، أم المؤمنين، كان ممن قام في نقض الصحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم، ولم يسلم منهم غيره، وغير هشام بن عمرو، وكان من المؤلفة قلوبهم.
- زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي، سبي من أمه وهو صغير، وبيع بسوق عكاظ، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بأربعمائة درهم، فلما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهبته له، ثم لما قدم أبوه وعمه إلى مكة بفدائه، وخيّره رسول الله صلى الله عليه وسلم بين البقاء عنده، وبين الذهاب مع أبيه، فاختار البقاء معه، فخرج به عليه الصلاة والسلام إلى الحِجْر، وأشهد الناس أن زيدًا ابنه، يرثه ويرث منه، ثم ذهب أبوه وعمه، وصار زيد يدعى: زيد بن محمد، حتى نزلت {ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ}[الأحزاب:5] فدعي زيد بن حارثة، وهو أول من أسلم من الموالي، وزوّجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بنت عمته زينب بنت جحش، و زوّجه قبلها مولاته أم أيمن، فولدت له أسامة، وشهد زيد بدرًا، وما بعدها، واستخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة في بعض أسفاره، وأمّره على الجيش في غزوة مؤتة، فاستشهد بها سنة ثمان من الهجرة، وله خمس وخمسون سنة، ولم يقع في القرآن ذكر صحابي باسمه إلا هو بالاتفاق.
- زيد بن الخطاب بن نفيل، القرشي العدوي، أخو عمر بن الخطاب، وكان أسن من عمر، وأسلم قبله، وشهد بدرًا والمشاهد، حتى استشهد باليمامة، في حروب أهل الردة، وكانت راية المسلمين معه سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر، وحزن عمر عليه حزنًا شديدًا، وقال عمر لما قتل زيد: سبقني إلى الحسنيين، أسلم قبلي، واستشهد قبلي.
- سالم مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، أحد السابقين الأولين، تبنّاه أبو حذيفة، كما تبنّى رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة، فكان يراه أنه ابنه، وأنكحه ابنة أخيه، وكان سالم ممن جمع القرآن، وكان يؤمّ المهاجرين الأولين في مسجد قباء، وفيهم أبو بكر وعمر، لأنه كان أكثرهم قرآنا، وكانت راية المهاجرين يوم اليمامة معه، فقطعت يمينه، فأخذها بيساره، فقطعت، فاعتنقها إلى أن استشهد، وأضجع بجوار مولاه أبي حذيفة رضي الله عنهما.
- سعيد بن سعيد بن العاص بن أمية، أخو أبان، وخالد، وعمرو، أسلموا كلهم، ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بالطائف، وقيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم استعمله على سوق مكة.
- سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية، القرشي الأموي، أبو عثمان، كان له يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم تسع سنين، وقتل أبوه يوم بدرًا كافرًا، وكان سعيد من فصحاء قريش، ولهذا ندبه عثمان فيمن ندب لكتابة القرآن، وولى الكوفة، وغزا طبرستان ففتحها، وولي المدينة لمعاوية، وكان مشهورًا بالكرم والبر، مات في قصره بالعقيق سنة ثلاث وخمسين.
- سعيد بن عامر بن حذيم – بكسر الحاء وسكون الذال وفتح الياء – بن سلامان القرشي الجمحي، من كبار الصحابة وفضلائهم، أسلم قبل خيبر، وهاجر، فشهد خيبر وما بعدها، وكان مشهورًا بالخير والزهد، ولاه عمر حمص بعد عياض بن غنم، فوليها دون نصف سنة ومات، وكانت وفاته سنة عشرين، وقيل: إحدى وعشرين.
- سعيد بن يربوع بن عنكثة بن عامر بن مخزوم القرشيّ المخزوميّ، أبو هود، أسلم يوم الفتح، وقيل قبله، وشهد حنينا، وأعطي من غنائمها، وكان اسمه الصرم، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سعيدا، وهو أحد الأربعة الذين أمرهم عمر بتجديد أنصاب الحرم، وعمي أيام عمر بن الخطاب، فأتاه عمر يعزيه بذهاب بصره، وقال: لا تدع الجمعة ولا الجماعة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ليس لي قائد، فبعث إليه عمر بقائد من السبي، وتوفي سعيد سنة أربع وخمسين بالمدينة، وقيل بمكة، وكان عمره مائة سنة وأربعا وعشرين سنة.
- سلمة بن هشام بن المغيرة، القرشي المخزومي، أخو أبي جهل، أسلم قديمًا، وهاجر إلى الحبشة، ثم قدم مكة، فاحتبس بها عن الهجرة، وعذب في الله، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو له ولمن معه من المستضعفين، ثم هاجر بعد الخندق، وشهد مؤتة، وهاجر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الشام غازيًا، فاستشهد بمرج الصفر، في المحرم سنة أربع عشرة وقيل: بأجنادين سنة ثلاث عشرة، قبل موت أبي بكر الصديق، وكان من خيار الصحابة وفضلائهم.
- سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك، القرشي العامري، أبو يزيد، خطيب قريش، وأحد أشرافها، شهد بدرًا مع المشركين، وحرض الناس بمكة للخروج إليها، وأُسِر فيها، ثم افتدى نفسه، وهو الذي تولى أمر الصلح بالحديبية، بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش، ثم أسلم في الفتح، وكان من المؤلفة، ثم حسن إسلامه، فكان كثير الصلاة والصوم والصدقة، وكان كثير البكاء، رقيقًا عند قراءة القرآن، ثم لما مات النبي صلى الله عليه وسلم، وارتدت العرب، كاد أهل مكة يرتدون، فقام فيهم سهيل، فخطب فيهم حتى سكنوا، ثم هاجر إلى الشام، ومات بها في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة.
- شجاع بن أبي وهب – ويقال: ابن وهب – بن ربيعة الأسدي، كنيته: أبو وهب شهد هو وأخوه عقبة بدرًا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من السابقين الأولين، ومن المهاجرين، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحارث بن أبي شمر الغساني، وإلى جبلة بن الأيهم الغساني، استشهد يوم اليمامة، وهو ابن بضع وأربعين سنة.
- شُرَحْبيل بن عبد الله بن المطاع الكندي، وقيل: التميمي، وينسب إلى أمه فيقال: شرحبيل ابن حسنة، وكانت أمه مولاة لمعمر بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة الجمحي، أسلم قديمًا، وهاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وكان يكنى أبا عبد الله، وكان حليفًا لبني زهرة، وكان ممن سيّره أبو بكر في فتوح الشام،وتولى ناحية منها إلى أن مات في طاعون عمواس، وهو ابن سبع وستين سنة.
- شيبة بن عثمان بن أبي طلحة: عبد الله بن عبد العزى بن عبد الدار، أبو عثمان القرشي العبدري الحجبي المكي، حاجب الكعبة، أسلم يوم الفتح، وكان أبوه ممن قتل بأحد كافرًا، وكان ممن ثبت يوم حنين، بعد أن أراد أن يغتال النبي صلى الله عليه وسلم، فقذف الله في قلبه الرعب، فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على صدره، فثبت الإيمان في قبله، وقاتل بين يديه, وتولى الحجابة بعد موت ابن عمه عثمان بن طلحه, ثم بقيت الحجابة في ولده، وكان شيبه من خيار المسلمين، مات سنة تسع وخمسين.
- صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو سفيان القرشي الأموي المكي، ويكنى أيضًا: أبا حنظلة، كان أسن من النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين، أسلم عام الفتح، وأمّن النبي صلى الله عليه وسلم من دخل داره يوم الفتح، وشهد حنين والطائف، وكان من المؤلفة قلوبهم، وكان قبل إسلامه رأس المشركين في أحد والأحزاب، تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ابنته أم حبيبة قبل أن يسلم أبوها، وكانت هي أسلمت قديمًا، وكان أبو سفيان من أشراف قريش في الجاهلية، وكان من أجودهم رأيًا، وقد حسن إسلامه، وقاتل في الطائف وفقئت عينه فيها، ثم فقئت الأخرى يوم اليرموك، توفي بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين، وقيل بعدها، وله ثمان وثمانون سنة.
- صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح، أبو وهب الجمحي، قتل أبوه يوم بدر كافرًا، يقال: إنه هرب يوم الفتح، وأسلمت امرأته، وأحضر له ابن عمه عمير بن وهب أمانًا من النبي صلى الله عليه وسلم، وحضر وقعة حنين كافرًا، وكان النبي صلى الله عليه وسلم استعار منه سلاحه لما خرج إلى حنين، ثم أسلم صفوان بعدها وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم من الغنائم، وهاجر إلى المدينة، فرده النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة، فبقي فيها حتى مات أيام قتل عثمان رضي الله عنه، وقيل بعد ذلك.
- صهيب بن سنان الرومي، أبو يحيى، كان من النمر بن قاسط، وسبى وهو صغير وأخذ لسان الروم، فنسب إليهم، ثم اشتراه رجل من كلب، فباعه بمكة، فاشتراه عبد الله بن جدعان التيمي وأعتقه، وأسلم والنبي صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم، وكان من المستضعفين، ممن يعذب في الله، وهاجر إلى المدينة مع علي بن أبي طالب، وترك ماله لقريش حين منعوه من الهجرة، فنزل فيه قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَاد}[البقرة:207] وشهد صهيب المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم،وهو الذي صلى على عمر بن الخطاب بوصية منه، وصلى بالناس أيضًا بعد موت عمر حتى اجتمع الناس على عثمان، وكان من فضلاء الصحابة، توفي سنة ثمان وثلاثين، وهو ابن سبعين سنة.
- عاقل بن البُكير بن عبد ياليل الكناني الليثي، من السابقين الأولين، شهد بدرًا هو وإخوته: إياس، وخالد، وعامر، واستشهد عاقل ببدر، ويقال: كان أول من بايع النبي صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم.
- عامر بن البكير الليثي، أسلم مع أخويه في دار الأرقم، وشهد بدرًا وما بعدها من المشاهد، واستشهد يوم اليمامة.
- عامر بن فهيرة: مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، أحد السابقين، أسلم قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وكان حسن الإسلام، وعذب في سبيل الله، وهو الذي كان يرعى الغنم ويروح بها على النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وهما في غار ثور، ورافقهما في الهجرة إلى المدينة، وشهد بدرًا وأحدًا، ثم استشهد ببئر معونة سنة أربع من الهجرة، وهو الذي رفعه الله تعالى بعد ما قتل حتى كان بين السماء والأرض.
- عامر بن واثلة الليثي، أبو الطُفَيل المكي، رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو شاب، وحفظ عنه أحاديث، وصحب عليًا رضي الله عنه في مشاهده كلها، فلما قتل انصرف إلى مكة فأقام بها حتى مات، وكان فاضلاً عاقلاً حاضر الجواب، مات سنة مائة، وقيل مائة وعشرة بمكة، وهو آخر من مات من الصحابة.
- العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، أبو الفضل، عم النبي صلى الله عليه وسلم، ولد قبل النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين، وكان إليه في الجاهلية السقاية والعمارة، وحضر بيعة العقبة قبل أن يسلم، وشهد بدرًا مع المشركين مكرهًا، فأسر، فافتدى نفسه، وافتدى ابن أخيه عقيل بن أبي طالب، ورجع إلى مكة، فقيل: إنه أسلم وكتم إسلامه، هاجر قبل الفتح بقليل، وشهد الفتح، وثبت يوم حنين، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكرمه ويعظمه، وكذلك أصحابه بعد وفاته، وكان العباس وصولاً لأرحام قريش، محسنًا إليهم، ذا رأي وعقل وكمال، مات في المدينة سنة اثنتين وثلاثين عن ثمان وثمانين سنة.
- عبد الله بن جحش بن رئاب بن يعمر بن خزيمة بن أسد، أبو محمد الأسدى أحد السابقين إلى الإسلام، هاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، شهد بدرًا وأحدًا، واستشهد بها، وهو أول أمير في الإسلام، انقطع سيفه يوم أحد، فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم عرجونًا، فصار في يده سيفًا، فكان يسمى العرجون، وكان عبد الله يسمى المجدّع في الله، لأن أنفه جدع في أحد، دفن هو وخاله حمزة في قبر واحد بأحد.
- عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي القرشي السهمي، أبو حذيفة، أو أبو حذافة، من السابقين الأولين، هاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، وقيل: إنه شهد بدرًا، وأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى، وله قصة مع ملك الروم في خلافة عمر، وكان فيه دعابة معروفة، مات في خلافة عثمان، وكانت وفاته بمصر، ودفن بمقبرتها.
- عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد القرشي الأسدي، أبو بكر وأبو خبيب، أمير المؤمنين، ولد عام الهجرة، وهو أول مولود يولد للمهاجرين في المدينة، وفرح به المسلمون فرحًا عظيمًا، وحنّكه النبي صلى الله عليه وسلم بتمرة، وحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، وكان مجتهدًا في العبادة، شهد اليرموك وفتح إفريقية، وشهد الجمل مع خالته عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين، واعتزل الفتنة بين علي ومعاوية، ثم بايع لمعاوية، وامتنع أن يبايع ليزيد، وتحوّل إلى مكة وعاذ بالحرم، ثم بعد موت يزيد بويع ابن الزبير بالخلافة من جميع الأمصار إلا بعض أهل الشام، فخرج عليه مروان وقاتله، ثم قاتله عبد الملك بن مروان، وجهز إليه الحجاج بن يوسف، فقاتله إلى أن قتل ابن الزبير في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين من الهجرة، ثم صلبه الحجاج بالحجون، وكان عمره يوم قتل إحدى وسبعون سنة، ودامت خلافته تسع سنين، وكان في خلافته قد بنى الكعبة على قواعد إبراهيم – عليه السلام - لما بلغه الخبر في ذلك، ثم أعادها الحجاج على ما كانت عليه.
- عبد الله بن السائب بن صيفي القرشي المخزومي، المكي المقرئ، مقرئ أهل مكة، له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، قرأ عليه أهل مكة: مجاهد وابن كثير وغيرهم، مات بمكة قبل ابن الزبير بيسير، وصلى عليه ابن عباس.
- عبد الله بن سعد بن أبي سرح القرشي العامري، أبو يحيى، أسلم قبل الفتح وهاجر وكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ارتد مشركًا و عاد لمكة، وهرب يوم الفتح؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتله حتى ولو وجد تحت أستار الكعبة، فأجاره عثمان بن عفان وإستأمنه، فأسلم عبد الله وحسن إسلامه، وهو الذي افتتح إفريقية، وكان فتحًا عظيمًا، وولاه عثمان على مصر، ثم سكن عسقلان في آخر عمره، حتى مات سنة ست أو سبع وثلاثين، وكانت وفاته بعد أن سلّم التسليمة الأولى من صلاة الصبح.
- عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، أبو العباس، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، الإمام الحبر البحر، ترجمان القرآن. ولد أيام حصار بني هاشم بالشعب، قبل الهجرة بثلاث سنين، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلمه الله الكتاب وتأويل القرآن والفقه في الدين ، وحفظ وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من ألف حديث، وأخذ العلم عن كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فاق أقرانه، وكان عمر يثني عليه ويقربه ويشاوره مع جلة الصحابة، وشهد الفتوحات، وشهد الجمل وصفين مع علي، وكان له محاورة مع الخوارج على علي، حتى رجع كثير منهم، أمّره علي على البصرة، ثم عاد لمكة بعد قتل علي، ثم سكن الطائف حتى مات به، سنة ثمان وستين، وله سبعون سنة.
- عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن محزوم القرشي المخزومي، أبو سلمة، أسلم بعد عشرة أنفس، وكان أخا النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة وابن عمة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: أمه برة بنت عبد المطلب، هاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، وشهد بدرًا وأحدًا، وجرح في أحد جرحًا، فمات منه في جمادى الآخرة سنة أربع، فحضره النبي صلى الله عليه وسلم وأغمضه، ثم تزوج زوجته أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها.
- عبد الله بن أبي بكر الصديق القرشي التيمي: أسلم قديمًا، وهو الذي كان يأتي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وهما في الغار بزادهما وبأخبار مكة، ثم هاجر ومعه عيال أبي بكر، وشهد الطائف، وأصابه بها سهم، فاندمل جرحه، ثم انتفض عليه في خلافة أبيه، فمات منه في شوال سنة إحدى عشرة.
- عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي، أبو عبد الرحمن، ولد في السنة الثالثة من البعثة، وأسلم قبل احتلامه مع أبيه، وهاجر، وأوّل مشاهده الخندق، ثم شهد ما بعدها، وبايع بيعة الرضوان قبل أبيه، وشهد الفتوحات، وكان كثير الحج والعمرة، شديد الاتباع لآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، شديد التحري والاحتياط، عابدًا زاهدًا ورعًا، كثير الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، توفي بمكة سنة ثلاث وسبعين، وله سبع وثمانون سنة.
- عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل القرشي السهمي، أبو محمد، أسلم قبل أبيه، وكان بينهما اثنا عشرة سنة، وكان عالمًا عابدًا، روى كثيرًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان استأذن النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتب ما سمع منه فأذن له، وكان قد أخذ من علم الأولين، وقرأ التوراة والإنجيل، وهو أحد العبادلة الفقهاء، مات بالطائف على الراجح، ليالي الحرة في ذي الحجة.
- عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي، أبو عبد الرحمن، أسلم في أول الإسلام، وأسلمت أمّه أيضًا، وهاجر عبد الله الهجرتين، وشهد بدرًا والمشاهد بعدها، ولازم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان صاحب نعليه، وحدث عنه كثيرًا، وكان مقدمًا في الفقه والعلم والفتوى، وله أتباع في ذلك، وكان من القرّاء ومن العلماء من الصحابة، ومناقبه كثيرة، وكان قصيرًا جدًا، وبعثه عمر في خلافته إلى الكوفة معلما ومفقها، ثم عاد إلى المدينة، ومات بها سنة اثنتين وثلاثين.
- عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق القرشي التيمي، شقيق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهما، كان اسمه عبد الكعبة، فغيّره النبي صلى الله عليه وسلم، تأخّر إسلامه إلى بعد الحديبية، فأسلم وحسن إسلامه، وهو أكبر أولاد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وكان شجاعًا راميًا، شهد اليمامة، وشهد الجمل مع أخته عائشة، مات بمكة سنة ثلاث وخمسين.
- عبد الرحمن بن سَمُرة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، وقيل: ابن حبيب بن ربيعة، بن عبد شمس العبشمي، أبو سعيد المكي ثم البصري، أسلم يوم الفتح، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه أربعة عشر حديثا، وكان اسمه عبدالكعبة، وقيل عبد كلال، وقيل غير ذلك، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم: عبدالرحمن، وغزا خراسان في زمن عثمان، وهو الذى افتتح سجستان وكابل، ثم سكن البصرة. وكانت له دار، وإليه تنسب سكة سمرة بالبصرة، ولم يزل بها حتى مات سنة خمسين، وقيل سنة إحدى وخمسين.
- عُبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي، القرشي المطلبي، أبو الحارث، أسلم قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وهاجر إلى المدينة، وكان له قدر ومنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمّره على إحدى السرايا، ثم شهد بدرًا، وتبارز مع عتبة بن ربيعة، فضرب كل منهما الآخر فأثبته، وقطعت رجل عُبيدة، فحمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومات بعد ذلك بالصفراء، وله ثلاث وستون سنة، وكان أسن المسلمين يومئذ.
- عتّاب بن أَسيد – بفتح الهمزة – ابن أبي العِيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، أبو محمد أو أبو عبد الرحمن، أمير مكة، أسلم يوم الفتح، واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على مكة لما سار إلى حنين، وكان عمره حينئذ عشرين سنة، ثم استمر أميرًا عليها إلى أن مات في خلافة أبي بكر، ويقال إنه عاش إلى خلافة عمر.
- عتبة بن مسعود الهذلي، أخو عبد الله بن مسعود لأبويه، أسلم وهاجر إلى الحبشة، وشهد أحدًا وما بعدها من المشاهد، ومات في خلافة عمر.
- عثمان بن طلحة بن أبي طلحة: عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي القرشي العبدري، هاجر بعد الحديبية مع خالد بن الوليد، ثم لقيا عمرو بن العاص حتى قدموا المدينة فأسلموا، وشهد الفتح مع النبي صلى الله عليه وسلم، ودخل معه الكعبة، ثم أعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم مفتاح الكبعة، ثم نزل المدينة، وتحوّل منها بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة، وسكنها حتى مات سنة اثنتين وأربعين.
- عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب الجمحي، أبو السائب، أسلم بعد ثلاثة عشر رجلاً، وهاجر إلى الحبشة مع ابنه السائب الهجرة الأولى، ثم عاد إلى مكة ودخلها في جوار الوليد بن المغيرة، ثم رد جواره ورضا بما عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم هاجر إلى المدينة وشهد بدرًا، ومات بعد رجوعه منها، ودفن بالبقيع، وهو أول من دفن به من الصحابة، وكان مجتهدًا في العبادة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يزور قبره بعد وفاته.
- عَقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخو علي وجعفر، وكان أكبر منهما، كنيته: أبو يزيد وأبو عيسى، أسلم عام الفتح، وكان قد أُسر يوم بدر، ففداه عمه العباس، وشهد غزوة مؤته مع أخيه جعفر، وكان عالمًا بأنساب قريش وأيامها، وكان الناس يأخذون عنه ذلك بمسجد المدينة، مات في خلافة معاوية بالشام.
- عكّاشة – بضم العين، وتشديد الكاف وتخفيفها – ابن محصن بن حرثان الأسدي، من السابقين الأولين، وشهد بدرًا، وله فيها بلاء حسن، وشهد أحدًا والخندق، وله ذكر في حديث السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب، فقال عكّاشة: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: ((أنت منهم)) ، استشهد في قتال المرتدين، قتله طليحة بن خويلد الأسدي المتنبئ.
- عكرمة بن أبي جهل – عمرو – بن هشام بن المغيرة القرشي المخزومي، كان مثل أبيه من أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أسلم عام الفتح بعد أن أمّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم باستأمان زوجته أم حكيم له؛ لأنه كان قد هرب، ثم خرج إلى المدينة، وشارك في قتال المرتدين، ثم استمر في الجهاد حتى نال الشهادة في غزوة أجنادين، وقيل في اليرموك.
- عمّار بن ياسر بن عامر بن مالك العنسي، أبو اليقظان، من السابقين الأولين، هو وأبوه وأمه، وكانوا ممن يعذّبون في الله، وكان صلى الله عليه وسلم يمرّ بهم ويقول: ((صبرًا آل ياسر موعدكم الجنة))، ثم هاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، وشهد المشاهد كلها ثم شهد اليمامة، وقعطت أذناه بها، واستعمله عمر على الكوفة، وتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن عمارًا تقتله الفئة الباغية))، فقتل مع علي رضي الله عنه بصفين سنة سبع و ثلاثين بالاتفاق، وكان عمره ثلاث وتسعون سنة. واتفقوا على أنه نزل فيه قوله تعالى، {مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم}[النحل:106].
- عمرو بن أم مكتوم القرشي العامري الأعمى، ويقال: اسمه عبد الله، ابن خال خديجة أم المؤمنين، أسلم قديمًا، وكان من المهاجرين الأولين، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستخلفه على المدينة إذا خرج في غزواته، فيصلي بالناس، وهو الأعمى المذكور في سورة عبس، ونزلت فيه أيضًا: {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا}[النساء:95]، خرج إلى القادسية فشهد القتال، وكان اللواء معه، فاستشهد هناك.
- عمرو بن أبي سرح بن ربيعة القرشي الفهري، أبو سعيد، من مهاجرة الحبشة، وشهد بدرًا وأحدًا والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومات بالمدينة سنة ثلاثين، في خلافة عثمان.
- عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية القرشي الأموي، أبو عقبة، أسلم وهاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، ثم قدم إلى المدينة سنة سبع، وشهد الفتح، وحنين، والطائف، وتبوك، واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على قرى عرينة، ثم خرج إلى الجهاد في بلاد الشام، فاستشهد بأجنادين، سنة ثلاث عشرة.
- عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سُعَيد – بالتصغير – القرشي السهمي، أمير مصر، أبو عبد الله وأبو محمد، أسلم قبل الفتح، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقربه بعد إسلامه، وولاه غزوة ذات السلاسل، وولاه على عمان، ثم كان من أمراء الأجناد في الجهاد بالشام، وولاه عمر على فلسطين، ثم فتح مصر، وتولى إمارتها في زمن عمر أيضًا، ثم عزله عثمان بعبد الله بن أبي السرح، وبقي عمرو حتى كانت الفتنة بين علي ومعاوية، فلحق بمعاوية، وكان معه، إلى أن جرى أمر التحكيم، ثم جهزه معاوية إلى مصر، فوليها إلى أن مات سنة ثلاث وأربعين، وعاش نحو تسعين سنة.
- عمير بن أبي وقاص- واسم أبي وقاص: مالك بن أهيب- أخو سعد بن أبي وقاص الزهري، قديم الإسلام، مهاجري، شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم، واستصغره النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد المسير إلى بدر، فبكى، فأجازه، وكان سيفه طويلا، فعقد عليه حمائل سيفه، وقتل ببدر بها شهيدا، قتله عمرو بن عبد ود، وكان عمره حين قتل ست عشرة سنة.
- عُمير بن وهب بن خلف بن وهب بن حذافة القرشي الجمحي، أبو أمية، شهد بدرًا مشركًا، وأسر ابنه يومئذ، ثم قدم المدينة وهو يريد الفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره الرسول صلى الله عليه وسلم خبره، فأسلم، وشهد فتح مكة واستأمن لصفوان بن أمية، وكان له قدر وشرف، ونزل الشام، وكان أحد أبطال قريش، ومات في خلافة عمر بن الخطاب.
- العلاء بن الحضرمي، واسم أبيه: عبد الله بن عماد الحضرمي، أصله من حضرموت، وأسلم العلاء، واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على البحرين، واستمر عليها خلافة أبي بكر ثم عمر، حتى مات سنة أربع عشرة، وكان مجاب الدعوة، وهو أول من نقش خاتم الخلافة.
- عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة القرشي المخزومي، ابن عم خالد بن الوليد، كان من السابقين الأولين، أسلم قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وهاجر إلى المدينة مع عمر بن الخطاب، فلما نزل قباء، قدم عليه أخواه لأمه أبو جهل والحارث ابنا هشام، فلم يزالا به حتى ردّاه إلى مكة، فأوثقاه وحبساه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو له في القنوت، ثم أفلت بعد ذلك، فقدم المدينة، فلم يزل بها إلى أن قبض النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج إلى الشام مجاهدا، واستشهد بها سنة خمس عشرة، وقيل رجع إلى مكة ومات بها.
- الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأمه لبابة الصغرى، أخت أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها، وهو أكبر أولاد العباس، شهد فتح مكة، وحنينًا، وثبت يوم حنين، وشهد حجة الوداع، وأردفه النبي صلى الله عليه وسلم معه من مزدلفة إلى منى، وكان من أجمل الناس وجها، قيل: إنه استشهد بأجنادين سنة ثلاث عشرة، وقيل: مات في طاعون عمواس في خلافة عمر.
- قُثَم ـ بضمّ القاف وفتح الثاء ـ بن العباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وأمير مكة، كان يشبة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو آخر الناس عهدًا بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه آخر من خرج من قبره ممن نزل فيه، تولى إمارة مكة أيام علي بن أبي طالب، وخرج إلى سمرقند مع سعيد بن عثمان بن عفان، فاستشهد هناك.
- قدامة بن مظعون بن حبيب القرشي الجمحي، كان أحد السابقين الأولين، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرًا والمشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستعمله عمر على البحرين، ثم عزله لأمر حصل منه، توفي سنة ست وثلاثين، وله ثمان وستون سنة.
- كُرْز ـ بضم فسكون ـ بن علقمة الخزاعي، أسلم يوم الفتح، وعمّر عمرًا طويلاً، وهو الذي نصب أعلام الحرم في خلافة معاوية، وإمارة مروان بن الحكم.
- المِسْوَر ـ بكسر الميم وسكون السين ـ بن مَخْرمة ـ بفتح فسكون ـ بن نوفل القرشي الزهري، أبو عبد الرحمن، ولد بعد الهجرة بسنتين، وحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه أحاديث، وكان يلزم عمر بن الخطاب، وكان من أهل الفضل والدين، وكان مع خاله عبد الرحمن بن عوف ليالي الشورى، ثم كان مع ابن الزبير بمكة، فلما كان الحصار الأول لمكة أصابه حجر من حجارة المنجنيق وهو يصلي، فمات منه بعد أيام، وذلك سنة أربع وستين.
- المسيِّب – بكسر الياء – بن حَزْن بن أبي وهب القرشي المخزومي، والد التابعي الفقيه سيعد بن المسيب، يكنى أبا سعيد، أسلم وهاجر إلى المدينة، وكان ممن بايع تحت الشجرة بيعة الرضوان، وشهد اليرموك.
- مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار القرشي العبدري، أبو عبدالله، أحد السابقين إلى الإسلام، وقد كان في مكة قبل إسلامه من أنعم شباب مكة، ثم أسلم، وكان يكتم إسلامه خوفًا من أمه، فلما علم أهله به أوثقوه وحبسوه، حتى استطاع الهرب إلى الحبشة، فهاجر إليها، ثم رجع إلى مكة، ثم هاجر إلى المدينة، وهو أول من قدم إلى المدينة من المهاجرين، ومعه ابن أم مكتوم، وأسلم على يده سادات الأنصار: سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وشهد بدرًا وأحدًا، وكان معه اللواء فيهما، فاستشهد في أحد، ودفن هناك مع شهداء أحد.
- المُطّلب بن أبى وَداعة، القرشي السهمي، يكنى أبا عبد الله، كان أبوه - أبو وَداعة - قد أُسر يوم بدر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «تمسكوا به، فإن له ابنا كيّسا» فخرج المطلب بن أبي وداعة سرا، حتى فدى أباه بأربعة آلاف درهم، وهو أول أسير فُدي من بدر، ولامتْه قريش على ذلك، فقال: ما كنت لأدع أبي أسيرا، فسار الناس بعده إلى النبي صلى الله عليه وسلم ففدوا أسراهم، وقد أسلم هو وأبوه في الفتح، ثم نزل الكوفة، ثم تحول إلى المدينة، وله بها دار، وروى عنه أهل المدينة، وهو الذي أخبر عمر بموضع مقام إبراهيم لما زال عن موقعه بسبب السيل سنة سبع عشرة، فأخذ عمر بقوله، ورد المقام إلى الموضع الذي أخبره به.
- معاوية بن أبي سفيان: صخر بن حرب بن أمية القرشي الأموي،أبو عبد الرحمن، أمير المؤمنين، ولد قبل البعثة بخمس سنين، أسلم مع أبيه في فتح مكة، ثم حسن إسلامه، وشهد حنينًا، وكان من كُتّاب الوحي، وشهد فتوح الشام، وولّاه عمر عليها بعد أخيه يزيد، ثم أقرّه عثمان عليها، ولم يبايع عليًا، وكانت بينهما الحروب، حتى اجتمع الناس عليه بعد تنازل الحسن بن علي، واستمر خليفة للمسلمين حتى مات في رجب سنة ستين بدمشق، وهو أول من طيّب الكعبة من بيت المال، وأجرى لها وطيفة الطيب عند كل صلاة، وأول من أجرى الزيت لقناديل المسجد الحرام من بيت المال، وأول من خطب على منبر بمكة، وله مآثر أخرى بمكة.
- المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك الكندي البهراني، وكان يقال له: المقداد بن الأسود، لأنه كان في حجر الأسود بن عبد يغوث الزهري، فتبنّاه ونسب إليه، وكان يكنى أبا الأسود، أسلم قديمًا، وتزوج ضُباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، ابنة عم النبي صلى الله عليه وسلم، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرًا وما بعدها، وكان فارسًا يوم بدر، ولم يثبت ذلك لغيره، وله فيها موقف مشهود، وكان من الرماة المذكورين من الصحابة، ثم شهد فتح مصر، ومات سنة ثلاث وثلاثين في خلافة عثمان، وهو ابن سبعين سنة.
- نُعَيم بن عبد الله بن أسيد القرشي العدوي، المعروف بنُعيم النّحّام، أسلم قديمًا قبل عمر بن الخطاب، وأقام بمكة ولم يهاجر؛ لأنه كان ممن ينفق على أرامل بني عدي وأيتامهم، فلما أراد الهجرة قال له قومه: أقم عندنا ودِنْ بأي دين شئت، فأقام بمكة حتى كانت سنة ست أيام الحديبية، فقدم مهاجرا إلى المدينة ومعه أربعون من أهله، ثم شهد ما بعدها من المشاهد، وإنما سمي النحّام لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «دخلت الجنة، فسمعت نحمة من نعيم» واستشهد نعيم بأجنادين من بلاد الشام.
- نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، أبو الحارث، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان أسنَّ من أسلم من بني هاشم، حتى من عَمَّيه العباس وحمزة، وأُسر يوم بدر، ففداه عمه العباس، ثم أسلم نوفل، وهاجر أيام الخندق، وشهد فتح مكة، وحنينًا، والطائف، وأعان رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين بثلاثة آلاف رمح، وكان ممن ثبت يومئذ، وتوفي بالمدينة سنة خمس عشرة، في خلافة عمر، وصلى عليه عمر ومشى في جنازته، ودفن بالبقيع.
- هاشم بن عتبة بن أبي وقاص القرشي الزهري، يلقب بالمرقال، لأنه كان يرقل في الحرب، أي يسرع فيها، أسلم يوم الفتح، وكان فاضلاً بطلاً شجاعًا، فُقِئت عينه يوم اليرموك، وحضر القادسية، وله بها بلاء حسن، وكان سببًا لفتح المسلمين، ثم شهد فتح جلولاء، وشهد مع علي يومي الجمل وصفين، وبيده الراية يوم صفين، فقتل فيها مع عمار بن ياسر.
- هشام بن حكيم بن حزام بن خويلد القرشي الأسدي، أسلم يوم الفتح، وكان فاضلاً، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وكان عمر إذا أنكر الشيء يقول: لا يكون هذا ما عشتُ أنا وهشام، وله حادثة مع عمر أيام النبوة في شأن القراءات، مات قبل أبيه بمدة طويلة، وقيل: إنه استشهد بأجنادين في الشام.
- هشام بن العاص بن وائل القرشي السهمي المكي، أخو عمرو بن العاص، أسلم قديمًا بمكة، وهاجر إلى أرض الحبشة، ثم رجع لمكة، فحبسه قومه بها، حتى قدم المدينة بعد الخندق، وكان أصغر من أخيه عمرو، واستشهد يوم أجنادين سنة ثلاث عشرة.
- وحشي ين حرب الحبشي القرشي مولاهم المكي، مولى بني نوفل، وهو قاتل حمزة يوم أحد، أسلم يوم الفتح، وشهد اليمامة، وقتل مسيلمة الكذاب، ثم قدم الشام، وسكن حمص، ومات بها.
- الوليد بن عقبة بن أبي مُعَيط القرشي الأموي، أخو عثمان بن عفان لأمه، قُتل أبوه عقبة بعد غزوة بدر صبرًا، لشدة أذيته للمسلين، وأسلم الوليد يوم الفتح، وهو الذي نزل فيه قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين}[الحُجُرات:6]، ولّاه عثمان إمارة الكوفة في خلافته، ثم اعتزل الفتنة بعد مقتل عثمان، ومات بالرقة في خلافة معاوية.
- الوليد بن الوليد بن المغيرة القرشي المخزومي، أخو خالد بن الوليد، حضر مع المشركين ببدر فأسر، فافتداه أخواه هشام وخالد، ثم أسلم، فحبسه أخواه، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقنت له وللمستضعفين، ثم أفلت من الأسر، ولحق بالنبي صلى الله عليه وسلم، وشهد معه عمرة القضية، ثم مات بعدها في المدينة.
- ياسر بن عامر بن مالك العَنْسي، والد عمار، قدم من اليمن، وحالف أبا حذيفة بن المغيرة المخزومي، وزوّجه أبو حذيفة أمةً له، يقال لها: سميّة، فولدت له عمارًا، فأعتقه أبو حذيفة، ثم أسلم ياسر وعمار وسمية، وعذبوا عذابًا شديدًا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمرّ بهم فيقول: ((صبرًا آل ياسر فإن موعدكم الجنة)) وتوفي ياسر بمكة وهو يعذب في الله.
- يزيد بن أبي سفيان القرشي الأموي، أسلم عام الفتح، وكان يقال له: يزيد الخير، أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين، وكان أحد أمراء الأجناد الذي بعثهم أبو بكر إلى الشام، ثم استعمله عليها، ثم عزله عمر بأبي عبيدة، واستعمله ثانية بعد موت معاذ، فبقي أميرًا على الشام حتى مات في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة.
المراجع:
1- الطبقات الكبرى لابن سعد.
2- أسد الغابة لابن الأثير الجزري.
3- الإصابة لابن حجر العسقلاني.
4- العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين لتقي الدين الفاسي.