تبرّع الأن

Groupe 1430

  1. عُبيد بن عُمير بن قتادة الليثي الجُندَعي، أبو عاصم المكي، سمع من عمر بن الخطاب، وابنه عبد الله، وأبي هريرة، وعائشة، وغيرهم، روى عنه: عطاء ومجاهد، وعمرو بن دينار، وغيرهم، وثّـقه ابن معين وأبو زرعة، وكان قاصّ أهل مكة، مات قبل عبدالله بن عمر.
  2. مجاهد بن جَبْر المكي، أبو الحجاج القرشي المخزومي مولاهم، روى عن جماعة من الصحابة، كابن عباس، وابن عمر، وأبي هريرة، وأم سلمة، وعائشة رضي الله عنهم، وروى عنه جماعة كثيرون، عرض القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة، وعرض عليه ثلاث عرضات كان يسأله عن كل آية فيم نزلت، وكيف كانت، وكان أعلم التابعين بالتفسير، وكان فقيهًا عابدًا متقنًا، مات سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث أو أربع ومائة، وكان مولده في خلافة عمر، وتوفي وهو ساجد بمكة.
  3. عكرمة البربري أبو عبد الله الهاشمي، مولى ابن عباس وأحد فقهاء مكة، روى عن ابن عباس، وعلي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، وابن عمر، وأبي هريرة، وغيرهم، وروى عنه الشعبي، وإبراهيم النخعي، والزهري، وقتادة، وخلق، وكان يقول عن نفسه: طلبت العلم أربعين سنة، وكنت أفتي زمن ابن عباس. وكان من أعلم الناس بالتفسير، وبالسيرة، وتكلم فيه البعض، ولكن لا يلتفت إلى قوله، فهو ثقة مأمون، توفي بالمدينة، سنة مائة وأربعة، ومات في نفس اليوم كُثيِّر عزّة الشاعر، فقال الناس: مات اليوم أفقه الناس وأشعرهم.
  4. طاوس بن كيسان الحميري مولاهم اليماني الجندي ثم المكي، أبو عبد الرحمن، أحد الأئمة الأعلام، سمع من عبد الله بن عمرو، وابن عباس وابن عمر، وأبي هريرة، وغيرهم، وروى عنه ابنه عبد الله، ومجاهد، والزهري وغيرهم، قال ابن عباس: إني لأظن طاوسًا من أهل الجنة، وكان من عبّاد أهل اليمن، ومن سادات التابعين، حج أربعين حجة، ذكره ابن عبد البر في فقهاء أهل مكة، توفي سنة ست ومائة.
  5. عطاء بن أبي رباح: أسلم، القرشي الجمحي مولاهم، أبو محمد المكي، أحد الأعلام، سمع من أبي هريره، ومعاوية بن أبي سفيان، والعبادلة، وغيرهم، وروى عنه الزهري، وعمرو بن دينار، وابن جريج، وأبو حنيفة، وغيرهم كثير، وروى له الجماعة، قال أبو حنيفة: ما رأيت فيمن لقيت أفضل من عطاء بن أبي رباح، وقال ابن جريج: كان المسجد فراش عطاء عشرين سنة. انتهت إليه الفتوى بمكة، ومناقبه كثيرة، مات سنة أربع عشرة ومائة.
  6. عبد الله بن عبيد الله بن أبي مُلَيْكَة التيمي، أبو بكر أو أبو محمد المكي، سمع من العبادلة الأربعة: ابن عمر، وابن عباس، وابن عمرو، وابن الزبير، وأدرك ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وسمع عنه جماعة من الأعيان من التابعين ومن بعدهم، كان قاضيًا لعبد الله بن الزبير ومؤذنًا له، مات سنة سبع عشرة ومائة.
  7. قيس بن سعد مولى نافع بن علقمة، المكي، مفتي مكة، روى عن مجاهد، وطاوس وعطاء، وروى عنه جرير بن حازم، والحمّادان، وطائفة، روى له مسلم، وعلّق عنه البخاري، ووثـّقه أحمد، وكان قد خلف عطاء بن أبي رباح في مجلسه، وكان يفتي بقوله، ولم يعمر، مات سنة تسع عشرة ومائة.
  8. عبد الله بن كثير بن عمرو بن عبد الله بن زاذان، أبو معبد، الفارسي الأصل، المقرئ المكي، أحد الأئمة القراء السبعة، قرأ على مجاهد، وعلى درباس مولى ابن عباس، وسمع الحديث من ابن الزبير وغيره، وقرأ عليه أبو عمرو بن العلاء، وشبل بن عباد، وغيرهما، وكان إمام أهل مكة في القراءة، وكان فصيحًا بليغًا مفوهًا، مات سنة عشرين ومائة بمكة، وعاش خمسًا وتسعين سنة.
  9. عمر بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي مولاهم المكي، قارئ أهل مكة مع ابن كثير وحميد الأعرج، قرأ على سعيد بن جبير، ومجاهد، ودرباس مولى ابن عباس، وقرأ عليه شبل بن عباد، وأبو عمرو بن العلاء، وغيرهم، وله رواية شاذة، وكان ثقة في الحديث، إلا أنه قليل الحديث، مات سنة ثلاث وعشرين ومائة بمكة.
  10. عمرو بن دينار الجمحي مولاهم، أبو محمد المكي الأثرم، أحد الأعلام من التابعين، روى عن العبادلة الأربعة، وجابر بن عبد الله، وغيرهم، وروى عنه ابن جريج، ومالك، والثوري، وابن عيينة، وغيرهم، وحديثه في الكتب الستة، وكان ثبتًا في الحديث، وقال ابن عيينة: ما كان عندنا أحد أفقه ولا أعلم ولا أحفظ من عمرو بن دينار، وهو فقيه أهل مكة ومفتيهم بعد عطاء، مات سنة ست وعشرين ومائة، وقيل قبلها بسنة.
  11. محمد بن مسلم بن تدرس القرشي الأسدي، مولى حكيم بن حزام، أبو الزبير المكي، سمع من العبادلة الأربعة: ابن عباس، وابن عمر، وابن عمرو بن العاص، وابن الزبير، وجابر، وعائشة رضي الله عنهم، وروى عنه هشام بن عروة، ومالك، والثوري وابن عيينة، وغيرهم، وثقه النسائي، ولم يحتجّ به أبو حاتم، وروى له الجماعة، إلا أن البخاري روى له مقرونًا بغيره، مات سنة مائة وثمانية وعشرين.
  12. إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص القرشي الأموي المكي، روى عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، والزهري، ونافع وغيرهم، وروى عنه ابن جريج، وابن إسحاق، والثوري، وابن عيينة، وحديثه عند الستة، وكان من أشراف العلماء، وكان كثير الحديث، مات سنة أربع وأربعين ومائة، وليس له عقب.
  13. عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج القرشي الأموي مولاهم، أبو الوليد أو أبو خالد الرومي الأصل، المكي الفقيه، أحد الأعلام، سمع من عطاء ابن أبي رباح، ومجاهد، وابن أبي مليكة، وغيرهم، وروى عنه الأوزاعي، والثوري وابن عيينة، وخلق سواهم، وحديثه في الكتب الستة، لزم عطاء ابن أبي رباح ثماني عشرة سنة، ثم لزم عمرو بن دينار بعده تسع سنين، وكان من أوعية العلم، وهو أول من صنف الكتب بالحجاز، ذكره الفاكهي في فقهاء مكة، وكان من العبّاد، توفي سنة مائة وخمسين.
  14. شِبْل ـ بكسر فسكون ـ  ابن عبّاد المكي، مقرئ الحرم، قرأ على ابن كثير، وابن محيصن، وروى عنه سفيان بن عيينة، وأبو نعيم، وحمزة الزيات، وغيرهم، وثـّقه أحمد وابن معين وأبو داود، كان مولده سنة سبعين من الهجرة، ووفاته سنة مائة وخمسين أو بعدها.
  15. معروف بن مشكان بن عبد الله بن فيروز، الإمام أبو الوليد المكي، قارئ أهل مكة، قرأ على ابن كثير القارئ، وروى عنه، وعن مجاهد، وعطاء، وروى عنه ابن المبارك، وقرأ عليه ابن واضح وغيره، وتوفي سنة خمس وستين ومائة.
  16. مسلم بن خالد القرشي المخزومي مولاهم، أبو خالد المكي، فقيه مكة ومفتيها، وهو المعروف بالزنجي، روى عن ابن أبي ملكية، وعمرو بن دينار وابن جريج، وغيرهم، وروى عنه الحميدي، وابن وهب، والشافعي، وقد تفقّه الشافعي عليه بمكة، وكان فقيها عابدًا يصوم الدهر، إلا أنه كان يخطئ في الحديث، مات بمكة، سنة ثمانين ومائة، وقيل: تسع وسبعين ومائة، وقد بلغ ثمانين سنة.
  17. سفيان بن عُيَينة بن أبي عمران: ميمون، الهلالي مولاهم، الكوفي المكي، أبو محمد، أحد أئمة الإسلام، روى عن كبار العلماء من التابعين: كالزهري وعمرو بن دينار، وأبي إسحاق السبيعي، وروى عنه الأئمة: الأعمش وابن جريج وشعبة، وابن المبارك، وأحمد بن حنبل، وابن المديني، ويحيى بن معين، وغيرهم من الأعيان، قال الشافعي: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز، وقال أحمد بن حنبل: ما رأيت أحدًا أعلم بالسنن من ابن عيينة، ولد سنة سبع ومائة، ومات يوم السبت، غرة رجب سنة ثمان وتسعين ومائة، بمكة، ودفن بالمعلاة.
  18. سعيد بن سالم القداح، أبو عثمان المكي الفقيه، مفتي مكة، روى عن ابن جريج، وابن أبي ليلى، وغيرهما، وروى عنه الإمام الشافعي، وبقية بن الوليد، أخرج له أبو داود والنسائي، وقال ابن معين: لا بأس به، وذكره ابن عبد البر في الفقهاء بمكة، وتوفي قبل المائتين.
  19. أحمد بن زكريا بن الحارث بن أبي مسرّة المكي، مفتي مكة، روى عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوّاد، ذكره الفاكهي في فقهاء مكة.
  1. محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطّلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي المطّلبي الشافعي، أبو عبدالله المكي، الإمام المجتهد، أحد الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبوعة، ولد سنة مائة وخمسين بغزّة من أرض الشام، ثم حُمل إلى مكة، وحفظ القرآن وله سبع سنين، وسمع الحديث بمكة من سفيان بن عيينة، وسعيد بن سالم القداح، ومسلم بن خالد الزنجي، ورحل إلى المدينة ولازم الإمام مالك مدة، وأخذ عن علماء المدينة، وأفتى وهو دون العشرين، ورحل إلى العراق، واجتمع بالعلماء، وأخذوا عنه، وصنّف كتابه القديم، ثم عاد لمكة، ثم خرج لبغداد ثانية، ثم هاجر إلى مصر، وصنّف كتابه  الجديد بها، ونشر العلم بها، وأقام حتى مات آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين، ودفن بالقرافة، ومناقبه كثيرة، وقد صنف العلماء مصنفات مستقلة في ترجمته، كابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي، وغيرهما.
  2. عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز بن مسلم بن ميمون الكناني المكي الفقيه الشافعي، مؤلف كتاب((الحيدة))، روى عن ابن عيينة والشافعي، وقدم بغداد أيام المأمون، وتناظر مع بِشر المرّيسي في القرآن، وكان من أهل العلم والفضل، وله مصنفات عدة، واشتهر بصحبته للشافعي، وآثار الشافعي بيّنة في كتبه، وكانت وفاته قبل الأربعين ومائتين تقريبًا.
  3. محمد بن يحيى بن أبي عمر الحافظ أبو عبد الله العَدَني، نزيل مكة، سمع من سفيان بن عيينة، وعبد العزيز الدَّراوَرْدي، وفُضَيل بن عياض، ووكيع، وغيرهم، وروى عنه مسلم، والترمذي، وابن ماجه، وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان، وغيرهم، وروى عنه النسائي بواسطة، حجّ سبعًا وسبعين حجّة، ولم يقعد عن الطواف ستين سنة، توفي بمكة لإحدى عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة مائتين وثلاث وأربعين.
  4. محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة الغساني، أبو الوليد الأزرقي المكي، مؤلّف أخبار مكة، حدّث عن جماعة من العلماء، وروى عنه غير واحد، وهو أول من صنف في تاريخ مكة، فله فضل السبق في ذلك، واختلف في وفاته، ورجح بعض الباحثين أنه توفي سنة 244هـ ورجح غيرهم أنه سنة 250هـ.
  5. محمد بن منصور بن ثابت بن خالد الخزاعي، أبو عبد الله الجوّاز المكي روى عن سفيان بن عيينة، وبشر بن السري، وخلّاد بن يحيى، وغيرهم، وروى عنه النسائي، والخلّال، وابن خزيمة، وغيرهم، ذكره ابن حبان في الثقات، ووثّـقه الدارقطني، مات سنة مائتين واثنتين وخمسين.
  6. الزبير بن بكّار بن عبد الله بن مصعب بن عبد الله بن ثابت بن عبد الله بن الزبير ابن العوام القرشي الأسدي الزبيري المدني، يكنى أبا عبد الله ابن أبي بكر، قاضي مكة، مؤلف كتاب النسب لقريش، أخذ العلم عن جماعة من العلماء: كابن عيينة، وابن الماجشون، وروى عنه ابن ماجه، وأبو حاتم الرازي، وغيرهم، وكان ثبتًا عالمًا ثقة، عالمًا بالنسب، عارفًا بأخبار المتقدمين، ولي القضاء بمكة، وتوفي ليلة الأحد لتسع ليال بقين من ذي القعدة سنة ست وخمسين ومائتين بمكة، وقد بلغ أربعًا وثمانين سنة.
  7. محمد بن إسحاق بن العباس الفاكهي المكي، مؤلف أخبار مكة، روى عن جماعة من العلماء، وكتابه في أخبار مكة كتاب حسن جدًا لكثرة ما فيه من الفوائد النفيسة، وفيه غنية عن كتاب الأزرقي، وكتاب الأزرقي لا يغني عنه، لأنه ذكر أشياء كثيرة مفيدة لم يذكرها الأزرقي، ولا تعرف وفاة الفاكهي على وجه التحديد، إلا أنه كان حيًا سنة مائتين واثنتين وسبعين، وقد أهملت ترجمة هذا العالم الجليل، رغم أن كتابه يدل على أنه من أهل الفضل.
  8. عبد الله بن أحمد بن زكريا بن الحارث بن أبي مسرّة المكي، أبو يحيى، مفتي مكة، روى عنه الفاكهي صاحب أخبار مكة، وذكره من فقهاء مكة، وقال عنه: وأول من أفتى الناس من أهل مكة وهو ابن أربع وعشرين سنة أو نحوها: أبو يحيى بن أبي مسرّة، قال: وهو فقيه أهل مكة إلى يومنا هذا. توفي بمكة، سنة تسع وسبعين ومائتين.
  9. محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خالد بن سعيد المخزومي مولاهم، أبو عمر المكي، مقرئ أهل مكة، الملقب قنبل ـ بضم القاف وسكون النون ـ  ولد سنة خمس وتسعين ومائة، وجوّد القرآن، وأخذ عن البزّي، وانتهت إليه رئاسة الإقراء لعلو سنده، وقرأ عليه: ابن مجاهد، وابن شنبوذ، وجماعة، وكان قد تولى في وسط عمره شرطة مكة، فحُمدت سيرته، ثم إنه طعن في السن وشاخ، وقطع الإقراء قبل موته بسبع سنين، وكانت وفاته سنة مائتين وإحدى وتسعين، وسبب تلقيبه قنبلاً قيل لأنه من قوم يقال لهم القنابلة، وقيل غير ذلك.
  1. محمد بن إبراهيم بن المنذر، أبو بكر النيسابوري، شيخ الحرم الشريف، الفقيه المجتهد الحافظ، سمع خلقًا كثيرًا، وروى عنه جماعات، وكان فقيهًا مجتهدًا، إلا أنه يميل كثيرًا لمذهب الشافعي، فكان يعد في فقهاء الشافعية، صنّف كتبًا جليلة، مثل: المبسوط في الفقه، والإشراف في اختلاف العلماء، والإجماع، وغيرها، وكان غاية في معرفة الخلاف والدليل، توفي بمكة سنة تسع أو عشر وثلاثمائة.
  2. أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن درهم العبدي، أبو سعيد الأعرابي البصري، نزيل مكة وشيخها، حدث عن أبي داود السجستاني بكتاب السنن من تأليفه، وأخذ عنه جماعة من العلماء، كابن منده، وابن النحاس، وكان في وقته شيخ الحرم، وصنّف كتبًا كثيرة، وكان من جلّة المشايخ والعلماء، مات بمكة سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
  3. محمد بن الحسين بن عبد الله البغدادي، أبو بكر الآجُرّي، نزيل مكة، سمع من العلماء في بغداد، وأخذ عنهم العلم، وروى عنه جماعة، وكان فقيهًا، صالحًا، عابدًا، له مصنفات كثيرة، حجّ، فأعجبته مكة، فقال: اللهم ارزقني الإقامة بها سنة، فسمع هاتفًا يقول: بل ثلاثين سنة، فكان كذلك، ومن تصانيفه: كتاب الشريعة، وكتاب التفرّد والعزلة، والأربعون، وغير ذلك، توفي بمكة في أوائل المحرم سنة ثلاثمائة وستين، وقد بلغ ستًا وتسعين سنة.
  1. عبد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الأنصاري، الحافظ أبو ذر الهروي المكي، شيخ الحرم، راوي صحيح البخاري، سمع صحيح البخاري من أبي محمد عبد الله بن حمّوية الحموي، ومن المستملي، والكُشْمَيهني، ومن الدارقطني، وغيرهم، وحدّث، وروى عنه جماعة من العلماء، بالسماع وبإلإجازة، كان حافظًا كثير الشيوخ، زاهدًا ورعًا، وسكن عند العرب، وتزوج عندهم بالسراة ـ سراة بنى سياه ـ وهي سراة بنى سعد، بجهة بجيلة، وكان يحج كل عام، وتوفي بمكة سنة أربع وثلاثين وأربعمائة.
  2. رافع بن نصر البغدادي، أبو الحسن، المعروف بالحمّال، فقيه الحرم الشريف، تفقّه على الشيخ أبي حامد الإسفراييني، وقرأ الأصول على القاضي أبي بكر الباقلّاني، وكان مع أبي إسحاق الشيرازي وأبي يعلى الفرّاء يتفقّهون معًا، ثم يروح صاحب الترجمة يحمل على رأسه، ويعطيهما ما يتقوّتان به، توجّه إلى مكة، وأقام بها إلى وفاته، يتعبّد ويفتي، وكان زاهدًا، توفي بمكة سنة سبع وأربعين وأربعمائة.
  3. سعد بن علي بن محمد بن علي بن الحسين، أبو القاسم الزنجاني الحافظ الزاهد، شيخ الحرم بمكة، ولد في حدود سنة ثمانين وثلاثمائة، أو قبلها، وطلب العلم، وسمع، ورحل، روى عنه جماعة، منهم الخطيب البغدادي، وهو أكبر منه، وأبوالمظفّر السمعاني، وأبو الفضل المقدسي الحافظ، وغيرهم، طاف البلاد، ثم جاور بمكة وصار شيخ الحرم، وكان حافظًا متقنًا ثقة ورعًا، كثير العبادة، وله قصيدة مشهورة في السنة، توفي آخر سنة إحدى وسبعين وأربعمائة، أو آخر التي قبلها.
  4. هَيّاج بن عبيد بن حسن الحِطّيني، أبو محمد الفقيه الزاهد، فقيه الحرم وزاهده، ومفتي أهل مكة، سمع الحديث بدمشق وقيسارية وبغداد، وسمع أيضًا بمكة، وحدّث، وروى عنه جماعة، وكان فقيه الحرم، زاهدًا، عابدًا، يصوم ولا يفطر إلا على ماء زمزم مدة ثلاثة أيام، ثم يأكل بعدها، وكان يدرّس عدة دروس لأصحابه، وكان مجتهدًا في العبادة، كثير الاعتمار، وكثير السفر للمدينة، وختم له بالشهادة، في وقعة كانت بين أهل السنة وبين الروافض، وضرب بسببها حتى مات بعد أيام من ضربه، وذلك في سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة، وقد نيف عمره على الثمانين.
  5. الحسين بن علي بن الحسين الطبري الشافعي، أبو عبد الله وأبو علي، فقيه مكة ومحدثها، ولد سنة ثماني عشرة وأربعمائة بآمل طبرستان، ورحل في طلب العلم، وسمع من العلماء، وقرأ عليه جماعة من الأعيان، كالقاضي أبي بكر ابن العربي المالكي، والحافظ أبي طاهر السلفي، لازم التدريس لمذهب الشافعي، والتسميع بمكة نحوًا من ثلاثين سنة، وكان من أهل العلم والعبادة، وكان حسن الفتاوى، ومن أولاده:  قضاة مكة الشيبانيون، فقد ذكر غير واحد أنهم طبريون، توفي بمكة في شعبان سنة أربعمائة وثمان وتسعين.
  1. محمود بن عمر بن محمد بن عمر الخوارزمي الحنفي، أبو القاسم، الزمخشري الملقب جار الله لطول إقامته بمكة، ولد سحر يوم الأربعاء، سابع عشري رجب سنة سبع وستين وأربعمائة بزمخشر، من قرى خوارزم، ودخل بغداد فسمع بها من العلماء، وتوجّه إلى الحجاز، فأقام بمكة مدة، يفيد ويستفيد، ثم رجع إلى بغداد، وكان إمام عصره، تشدّ إليه الرحال، وصنف تصانيف بديعة، منها: الكشاف في تفسير القرآن العظيم، والفائق في غريب الحديث، وأساس البلاغة، والرائض في علم الفرائض، والمفصّل في النحو، والقسطاس في العروض، وغيرها من المصنفات، وكان الزمخشري معتزلي الاعتقاد، متظاهرًا بذلك، وكانت رجله قد قطعت في الثلج، وكان يمشي في جارن خشب ، توفي بخوارزم ليلة عرفة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، بعد رجوعه من مكة.
  2. محمد بن إسماعيل بن علي اليمنى، تقي الدين، أبو عبد الله الشافعي ، المعروف بابن أبي الصيف ، فقيه مكة، سمع من جماعة من العلماء والمحدّثين بمكة، وحدّث ودرّس وأفتى كثيرًا، وكان حريصًا على تحصيل الرواة، له نكت مفيدة على كتاب التنبيه في الفقه الشافعي للشيرازي، وله مجاميع حديثية، توفي في ذي الحجة، سنة ستمائة وسبعة.
  3. ناصر بن عبد الله بن عبد الرحمن بن حاتم المصري، العطار بمكة، أبو علي  وأبوالفتح المكي، الفقيه المفتي الشافعي، سمع من جماعة من العلماء، وسمع منه خلق، وكان رجلاً صالحًا، شافعي المذهب، درّس في بعض مدارس مكة، وكان يخبر عن نفسه أنه لم يفته الحج منذ دخوله مكة، وقد جاور بمكة أكثر عمره، توفي سنة أربع وثلاثين وستمائة، ودفن بالمعلاة، وكان له من العمر ست وتسعون سنة.
  4. محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله ابن فهد القرشي الهاشمي، جمال الدين المكي القاضي، مولده أوائل رمضان سنة ستمائة وثلاث وثمانين، وسمع من علماء مكة، وتفقه على القاضي نجم الدين الطبري، وصحبه وانتفع به، وناب عنه، وكان فاضلاً في الفقه، يفتي ويعاني التجارة في كثير من الأشياء، وحصّل دنيا طائلة، وكان طارحًا للتكلف، يجلس للحكم في السوق في غالب النهار، وكان قوّالاً بالحق، توفي يوم الأربعاء الرابع من شعبان سنة ستمائة وست وثلاثين.
  5. أحمد بن علي بن محمد بن الحسن القيسي، أبو العباس القسطلّاني المصري المكي المالكي، ولد في ربيع الأول سنة تسع وخمسين وخمسمائة بمصر، وقرأ على مشايخها، وسمع الحديث بها، وتحصّل على إجازات، وتولى التدريس، وقدم مكة، وسمع منه بها جماعة من الحفاظ، وكان زاهد أوانه، وشيخ الحرم الشريف في زمانه، أثنى عليه العلماء، وكان له عناية بفروع مذهب الإمام مالك رحمه الله، توفي بمكة سنة ست وثلاثين وستمائة، ودفن بالمعلاة.
  6. بشير بن حامد بن سليمان بن يوسف القرشي الهاشمي الجعفري، نجم الدين أبو النعمان الشافعي، شيخ الحرم، ولد سنة سبع وخمسمائة، وقرأ على بعض العلماء، منهم ابن الجوزي، وحدّث ودرّس وأفتى، وتخرّج به الفضلاء، وسمعوا منه، وتولى  التدريس في المدرسة النظامية ببغداد، ثم عين شيخًا للحرم، وفوِض إليه النظر في مصالحه وعمارته في الأيام المستنصرية، ولم يزل على ذلك حتى أضرّ، فنفِذ عوضه، وانقطع بمنزله يسمع ويفتي، ويشتغل بالعلم حتى مات، وكان بارعًا في علم الخلاف، وله نظم جيد، وقد أثنى عليه العلماء، توفي ضحوة يوم الخميس، ثالث صفر سنة ست وأربعين وستمائة بمكة، ودفن بالمعلاة.
  7. محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن الحسن القبسي، أبو بكر، قطب الدين القسطلاني المكي الشافعي، ولد في السابع والعشرين من ذي الحجة سنة أربع عشرة وستمائة بمصر، وحمل في موسم سنة تسع عشرة وستمائة إلى مكة، فنشأ بها، وسمع من مشايخها، وتحصل على إجازات، ورحل في طلب العلم إلى دمشق، وبغداد، والكوفة، ودرس أنواع العلوم، ودرّس، وأفتى، وحدّث، وألّف بعض المؤلفات، وكان إمامًا، عالمًا محدثًا، حافظًا، مفتيًا، ثقة، حسن الأخلاق، كثير السعي في حوائج الناس، مكرمًا للواردين عليه، سمع منه بعض الكبار من العلماء في زمنه، وأثنوا عليه، وقد عيِن على القضاء، ثم توقف وترك ذلك، توفي ليلة السبت الثامن والعشرين من المحرم سنة ست وثمانين وستمائة بالقاهرة من بلاد مصر، لأنه سافر إليها ليتولى مشيخة دار الحديث الكاملية بالقاهرة، فمات هناك.
  8. أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم، محب الدين، أبو جعفر، وأبو العباس، الطبري المكي الشافعي، شيخ الحجاز، سمع من شيوخ مكة في الحديث واللغة، ومن غيرهم من القادمين إليها، وحدّث ، وخرّج لنفسه أحاديث بأسانيد عالية، وله مؤلفات كثيرة، منها: القبس الأسنى في كشف الغريب والمعنى، والكنى في غريب القرآن، والأحكام الكبرى، والوسطى، والصغرى، والرياض النضرة في فضائل العشرة، وذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى، والقرى من ساكن أم القرى، يتضمن تجريد أحاديث المناسك من الكتب الستة وغيرها، وصفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم على اختلاف طرقها، وغير ذلك من المؤلفات في شتى الفنون، وكانت له منزلة عند المظفر يوسف بن عمر بن رسول، صاحب اليمن، وكان يتولّى التدريس بمدرسة والد المظفّر المعروفة بالمنصورية، وسافر إلى اليمن، وسمع منه المظفّر بعض مؤلفاته، وقد أثنى على الإمام محب الدين جماعة من الأعيان، وترجموه بتراجم عظيمة، حتى قيل: إنه ما أخرجت مكة بعد الشافعي مثل المحب الطبري. وتوفي رحمه الله في جمادى الآخرة سنة أربع وتسعين وستمائة، بمكة، ودفن بالمعلاة، وكان له شعر جيّد، منها قصيدة في نحو مائة وستين بيتًا ذكر فيها المنازل بين مكة والمدينة.
  9. محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد، أبو عبد الله، وأبو محمد، الطبري جمال الدين المكي الشافعي، ولد في صفر سنة ست وثلاثين وستمائة بمكة، وسمع من العلماء بمكة، وحدّث وأفتى ودرّس، وله تآليف، منها: التشويق إلى البيت العتيق في المناسك، وتولى القضاء بمكة، ثم عزل نفسه، ثم تولاه بأمر من الملك المظفّر صاحب اليمن، فاستمر على ذلك، وأثنى عليه العلماء، وكان متقنًا للفقه والعربية، وله نظم حسن، توفي في ذي القعدة سنة أربع وتسعين وستمائة.
  10. محمد بن عبد الله بن خليل بن إبراهيم بن يحي العسقلاني، رضي الدين أبو عبدالله، المعروف بابن خليل المكي الشافعي، شيخ الحرم ومفتيه، ولد بمنى، آخر أيام التشريق، سنة ستمائة وثلاث وثلاثين، وسمع من علماء مكة، وسمع منه جماعة من الأعيان بمكة، وكان فقيهًا عالمًا مفتيًا ذا فضل ومعارف وعبادة، وصلاح وحسن أخلاق، وله معرفة بالفقه الشافعي، وعليه مدار الفتوى بمكة معتمدًا فيها، وكان من العلماء العاملين، الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وله في ذلك حكايات مع بعض الكبار، حتى إنه سجن من جراء ذلك، توفي في الحادي والعشرين من ذي الحجة سنة ستمائة وخمس وتسعين بمكة، ودفن بالمعلاة.
  1. أحمد بن أبي طالب بن أبي بكر البغدادي، أبو العباس، وأبو جعفر الحمامي المعروف بالزانكي، نزيل مكة، سمع من عدة من العلماء من المتقدمين، وله سماعات على كتب كثيرة، وكان من أهل الخير والصلاح، توفي في جمادى الآخرة، سنة تسع وسبعمائة بمكة، بعد أن جاور بها أكثر عمره.
  2. عثمان بن محمد بن عثمان، فخر الدين التوزري المالكي، نزيل مكة، ولد بمصر في رمضان سنة ثلاثين وستمائة، وقرأ بها ما لا يحصى كثرة من الكتب والأجزاء، وقرأ القرآن بالسبع، وسمع الشاطبية، وقيل إن شيوخه يزيدون على ألف شيخ، وحدّث بالكثير، وسمع منه خلق كثير، وكان عالمًا عابدًا متعبّدًا كثير الخير، نزل مكة مرارًا، آخرها سنة تسعين وستمائة، فبقي بها حتى مات بها ظهر يوم الأحد حادي عشر من شهر ربيع الآخر، سنة ثلاث عشرة وسبعمائة، ودفن بالمعلاة.
  3. محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن علي الحسني الإدريسي، أبو عبد الله الفاسي نزيل مكة، سمع بمصر من جماعة، وقدم مكة واستوطنها سنة ستمائة وست وثمانين، وسمع من علمائها، وسمع منه جماعة من الأعيان، وكان خيِّرًا صالحًا دينًا، توفي يوم الخميس، السابع والعشرين من صفر، سنة سبعمائة وتسع عشرة بمصر، ودفن بالقراقة، وكان قدومه من مكة إلى مصر ليتداوى من مرض عرض له، وهو ضيق النفس، فأدركه الأجل.
  4. عبد الله بن عبد الحق بن عبد الله بن عبد الأحد المخزومي المصري، أبو محمد عفيف الدين الدلاصي، مقرئ مكة، مولده في أول رجب سنة ثلاثين وستمائة، وقرأ ختمة نافع، وتلا بالروايات، وسمع الحديث، وتفقّه على مذهب مالك، ثم على مذهب الشافعي، وقرأ عليه الناس، وكان من العلماء العاملين، يقرئ القرآن بغير أجر، توفي ليلة الجمعة الرابع عشر من المحرم، سنة إحدى وعشرين وسبعمائة بمكة، ودفن بالمعلاة.
  5. محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر الطبري، نجم الدين أبو حامد المكي الشافعي، قاضي مكة ومفتيها، ولد في شوال سنة ستمائة وثمان وخمسين، وسمع من جماعة من العلماء، وتحصّل على إجازات، وتفقّه على جده المحب الطبري، ودرّس وأفتى، وكان شيخًا فاضلاً، فقيهاً مشهورًا بمعرفة الفقه، تأتيه الفتاوى من الحجاز واليمن، وتولى قضاء مكة بعد أبيه، وبقي في ذلك حتى وفاته، توفي ضحوة يوم الجمعة ثاني جمادى الآخر، سنة سبعمائة وثلاثين، ودفن بالمعلاة، بعد العصر، ورثاه العلماء بقصائد.
  6. محمد بن سالم بن إبراهيم بن علي الحضرمي، جمال الدين، أبو عبد الله المكي الشافعي، ولد سنة ستمائة وست وثمانين بمكة، وسمع بها، وقرأ القرآن بالروايات ورحل إلى مصر، وأخذ عن العلماء بها، وسمع عليهم، وكان ذا ورع وعلم واجتهاد في الصلاة والصيام والقيام، مع طهارة اللسان والعرض، حتى لو أوذي صبر، وحتى جرى منه هفوة أو غيبة هبّ إلى ذلك الشخص وتحلّل منه، توفي سنة سبعمائة واثنتين وستين.
  7. عبد الله بن أسعد بن علي بن سليمان اليافعي اليمني، نزيل مكة وشيخ الحرم، يلقب عفيف الدين، ويكنى بأبي السيادة، ولد سنة ثمان وتسعين وستمائة تقريبًا، وحج وقد بلغ في سنة اثنتي عشرة وسبعمائة، ثم عاد إلى اليمن، ثم رجع إلى مكة، وسمع من علمائها، وكان عارفًا بالفقه والأصولين والعربية والفرائض والحساب، وغير ذلك من فنون العلم، وله نظم كثير، وألّف في فنون كثيرة، ومن مؤلفاته: المرهم في أصول الدين، وروض الرياحين في حكايات الصالحين، وكان كثير العبادة والورع، وافر الصلاح والبركة، وقد تكلم فيه بعض العلماء لمقالة صدرت منه، وقد أثنى على اليافعي غير واحد من العلماء، وتوفي ليلة الأحد العشرين من جمادى الآخرة، سنة ثمان وستين وسبعمائة بمكة، دفن بالمعلاة.
  8. عبد الله بن محمد بن أبي بكر: عبد الله بن خليل العسقلاني، أبو محمد، بهاء الدين المكي ثم المصري، ولد بمكة سنة أربع وتسعين وستمائة، وسمع بمكة، وبدمشق، وحلب، ومصر، وقرأ على كثير من المشايخ، وأخذ عن العلماء، وقرأ عليه الناس وأخذوا عنه، وسمع عليه كثير من الطلاب، وكان محدثا، وحافظا فقيها، مقرئا نحويًا، صالحًا، عجيبًا في الزهد والانقطاع عن الناس. توفي يوم الأحد ثاني جمادى الأول سنة سبع وسبعين وسبعمائة، ودفن بالقرافة بمصر.
  9. أحمد بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن أبي بكر الطبري المكي شهاب الدين أبو العباس، ولد في شوال سنة اثنتي عشرة وسبعمائة، بمنزل والده بالسويقة بمكة، وسمع من مشايخ مكة، وحصل على إجازات وسمع منه الناس، وأخذ عنه بعض كبار العلماء، كالعراقي، وابنه، ونور الدين الهيثمي، والجمال ابن ظهيرة، وتوفي في رحب سنة ثمانين وسبعمائة.
  10. محمد بن محمد بن سعيد بن عمر بن علي الصغاني، ضياء الدين الهندي الحنفي، سمع على جماعة من العلماء، وأقام بالمدينة مدة سنين، يدرّس ويفتي ويتاجر، ثم ترك المدينة لخلاف بينه وبين أميرها، وهرب إلى ينبع، ثم إلى مصر، ثم سكن بعد ذلك مكة، وتولى تدريس الحنفية، واستمر مستوطنًا بمكة حتى مات في يوم الجمعة الخامس من ذي الحجة، سنة سبعمائة وثمانين، ودفن بالمعلاة، وقد جاوز الثمانين.
  11. أحمد بن محمد بن عبد المعطي الأنصاري الخزرجي، أبو العباس النحوي المالكي، نحوي الحجاز، ولد سنة تسع وسبعمائة بمصر، وسافر إلى المغرب مع والده، واجتمع فيها بالعلماء، ودرس عليهم بها، ومن أبرز شيوخه: أبو حيان الأندلس إمام اللغة، والحافظ صلاح الدين العلائي، وقرأ على مشايخ مكة والقادمين إليها، واشتغل بالعربية والعروض، وكان بارعًا فيهما، وله فيها تآليف، وانتفع به الناس في ذلك، وكان حسن التعليم، وله خط حسن، كتب كثيرًامن الكتب، وناب في العقود، وتوفي يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من المحرم، سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، ودفن بالمعلاة.
  12. أحمد بن حسن بن الزين محمد بن محمد القيسي القسطلّاني شهاب الدين، أبو العباس المكي: ولد في ثالث جمادى الأول سنة عشرين وسبعمائة، وسمع من علماء مكة من سنة ثمان وعشرين وسبعمائة، وحصل على إجازات من مصر والشام، وله اشتغال في الفقه ونظم كثير، كان يكتب الوثائق. توفي في العشر الأول من رجب سنة سبع وتسعين وسبعمائة، وجد ميتًا بطريق المبارك من وادي نخلة، ضالاً عن الطريق، وحمل إلى مكة، ودفن بها عند إسلافه رحمهم الله.
  1. محمد بن علي بن محمد بن علي بن ضرغام البكري المصري، شمس الدين أبوعبد الله، المعروف بابن سكر، المحدث المقرئ الفقيه، الحنفي، نزيل مكة: ولد في تاسع عشر، شهر ربيع الأول، سنة سبعمائة وتسع عشرة بالقاهرة، وعني بالحديث،فقرأ وسمع على جماعة من العلماء، ورحل في طلب العلم إلى الإسكندرية، وإلى دمشق، وتحصّل على إجازات، وانتصب للإقراء بالحرم الشريف، ولكنه لم يحدث إلا باليسير من مروياته، وكان قدومه إلى مكة سنة سبعمائة وتسع وأربعين حاجًا، ثم بدا له استيطانها فاستوطنها حتى مات، وكانت وفاته سحر يوم الأربعاء الخامس والعشرين من صفر، سنة ثمانمائة وواحد، ودفن بالمعلاة.
  2. إبراهيم بن محمد بن صديق بن إبراهيم الدمشقي أبو إسحاق، الملقب بالبرهان، المعروف بابن صديق الصوفي المؤذن، نزيل مكة ومسندها، ومسند الحجاز: ولد سنة عشرين وسبعمائة تقريبا بدمشق، وسمع من علمائها، وقرأ الكثير من الكتب، وأجاز له شيوخه، وكان من ضمن شيوخه الذين أجازوه: شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، والحافظ أبو الحجاج المزي، والبرزالي، وأجاز له أيضًا الحافظ ابن كثير الدمشقي، وحدّث بأكثر مسموعاته، وسمع منه جماعة من المحدثين، وحدّث بالحرمين، ودمشق وحلب وطرابلس، وكان أسند من بقي في الدنيا، مع حسن الفهم لما يقرأ عليه، وكان له حظ من العبادة والخير والعفاف، مع كونه لم يتزوج قط، ومتعه الله بحواسه وقوته، بحيث كان يذهب إلى التنعيم ماشيًا، ولم يزل حاضر العقل إلى حين وفاته، وكانت وفاته ليلة الأحد السابع عشر من شوال سنة ست وثمانمائة، بمنزله برباط ربيع من مكة، ودفن بالمعلاة.
  3. محمد بن إسماعيل بن يوسف المقرئ، شمس الدين، الشهير بالحلبي، نزيل مكة المشرفة، قرأ القرآن العظيم بالقراءات السبع على نيف وعشرين شيخًا، وقرأ بالروايات العشر أيضًا، فبرع في القراءات، وكان مجيدًا للكتابة، كتب كثيرًا من المصاحف، وأقرأ كثيرًا من الخلق وكان مجاورًا للحرمين، وأقام بمكة سنين، حتى توفي بها في السادس والعشرين من ربيع الآخر، سنة ثمانمائة وأربع عشرة بمكة، ودفن بالمعلاة، وله سبعون سنة أو أكثر.
  4. محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد، زين الدين الطبري، المكي الشافعي، مسند مكة، ولد في يوم الخميس العاشر من جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وسبعمائة بالمدينة النبوية، وأجيز من علماء مصر وله سنتان، ومن علماء دمشق، وسمع بمكة من علمائها، وسمع من علماء كبار في زمانه، وتلا بالقراءات السبع، و حفظ كتبًا علمية في فنون، وتولى نيابة القضاء بمكة، ودرّس في مدارسها، وله نباهة في العلم، ومروءة طائلة، وحدّث في آخر عمره بكثير من الكتب والأجزاء، وتوفي عصر يوم الأربعاء سادس عشر رمضان سنة خمس عشرة وثمانمائة بمكة، ودفن بالمعلاة.
  5. أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحسني، السيد الشريف القاضي، شهاب الدين، أبو العباس الفاسي المكي المالكي، والد صاحب العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، ولد في ربيع الأول، سنة أربع وخمسين وسبعمائة بمكة وسمع بها من مشايخها، وسمع أيضًا بالقاهرة، وحلب وغيرها، وحفظ كتبًا واشتغل في الفقه والأصول والعربية، والمعاني، والبيان، والأدب، وكان ذا فضل ومعرفة تامة بالأحكام والوثائق، وسمع منه الطلاب، وألّف في مسائل، وكان له مكانة بين الولاة والقضاء، كثير الإحسان إلى الفقراء وغيرهم، توفي بإثر صلاة الصبح يوم الجمعة الحادي والعشرين من شوال سنة تسع عشرة وثمانمائة بمكة، وصلي عليه بعد صلاة الجمعة، ودفن بالمعلاة.
  6. محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظَهيرة المخزومي، كمال الدين، أبو البركات المكي، قاضي مكة، ولد سنة سبعمائة وخمس وستين، وسمع من علماء مكة والواردين عليها، وولي قضاء مكة، ونظر الأوقاف والربط، بعد القاضي جمال الدين ابن ظهيرة، وكان ينوب عنه في الحكم، وناب في الحسبة أيضًا بمكة، ومات ليلة الأربعاء الثاني والعشرين من ذي الحجة سنة ثمانمائة وعشرين، ودفن بالمعلاة.
  7. محمد بن موسى بن علي بن عبد الصمد المراكشي، جمال الدين أبو البركات المكي الشافعي، الحافظ المفيد، سبط الشيخ عبد الله اليافعي، ولد ليلة الأحد، ثالث رمضان، سنة سبعمائة وسبع وثمانين بمكة، ونشأ بها على العفاف والخير، والعناية الكثيرة بفنون العلم والحديث، فقرأ على جماعة من العلماء في الفقه، والأصول، والعربية، والمعاني والبيان والعروض، والفرائض والحساب، وبرع في هذه العلوم، وله نظم مليح في الأدب، وتقدم في علم الحديث، لمعرفته بالعلل وأسماء الرجال، وحفظ الكثير من المتون، ولم يكن له نظير بالحجاز، وكان حسن الجمع والتأليف، وافر الذكاء سريع الكتابة، وقد أخذ أيضًا عن علماء المدينة، والشام، ومصر، وله بعض المؤلفات، لكنه لم يكملها، وهاجر إلى اليمن، وتولى إسماع الحديث بالمدرسة التاجية بزبيد، ومال إلى استيطان اليمن فانتقل إليها، وظهر فضله هناك، فأحبوه ومالوا إليه، وكان ملك اليمن يبرُّه ويميل إليه، وتوجّه إلى الحج سنة ثمانمائة وثلاث وعشرين، فوصل عرفة ليلة النحر، وكان ضعيفًا جدًا من التعب، ولم يصل مزدلفة إلا يوم النفر الأول، من شدة الضعف، ثم أحضره بعضهم إلى منى، ونفر إلى مكة، وهو عليل جدًا، فاستمرت العلٍّة عليه أيامًا حتى مات بعد صلاة الصبح، يوم الجمعة الثامن والعشرين من ذي الحجة، سنة ثمانمائة وثلاث وعشرين، بمكة المشرفة، ودفن بالمعلاة بعد صلاة الجمعة، وحزن الناس كثيرًا عليه.
  8. محمد بن عبد الرحمن بن أبي الخير بن أبي عبد الله: محمد الحسني الفاسي المكي المالكي، الشريف القاضي، رضي الدين، أبو حامد، ولد في رجب سنة سبعمائة وخمس وثمانين بمكة، سمع على جماعة من الشيوخ بالحرمين، وتحصّل على إجازات، وحفظ مختصرات في عدٍّة فنون، واعتنى بالفقه، وكتب مؤلفات بخط يده، وأذن له بالتدريس والإفتاء، فجلس للتدريس في موضع تدريس والده، وصار لا يترك ذلك إذا كان بمكة، إلا لشغل أو مرض، أو في الأوقات التي يترك الناس فيها التدريس، كرمضان وأيام المواسم، وكان يفتي الناس كثيرًا، وناب في الحكم عن القاضي العلامة جمال الدين بن ظهيرة، وتوفي وقت العصر من يوم الخميس خامس عشر ربيع الأول سنة ثمانمائة وأربع وعشرين، ودفن بكرة يوم الجمعة بالمعلاة.
  9. أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد الصاغاني، قاضي القضاة، شهاب الدين أبو الخير بن العلامة ضياء الدين الحنفي المكي، ولد في السادس عشر من ربيع الأول سنة تسع وأربعين وسبعمائة بالمدينة النبوية، وسمع من علمائها، وسمع أيضًامن شيوخ مكة، وحدّث، وعني بالعلم كثيرًا، وله في الفقه نباهة، ودرّس وأفتى، وناب في العقود بمكة، ثم ناب في الأحكام، مات ليلة الأحد رابع عشر ربيع الأول سنة خمس وعشرين وثمانمائة بمكة المشرفة، ودفن صبيحتها بالمعلاة، وكان قد عجز عن الحركة والمشي قبل موته، بسبب سقوطه من سرير مرتفع، فانفك بعض أعضائه، وتألّم كثيرًا، أثابه الله تعالى.
  10. محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله ابن فهد القرشي الهاشمي المكي، بدر الدين، أبو زرعة، ولد يوم الأحد، مستهل المحرم سنة ثمانمائة وثمانية بمكة، اعتنى به والده، فاستجاز له عدة من مشايخ بلده، والواردين إليها، ومن مشايخ مصر والإسكندرية، وحضر على جماعة من العلماء وسمع منهم، وحفظ القرآن العظيم، وعدة كتب، واشتغل بالعلم، وحصّل وطبّق، وحضر دروسًا عدة، وكتب بخطه فوائد حديثية، وجمع رباعيات صحيح مسلم، ومناقب الإمام الشافعي، ومعجم شيوخه، في مسوّدات، فعاجلته المنيّة قبل تبييضها، وتوفي ليلة الأحد سابع عشرين جمادى الأول، سنة ثمانمائة وست وعشرين بمكة، وصلي عليه صباح اليوم التالي، ودفن بالمعلاة.
  11. محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف الذوري الأصل، المكي المولد والدار، نحوي مكة، ويعرف بالمرجاني: ولد سنة سبعمائة وستين بمكة، سمع من علماء مكة والواردين عليها، وقرأ الكثير من الكتب والأجزاء، ورحل في طلب العلم، وعني بفنون العلم، ومهر في العربية ومتعلقاتها، وله نظم في قواعد الإعراب، وله شرح عليه، كان الطلاب يقرأونه عليه، وكان حسن الإيراد والدرس لجودة عبارته، وقوة معرفته بالعربية، ودرّس بمدارس مكة، وكان سريع الكتابة، فكان يكتب الوثائق والسجلات للقاضي محب الدين النويري، وقد استفاد كتبًا كثيرة نفيسة، وكان محسنًا بعاريتها، توفي بمكة وقت العصر من يوم السبت خامس شهر رجب سنة سبع وعشرين وثمانمائة، ودفن بالمعلاة في اليوم التالي.
  12. محمد بن أحمد بن علي بن محمد الحسيني، أبو عبد الله وأبو الطيب، تقي الدين الفاسي المكي المالكي، قاضي المالكية بمكة، مؤلّف "العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين": ولد ليلة الجمعة العشرين من ربيع الأول سنة خمس وسبعين وسبعمائة بمكة، وانتقل إلى المدينة مع أمه وأخيه عند خاله محب الدين النويري، وسمع بالمدينة، وحفظ القرآن وجوّده، ودرس على العلماء بالمدينة في الفقه والحديث، ثم انتقل إلى مكة سنة سبعمائة وثمان وثمانين، وصلّى بالناس التراويح في المسجد الحرام، ودرس على علماء مكة في سائر الفنون، ورحل إلى مصر فأخذ عن علمائها كابن الملقٍّن، والعراقي، والهيثمي والبلقيني، وغيرهم، ورحل إلى القدس وإلى غزة وحلب، وأخذ عن علمائها وأذن له بالإفتاء والتدريس، وأجازه كثير، وتولى قضاء المالكية بمكة، وألف مؤلفات عديدة، منها: العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، وشفاء الغرام بأخبار البلد الحرام، واختصره مرارًا، وأثنى العلماء على مؤلفاته، وأثنى عليه كثير من العلماء ثناءً عاطرًا، وتوفي ليلة الأربعاء، ثالث شوال سنة اثنتين وثلاثين، وثمانمائة بمكة، ودفن بالمعلاة.
  13. .محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف بن إبراهيم الأنصاري المصري الأصل المكي الشافعي، الشهير بالمرشدي، جمال الدين، أبو عبد الله، ولد في سنة سبعمائة وثلاث وستين بمكة، ونشأ بها، وحفظ الشاطبية وعرضها، وتلا القرآن الكريم، وحضر عند علماء مكة وسمع منهم، وحصل على إجازات من جماعة، وحدّث بجملة من مسموعاته ومروياته، وكان بارعًا في الفرائض والحساب وعلم الفلك، وكان خيرًٍّا، ديّنَا، متواضعًا منقبضًا عن الناس، يخدم الفقراء والمساكين ويحسن إليهم، ومات في رمضان سنة ثمانمائة وتسع وعشرين بالمدينة النبوية، وصلي عليه بالروضة الشريفة، ودفن بالبقيع.
  14. أبو القاسم بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد المعطي الأنصاري المكي المالكي، القاضي شرف الدين، أبو عبد القادر: ولد ونشأ بمكة، وحفظ القرآن وبعض المتون، وسمع على بعض المحدثين، وأجاز له خلق، واشتغل بعلم الفقه والنحو، واشتغل على بعض الشيوخ بالقاهرة، ودرّس وأفتى في حياة شيوخه، وكان بارعًا في الفقه والأحكام والأدب، واختصر بعض الكتب في الأحكام، وكان حسن السيرة، جميل السريرة، محبًا للفقراء، وولي تدريس المدرسة البنغالية برغبة التقي الفاسي، ودرّس بالمسجد الحرام أيضًا، وناب في القضاء عن التقي الفاسي أكثر من عشر سنين، وبعد موت التقي الفاسي سافر إلى القاهرة، فقدٍّرت وفاته بها سنة ثمانمائة وثلاث وثلاثين بطاعون كان بها، ودفن هناك.
  15. محمد بن عبد الرحمن بن محمد الحسني الفاسي المكي المالكي، الشريف أبو السرور، ولد ليلة الخامس من صفر سنة سبعمائة وثمان وسبعين بمكة، وسمع من علماء مكة والمدينة، وحصل على إجازات من علماء عصره، وتفقّه على والده، ودرّس بالمسجد الحرام، ودخل القاهرة مرات، فقدٍّرت وفاته بها في جمادى الأولى سنة ثمانمائة وثلاث وثلاثين في طاعون كان بمصر، ومات أيضًا ولداه عبد الرحمن وأبو الخير.
  16. عبد الغني بن عبد الواحد بن إبراهيم المرشدي المكي الحنفي، الحافظ نسيم الدين، أبو محمد، ولد بعد صلاة العشاء من ليلة السبت سابع عشري شعبان سنة ثمانمائة وأربعة بمكة المشرفة، ونشأ بها، وحفظ القرآن العظيم وكتبًا، وحضر في صغره مجالس الحديث، وسمع من المحدثين من أهل مكة والواردين إليها، وحصل على إجازات من علماء عصره وحفاظه، واشتغل بالعلم على والده، ومهر وهو صغير، وأحبّ الحديث فسمع كثيرًا، وحفظ وذاكر، ورحل إلى اليمن، والقاهرة، ودمشق فسمع بها من المحدثين، وكان حافظًا بارعًا في علم الأدب، وافر الحفظ، طلق اللسان، مات بالقاهرة بطاعون كان بها في يوم الجمعة أول جمادى الآخرة سنة ثمانمائة وثلاث وثلاثين، ودفن بها.
  17. عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف الأنصاري المصري الأصل، المكي الشافعي، العلّامة وجيه الدين، الشهير بابن الجمال المصري، ولد بمكة ونشأ بها، وسمع على جماعة من مشايخها والواردين إليها، وسمع أيضًا بزَبيد في اليمن، وحصل على إجازات، وتفقّه على القاضي جمال الدين ابن ظَهيرة وغيره، وبرع في الفقه، واشتهر به، ودرّس بالمسجد الحرام، وبالمدرسة الأفضلية، وانتفع به الطلبة، وكان ديٍّنًا، خيٍّّرًا طارحًا للتكلُّف، مات في ضحى يوم الأحد سابع عشر رجب سنة ثمانمائة وأربع وثلاثين بمكة، ودفن بالمعلاة.
  18. عبد الواحد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر المرشدي المكي الحنفي، العلّامة جلال الدين، أبو المحامد، ولد في العشر الأخير من جمادى الآخرة سنة سبعمائة وثمانين بمكة، ونشأ بها، وسمع من المحدثين بمكة، ورحل إلى القاهرة فسمع بها، وأجاز له جماعة، واشتغل بالفقه، والأصول، والمعاني، والبيان، والنحو، وأذن له بالتدريس والفتوى، وتولى قضاء الحنفية بمكة، ودرّس ببعض المدارس بمكة، وتولى المشيخة في بعض الدروس، وكان إمامًا علّامة في اللغة العربية، وانتهت إليه الرئاسة في إقراء النحو، وكان مشهورًا بجودة النظر، وصحة الفهم، وفقه النفس، وحسن المناظرة والبحث، ودرّس وأفتى وأفاد، وتصدّر لنشر العلم، فانتفع به خلق كثير، وكان حريصًا على نفع الطلبة، عارفًا بأمور الدنيا، وله ثراء واسع ومال جزيل، وكان زينة لأهل مكة، مات في عصر يوم الجمعة رابع عشري شعبان سنة ثمانمائة وثمان وثلاثين بمكة، ودفن بالمعلاة.
  19. محمد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر الفوّي الأصل المكي الحنفي، الشهير بالمرشدي، العلّامة، جمال الدين، أبو المحاسن: ولد في يوم الأحد ثامن شهر ربيع الأول سنة سبعمائة وسبعين بمكة، ونشأ بها، وسمع بها الكثير على أهل مكة والقادمين إليها، وطلب العلم، ورحل إلى القاهرة أربع مرات، فسمع من علمائها، وسمع أيضًا بالمدينة الشريفة وبلاد اليمن، وتحصّل على إجازات من العلماء، وأجيز بالتدريس، وكان إمامًا علّامة، حسن المحاضرة، جميلاً بهيًّا، بشوشًا متوددًا، محبَا للطلبة، كثير النوادر والنكت الحسنة، مع حفظ لكثير من الأشعار، وكانت وفاته في ظهر يوم الاثنين حادي عشري رمضان، سنة ثمانمائة وتسع وثلاثين بمكة، ودفن بالمعلاة.
  20. محمد بن أحمد بن علي بن عمر الكلاعي  الشوائطي اليماني الأصل المكي الشافعي، جمال الدين، الشهير بابن المقرئ، ولد في خامس جمادى الأولى سنة ثمانمائة وثمان عشرة بمكة، ونشأ بها، وحفظ بها القرآن، وقرأ بالسبع والعشر على والده، وحفظ الكثير من المتون، وسمع وحضر عند الكثير من الشيوخ بمكة، كالشمس المقرئ ابن الجزري، والتقي الفاسي، والمقريزي، وابن فهد، وغيرهم، وحصل على إجازات من مشايخ عدة، ودرّس وأقرأ بمكة، ثم هاجر إلى مصر فاجتمع بعلمائها، كابن حجر، والمناوي، واستفاد منهم، ثم اخترمته المنية فمات بالقاهرة، يوم الجمعة ثاني عشري رمضان، بعد الأربعين والثمانمائة، وكان خيرًا، طلق الوجه، حلو اللسان، كثير الاحتمال، مشتغلاً بالعلم بحيث كان لا يفرغ لتناول ما يسد رمقه.
  21. أحمد بن حسين بن محمد بن عثمان الخوارزمي الأصل المكي الشافعي شهاب الدين: ولد بمكة ونشأ بها، وحفظ القرآن، ومتونًا علمية، وسمع الحديث على جماعة، وحصل على إجازات، واشتغل في القراءات، والفقه، والنحو، ودّرس بالمسجد الحرام، ودخل اليمن، وكان خيّرًا ذكيًا، مات في ضحى يوم الأربعاء ثامن عشري ذي الحجة سنة ثمانمائة وخمس وأربعين بمكة، ودفن بالمعلاة.
  22. محمد بن علي بن محمد بن عثمان الصالحي الأصل المكي، شمس الدين أبو المعالي، ولد في ذي القعدة سنة سبعمائة وإحدى وستين بمكة، وحضر عند العلماء بها، وسمع منهم، وأجازوه، وسافر إلى مصر ودمشق، ولقي بها العلماء، وسمع منهم، واستجازهم فأجازوه، وحدث، وسمع منه جماعة، وكان خيّرًا مباركًا ساكنًا، مات ليلة السبت ثامن جمادى الآخرة سنة ثمانمائة وست وأربعين بمكة، ودفن بالمعلاة.
  23. محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز العقيلي النويري المكي الحنفي، القاضي كمال الدين أبو البركات: ولد سنة سبعمائة وخمس وثمانين أو التي بعدها بمكة، ونشأ بها، وحضر عند بعض الشيوخ، وسمع من جماعة من العلماء، وأجازوا له، وناب في الحسبة بمكة عن أحد أقاربه، وباشر القضاء بجدة نيابة، ودخل بلاد الروم وبلاد اليمن طلبًا للرزق، وكان خيٍّرًا، ساكنًا، منجمعًا عن الناس، ملازمًا لداره، حافظًا لكتاب الله، كثير التلاوة، وأجاز لجماعة، مات ليلة الثلاثاء، سابع عشري المحرم، سنة ثمانمائة واثنتين وخمسين بمكة، ودفن بالمعلاة.
  24. عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن محمد يوسف بن علي بن عيّاش الدمشقي المكي، الشهير بابن عيّاش، الإمام المقرئ المجوٍّد، زين الدين أبو الفرج: ولد في شهر ربيع الأول سنة سبعمائة واثنين وسبعين بدمشق، وسمع من العلماء بدمشق، وقرأ على والده القراءات السبع إفرادًا، وقرأ عليه ختمة جامعة للقراءات العشرة، ورحل إلى القاهرة فقرأ بها على أبرز المقرئين، وتفقه، ودرس النحو، وحج، وتردد إلى مكة كثيرًا، ثم انقطع بها من سنة ثمانمائة وعشرة، وانتصب لإقراء الناس بمكة بالمسجد الحرام كل يوم وليلة، وبنى بها دارًا أوقفها على نفسه، ثم على أولاده من بعده، وأوقف بمكة أرضًا ودارين، ثم أصابه البلغم واستحكم به فعجز عن الحركة ولزم بيته، وصار يقرئ في منزله لمن قصده، وكان إمامًا، عالمًا، صالحًا، متعففًا، غير ملتفت إلى مافي أيدي الناس، توفي صبح يوم الثلاثاء  حادي عشري صفر سنة ثمانمائة وثلاث وخمسين بمكة، ودفن بالمعلاة.
  25. محمد بن أحمد بن الضياء القرشي العمري الحنفي، قاضي القضاة، بهاء الدين أبو البقاء:  ولد ليلة الأحد خامس عشري المحرم سنة تسع وثمانين وسبعمائة بمكة المشرفة ونشأ بها، وحفظ القرآن وبعض المتون العلمية، وحضر على الشيوخ وسمع منهم بمكة، ودخل القاهرة، وأخذ عن علمائها، وحصل على إجازات، ودرّس وأفتى، وناب في القضاء بمكة عن والده، ثم استقلّ به بعد وفاة أبيه، وأضيف إليه أيضًا نظر الحرم والحسبة بمكة، ودرّس بالمسجد الحرام، وبعض مدارس مكة، وتولى النظر على بعض الأوقاف بمكة، وله مؤلفات، منها: البحر العميق في مناسك حج البيت العتيق، وتنزيه المسجد الحرام عن بدع جهلة العوام، وغير ذلك، وكان إمامًا عالمًا، متقدمًا في الفقه والأصلين، كثير المطالعة، انتفع به جماعة، وتوفي ليلة الجمعة سابع عشري ذي القعدة، سنة ثمانمائة وأربع وخمسين بمكة، ودفن بالمعلاة.
  26. حسين بن محمد بن حسن بن عيسى الشراحيلي الحكمي العَكّي العدناني المكي الشافعي، بدر الدين، أبو محمد، الشهير بابن العليف: ولد في سنة سبعمائة وأربع وتسعين بمكة، ونشأ بها، وحفظ القرآن العظيم، وقرأ بالروايات، وسمع من المحدثين بها، وتفقه، ودرس النحو، وأصول الفقه، وأصول الدين، والحساب، واللغة، ودخل اليمن غير مرة وسمع بها من بعض الشيوخ، وتصدّى للتدريس بالمسجد الحرام مدة، وبرع في الأدب، وكان خيّرا ساكنًا، مات في ضحى يوم الثلاثاء سادس عشر المحرم سنة ثمانمائة وست وخمسين بمكة، ودفن بالمعلاة.
  27. محمد بن عبد الوهاب بن عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي الشافعي، جمال الدين أبو الخير: ولد في يوم الجمعة خامس جمادى الأولى سنة سبعمائة وسبع وتسعين بمكة، ونشأ بها، وحفظ القرآن، وبعض المتون العلمية، وسمع من جماعة من العلماء بمكة، ودخل الديار المصرية والشامية، وبيت المقدس، وبلاد اليمن، وانقطع بعدن مدة، ثم عاد إلى مكة، وكان خيِّرًا مباركًا متوددًا لطيف العشرة، له مروءة، وأفضال، وعلى ذهنه حكايات وملح ونوادر، مات ليلة الاثنين، ثاني شعبان، سنة ثمانمائة وثمان وخمسين بمكة، ودفن بالمعلاة.
  28. محمد بن أحمد بن الضياء القرشي العمري الحنفي، العلامة قاضي القضاة، رضي الدين أبو حامد، ولد في أواخر شهر رمضان سنة إحدى وتسعين وسبعمائة بمكة، ونشأ بها، وحفظ القرآن ومتونًا علمية في الفقه والنحو وغيرها، وحضر عند العلماء بمكة، وسمع منهم، وقرأ عليهم كثيرًا، ودخل القاهرة، وسمع من علمائها، وحصل على إجازات، وحدّث ودرّس، وأفتى، ونظم ونثر، وتميّز في فنون، وانتفع به جماعة، وناب في قضاء مكة عن أخيه أبي البقاء، ثم تولاه بعد موت أخيه، وولي التدريس بالمسجد الحرام، وبعض مدارس مكة، وكان إمامًا، علامة، مشاركًا في فنون، كثير المطالعة، وكتب بخطه الكثير وعلّق به فوائد كثيرة، واقتنى كثيرًا من الكتب، ذهبت بعد موته، ومات ليلة الاثنين تاسع شعبان سنة ثمانمائة وثمان وخمسين بمكة، ودفن بالمعلاة.
  29. محمد بن أبي بكر بن الحسين بن عمر بن محمد القرشي العثماني المراغي الأصل المدني نزيل مكة، العلّامة الزاهد، شرف الدين أبو الفتح:  ولد سنة سبعمائة وخمس وسبعين بالمدينة النبوية، ونشأ بها، وحفظ القرآن العظيم، ومتونًا في الفقه والأصول والنحو، وسمع من علماء المدينة والقادمين إليها، ورحل إلى القاهرة وأخذ عن علمائها، ودخل إلى اليمن أيضًا وسمع بها، وأجاز له العلماء، وبرع في الفقه والنحو والأصول، وشرح منهاج النووي شرحًا مختصرًا سماه: المشرع الروي في شرح منهاج النووي، واختصر شرح البخاري لابن حجر في أربع مجلدات، سماه: تلخيص أبي الفتح لمقاصد الفتح، وكان يكثر التردد والمجاورة بمكة، ثم انقطع بها من سنة أربع وأربعين وثمانمائة إلى أن مات، وحدّث بمكة بالكتب الستة، وكان شديد التحرِّي في الرواية، بحيث لا يدع القارئ يتجاوز لفظًا ولا حرفًا إلا بيّنه وأعربه، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كلما ذكر، ويترضّى عن الصحابة كلما مرّ ذكرهم، وكان إمامًا علّامة، عابدًا، زاهدًا، خيِّرًا، ديِّنًا، ورعًا، متواضعًا، جميل الصورة، منوَّر الشيبة، كثير الوقار، قليل الكلام فيما لا يعينه، متبعًا للسنة في جميع أحواله، كثير التلاوة لكتاب الله، ذا صيانة وصدق وعفاف، مقتصدًا في مسكنه ومطعمه وملبسه، توفي في النصف الأخير من ليلة الأحد سادس عشر المحرم الحرام سنة ثمانمائة وتسع وخمسين بمكة، ودفن بالمعلاة.
  30. علي بن إبراهيم بن علي بن راشد اليمني  الإبِّي، نزيل مكة، الفقيه الأديب موفق الدين، أبو الحسن:  ولد قبيل السبعمائة وتسعين بتَعِزّ من بلاد اليمن ونشأ بها، وأكمل بها حفظ القرآن وهو ابن ثماني سنين، وصلّى به التراويح، ولم يعهد بتلك البلاد أن أحدًا صلى بهذا السن غيره، وحفظ متونًا في الفقه والنحو، وسافر إلى مكة مراهقًا فحج، وحضر مجالس الحديث بمكة على كبار المحدثين بها، ورحل إلى المدينة والشام، ومصر، فسمع من العلماء بها، وأخذ عنهم، وتحصّل على إجازات من كبار علماء عصره، وعاد إلى بلاده، ولكنه كان يتعاهد الوصول إلى مكة، حتى سنة ثمانمائة وأربعين حيث قدم مكة فانقطع بها، واستوطنها، ولم يخرج إلا للمدينة، وكان إمامًا علّامة، فقيها، أديبًا، بارعًا، متواضعًا، حسن الهيئة، كثير الاستحضار لمستحسنات من الشعر والحكايات والنوادر، مجتهدًا في العبادة، مات بعد أن أصابه خروج في عينه، وكانت وفاته في عشاء ليلة الاثنين سادس ذي الحجة سنة ثمانمائة وتسع وخمسين بمكة، ودفن بالمعلاة صبيحة اليوم التالي.
  31. محمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن ابي بكر المرشدي المكي الحنفي، كمال الدين، أبو الفضائل: ولد صبح يوم الأحد نصف ذي القعدة، سنة سبعمائة ست وتسعين بمكة، ونشأ بها، فحفظ القرآن وحفظ متونًا علمية، وسمع من صغره على علماء مكة، حيث أحضره والده على جماعة منهم، وحصل على إجازات، واشتغل في الفقه والنحو، ودخل القاهرة ودمشق وحلب وبلاد اليمن مرّات لطلب الرزق، وحدّث، وسمع منه جماعة، مات في آخر ليلة الثلاثاء سابع عشري ربيع الأول سنة ثمانمائة وإحدى وستين بمكة، ودفن بالمعلاة.
  32. أحمد بن محمد بن أحمد الكيلاني، نزيل مكة، الشافعي، المعروف بقاوان، شهاب الدين، نشأ مشتغلاً بالمتجر والعلم، وجال في الآفاق، وقطن مكة واشترى بها دورًا وعمّرها، ودخل القاهرة وسمع بها من علماء زمانه، كابن حجر العسقلاني، وأجاز له الرواية عنه، ووصفه بالشيخ الفاضل الأوحد الكامل، جامع أشتات الفضائل، الحاوي لأنواع الكلمات ومحاسن الشمائل، وأجازه أيضًا الشيخ محب الدين الطبري من علماء المدينة، ووصفه بالشيخ الإمام العلامة، والحبر الهمام الفهّامة، وله إجازات أخرى من علماء عصره، وكان ذا سمت  حسن وجلال واحتشام ووجاهة عند الملوك فمن دونهم لمزيد عطائه ووجاهته، متكرمًا على الغرباء والوافدين لمكة من العلماء ونحوهم، راغبًا في الاجتماع بذوي الفضائل، محبًا للمذاكرة معهم، ولشدة رغبته فيهم تزوج ابنة الشريف شمس الدين ابنة أخي التقي الحصني، وزوج أحد أولاده بابنة الكمال ابن الهمام لما جاور بمكة، وأقرأ الطلبة بالمسجد الحرام، ورتب للطلبة مرتبات بالشهر، ولذلك كثر الأخذ عنه، واستمر إلى أن مات في آخر ليلة الجمعة سادس عشر ذي الحجة، سنة ثمانمائة وإحدى وستين بمكة، وصلي عليه بعد صلاة الجمعة ودفن بالمعلاة.
  33. محمد بن سليمان بن داود بن بشر الجزولي المغربي المالكي، نزيل مكة، العلامة، جمال الدين:  ولد في سنة ثمانمائة وستة بجزولة من أعمال المغرب، ومات أبوه وهو ابن ثمان سنين، وسافر مع أخيه عيسى إلى مراكش، فأكمل بها حفظ القرآن، وطلب العلم بها، وأقام ستة عشر عامًا يشتغل بالفقه، والعربية، والحساب، ثم سافر إلى فاس، وأزمور، ثم سافر إلى تلمسان ثم طرابلس، ثم القاهرة، وأخذ عن العلماء بتلك الديار، ثم دخل مكة سنة إحدى وأربعين وثمانمائة حاجًا، ثم سافر إلى المدينة وجاور بها مدة، ثم عاد إلى مكة وتأهّل بها، وسكنها، واشترى دارًا، ودرّس بالمسجد الحرام، وأفتى، وأخذ عنه الفضلاء، وكان ديِّنًا خيّرا كريمًا، مات بمكة ضحى يوم الأحد ثامن عشري ربيع الآخر سنة ثمانمائة وثلاث وستين، ودفن بالمعلاة.
  34. أحمد بن علي بن عمر بن أحمد الكلاعي الحميري اليمني الشوائطي، نزيل مكة، الشافعي، الإمام العلامة المقرئ المجود، شهاب الدين أبو العباس:  ولد في أوائل العشر الأخير من شهر رمضان سنة سبعمائة وإحدى وثمانين بشوائط – من بلاد اليمن – وحفظ القرآن، ثم قدم تعز باليمن وقرأ بها على بعض المشايخ، ثم قدم مكة وسمع من مشايخها في الحديث وقرأ القرآن على جماعة من المقرئين، وأذن له في الإقراء، وحصل على إجازات، وحدّث بأشياء كثيرة من مسموعاته، وأدّب الأطفال مدة طويلة بالمسجد الحرام، ثم ترك ذلك وانقطع بالمسجد الحرام يقرئ ويدرس طرفي النهار، باذلاً نفسه لطلبة العلم، ثم انقطع بمنزله لعجزه عن الحركة، وكان خيّرا، ديِّنًا، ساكنًا، مباركًا، متواضعًا منجمعًا عن الناس، ملازمًا للعبادة والإقراء، مات في صبح يوم الأربعاء رابع عشر ذي القعدة سنة ثمانمائة وثلاث وستين بمكة، ودفن بالمعلاة.
  35. إبراهيم بن علي بن محمد بن داود البيضاوي الأصل المكي الشافعي، العلامة الفرضي الحسوب، برهان الدين، أبو إسحاق، الشهير بالزمزمي:  ولد في ليلة الاثنين حادي عشر جمادى الأولى سنة سبعمائة وسبع وسبعين بمكة، ونشأ بها، وسمع من العلماء والمحدثين بمكة والواردين إليها، واشتغل بالعلم فحصل منه قبولاً، فأخذ الفقه، والعربية، والفرائض، والحساب، والجبر، والمقابلة، والهيئة، والهندسة، والتحريز، وعلم الميقات، والعروض، والمعاني، والبيان، وغيرها من العلوم، وصنّف في علم الميقات والفرائض، وكان من أعلم أهل بلده بهما، ودرّس، وأفاد، وأخذ عنه الأماثل، وحدّث بالكتب الستة وغيرها، وأضرّ في آخر عمره فصار لا يخرج من بيته إلا لصلاة الجمعة، ثم حصل له سلس بول فصار لا يخرج أبدًا، وكان يلي سقاية العباسي وأمر بئر زمزم بعد والده، وكان ديِّنًا، ثقة، عفيفًا، متواضعًا، ذا وقار وبهاء، ولم يتزوج قط، مات قبيل العصر من يوم الخميس خامس عشر ربيع الأول سنة ثمانمائة وأربع وستين بمكة، ودفن بالمعلاة.
  36. محمد بن محمد بن أحمد بن حسن بن محمد القيسي القسطلّاني المكي المالكي، قاضي القضاة، كمال الدين، أبو البركات:  ولد آخر ليلة الأحد ثالث جمادى الأولى سنة ثمانمائة وواحد بمكة، ونشأ بها، وتوفي أبوه في آخر تلك السنة، فكفله هو وإخوانه عمّه، وأنفق عليهم ما خلف لهم أبوهم، واعتنى به خاله الجمال محمد بن إبراهيم المرشدي، فأسمعه على جماعة من العلماء في صغره، وتحصّل على إجازات من علماء عصره، ودخل القاهرة والشام وأخذ عن العلماء بهما، وحدّث، وسمع منه قوم، ولي نيابة القضاء بمكة، ثم ولي القضاء استقلالاً، وكان أحيانًا يعزل عنه ثم يعاد إليه، وكان من بيت رئاسة وحشمة، صارمًا في الأحكام، ومرض مرضًا شديدًا، كان يقعده أحيانًا في داره، واستمر به ذلك حتى مات في صبح يوم الثلاثاء، عشري ربيع الأول، سنة ثمانمائة وأربع وستين بمكة.
  37. محمد بن أحمد بن محمد بن حسين القيسي القسطلّاني المكي الشافعي، كمال الدين، أبو البركات:  ولد في المحرم سنة ثمانمائة وواحد بمكة، ونشأ بها، وحفظ القرآن، ومتونًا من العلم، وسمع من العلماء بمكة، منهم: ابن الجزري، والجمال ابن ظهيرة، وأجازه جماعة من الشيوخ، وتفقّه، وأجاز لجماعة، ودرّس مدة بالحرم الشريف، وله نظم، واشتغل بكتابة الوثائق والسجلات، وكان عارفًا بصناعة الشهادة معرفة جيدة، واشتهرت عدالته وذاعت بين الناس، وكان يعقد الأنكحة بالنيابة، وكان معظَّمًا عند الناس كثيرًا، ويعتمدون على قوله وفعله لمساعدته لهم، وكان يقضي لهم حاجاتهم، ورزق سبعة عشر ولدًا، منهم أربعة عشر ذكرًا، مات عشرة منهم في حياته، أصيب بعلة، ومات في صبح يوم الاثنين رابع جمادى الأولى سنة ثمانمائة وخمس وستين بمكة، ودفن بالمعلاة.
  38. أحمد بن علي بن محمد بن عمر بن عبد الله الفاكهي المكي الشافعي، القاضي، محبُّ الدين أبو العباس، ولد في سنة ثمانمائة وسبعة بمكة ونشأ بها، وحفظ القرآن ومتونًا علمية، وحضر في صغره عند بعض المشايخ، وسمع الحديث من جماعة من الشيوخ بمكة، وحضر دروسًا كثيرة، وأجاز له العلماء من عدة بلدان، وتفقّه، ولازم الدروس، وناب في قضاء جدة، ثم ولي نيابة قضاء الشافعية بمكة، وكان خيّرا، مباركًا، وجيهًا، مات في ضحى يوم الاثنين عاشر جمادى الآخرة سنة ثمانمائة وخمس وستين بمكة، ودفن بالمعلاة.
  39. أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز القرشي الهاشمي العقيلي النويري المكي الشافعي، القاضي محبّ الدين:  ولد ليلة الخميس ثامن عشر شوال سنة ثمانمائة وثمانية بمكة، ونشأ بها، وسمع بها من العلماء والمحدثين في عصره من أهل مكة والواردين إليها، كابن حجر، وابن الجزري، وغيرهما، وحصل على إجازات من علماء عصره، وحدّث وسمع منه جماعة، وأجاز لقوم، ولي الحسبة بمكة شريكًا لأخيه إسماعيل، ثم استقلّ بها بعد موت أخيه، وكان صارمًا في حسبته ذا همة عالية وسماح، مات في ضحى يوم الأربعاء مستهل صفر، سنة ثمانمائة وست وستين بمكة، ودفن بالمعلاة.
  40. أحمد بن عبد القادر بن أبي القاسم بن أبي العباس: أحمد بن محمد بن عبد المعطي الأنصاري المكي المالكي، القاضي شهاب الدين، أبو العباس، ولد في ضحى يوم الأحد ثاني عشر جمادى الأولى سنة ثمانمائة وأربع وأربعين بمكة، ونشأ بها، وحفظ القرآن، وصلى به التراويح بالمسجد الحرام، وحفظ متونًا في الحديث، والأصول، والنحو، وحضر عند العلماء في صغره، وسمع الحديث من شيوخ مكة، واشتغل بالعلم، وتصدر بالمسجد الحرام في الفقه والعربية والحديث، وناب في القضاء، ومات في آخر يوم الثلاثاء خامس عشر ربيع الأول سنة ثمانمائة وسبع وستين، وصلي عليه صبح اليوم التالي، ودفن بالمعلاة.
  41. عبد الرحيم بن إبراهيم بن محمد بن عبد الرحيم اللخمي الأميوطي المكي الشافعي، زين الدين، ولد في يوم الاثنين ثاني شعبان سنة سبعمائة وثمان وسبعين بمكة ونشأ بها، وسمع على جماعة من المحدثين بمكة والقاهرة، وحصل على إجازات، وعانى الشهادة، وتكسّب بها مدة، وحدّث بغالب مسموعاته مرات، وكان صبورًا على الإسماع، عفيفًا، منجمعًا عن الناس، قانعًا باليسير، كثير التودد، مات بعد صلاة العصر من يوم الثلاثاء سابع عشري شعبان سنة ثمانمائة وسبع وستين بمكة، ودفن بالمعلاة.
  42. ظهيرة بن محمد بن محمد بن محمد ابن ظهيرة القرشي المخزومي المكي المالكي، قاضي القضاة، ظهير الدين، ولد في آخر يوم الأربعاء ثالث ذي الحجة سنة ثمانمائة وإحدى وأربعين بمكة ونشأ بها، وحفظ القرآن العظيم، وصلّى به التراويح في المسجد الحرام، وحفظ متونًا في الحديث والفقه والأصول والنحو، وسمع من المحدثين بمكة، وحصل على إجازات من علماء مكة، والقاهرة، والمدينة، وحلب، وتفقه، وبرع في الفقه والعربية، ولي قضاء مكة، ثم سأل الإعفاء منه فأجيب، وكان ديِّنًا، متصوِّنًا، عفيفًا، مات في عشاء ليلة الأحد ثامن ذي الحجة سنة ثمانمائة وثمان وستين بمكة، ودفن بالمعلاة.
  43. محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن فهد القرشي الهاشمي العلوي المكي الشافعي، العلامة الحافظ، تقي الدين أبو الفضل: ولد في عشية يوم الثلاثاء خامس شهر ربيع الآخر سنة سبعمائة وسبع وثمانين بأصفون الجبلين من صعيد مصر الأعلى، بالقرب من إسنا، لأن والده كان سافر هناك لمآثر موقوفة على والدته، ثم عاد إلى مكة مع أبنائه سنة سبعمائة وثلاث وتسعين، فحفظ صاحب الترجمة القرآن، ومتونًا علمية، وطلب علم الحديث على شيوخ مكة والقادمين إليها، وأخذ عن علماء المدينة، ورحل إلى اليمن فسمع من العلماء بها، وأجاز له علماء من القاهرة والإسكندرية وبيت المقدس، والخليل، ودمشق، وحلب، وحمص، وحماة، وغيرها من البلاد، ولازم الشيخ جمال الدين ابن ظهيرة، والشيخ خليل بن محمد الأقفهسي، وتفقّه عليهما، وتخرج بهما، وخرّج لجماعة من شيوخه، وألّف كتبًا، وبرع في علم الحديث متناً وإسنادًا، ومن مؤلفاته: النور الباهر الساطع من سيرة ذي البرهان القاطع، صلى الله عليه وسلم، ونهاية التقريب وتكميل التهذيب بالتذهيب، جمع فيه بين تهذيب الكمال للمزي، وزيادات الذهبي، وكتاب التذهيب، وزيادات ابن حجر في تهذيب التهذيب، وجعله في ثلاثة عشر مجلدًا، قرض عليه جماعة من العلماء، وكان سريع المبادرة، سريع الرجوع، سليم الباطن، اقتنى كتبًا حسانًا، سمحًا في العارية بكتبه لأهل بلده، وأوقف كتبه على أولاده الذكور وأولادهم لتستمر العارية على عادتها، ويحصل له الثواب والأجر، وله مناقب وفضائل كثيرة، ومات في صبح يوم السبت سابع ربيع الأول سنة ثمانمائة وإحدى وسبعين بمكة، ودفن بمقبرة أهله.
  44. أحمد بن محمد بن عبد الله بن داود القليوبي الأصل، القاهري المولد، المكي المنشأ، الشافعي، المعروف بابن – خبطة - ، ولد في سنة ثمانمائة وسبع وعشرين بالمدرسة الكاملية بالقاهرة، وقبل إكماله السنة الأولى انتقل أبوه إلى مكة، فنشأ صاحب الترجمة بها، وحفظ القرآن، وصلى به التراويح في المسجد الحرام، وحفظ متونًا في القراءات والفقه والأصول والنحو، وقرأ على علماء مكة، ودخل القاهرة فسمع من علمائها، وتلا القرآن بالقراءات، وحضر دروس العلماء ومجالسهم في سائر الفنون، وكان له تولّع بفن الأدب، وتدرب في التوقيع والإسجالات على القاضي أبي السعادات، وبرع في ذلك، وأنشأ الخطب، ونظم الشعر الحسن، وناب في قضاء جدة وخطابتها، وكان ذا شكالة حسنة، وبزّة جميلة، ومكارم أخلاق، ونزاهة، ومات على خير وعبادة في مغرب ليلة الاثنين ثاني عشر ذي القعدة سنة ثمانمائة وإحدى وسبعين، وصلي عليه صبح اليوم التالي، ودفن بالمعلاة.
  45. عبد الأول بن محمد بن إبراهيم بن أحمد المرشدي المكي الحنفي، العلامة سديد الدين أبو الوقت، ولد في يوم الأربعاء سادس عشر شعبان سنة ثمانمائة وسبع عشرة بمكة ونشأ بها، وحفظ القرآن وبعض المتون العلمية، وتلا بالقراءات، وتفقّه على جماعة من الفقهاء، ودرس الأصول والعربية، وارتحل إلى القاهرة فسمع من ابن حجر العسقلاني وغيره، وأجاز له جماعة من العلماء من مكة، والقاهرة، والإسكندرية، ودمشق، وأذن له بالإفتاء والتدريس، فدرّس يسيرًا، وكان فيه انجماع عن الناس، فصيح العبارة، قوي المباحثة، غاية في الذكاء، سافر إلى المدينة، ثم إلى الشام، فقدِّرت وفاته هناك في يوم الخميس رابع عشر ربيع الأول سنة ثمانمائة واثنتين وسبعين.
  46. محمد بن محمد بن أحمد بن محمد الهاشمي العقيلي النويري المكي الشافعي الخطيب، كمال الدين، أبو الفضل، ولد ليلة الخامس من ربيع الآخر سنة ثمانمائة وسبع وعشرين بمكة، وذلك بعد موت والده، فكفله أخوه أبو القاسم، وحفظ القرآن ومتونًا علمية، وسمع من جماعة من العلماء، وحصل على إجازات من الشيوخ بمكة، وبيت المقدس، ودمشق، والقاهرة، واشتغل بطلب العلم، ورحل، وأُذن له في الإفتاء والتدريس، فدرّس وأفتى ووعظ بمكة والقاهرة، وولي التدريس بالمدرسة الأفضلية بمكة، وحصل له أمر مع قاضي مكة فاضطر إلى الهجرة، فهاجر إلى القاهرة وسكنها، وكان إمامًا، فصيحًا، ذكيًا، بهجًا، رئيسًا، وجيهًا عند الخاص والعام، متحبِّبًا إلى الناس، مات مطعونًا ضحى يوم الخميس، ثالث عشري رمضان، سنة ثمانمائة وثلاث وسبعين بالقاهرة، ودفن بالقرافة.
  47. محمد بن علي بن محمد بن عمر الفاكهي، قطب الدين، أبو الخير: ولد في تاسع عشري جمادى الآخرة، سنة ثمانمائة وست عشرة بمكة، ونشأ بها، وحفظ القرآن وبعض المتون، وسمع من جماعة من العلماء بمكة، ورحل إلى القاهرة وسمع من علمائها، وعاد لمكة ودرّس بها يسيرًا لمن قصده، وكان فاضلاً، خيّرًا، ينكر كثيرًا، مع انجماعه عن غالب الناس، ومات قرب العصر، يوم الأربعاء تاسع شهر رمضان سنة ثمانمائة وست وسبعين بمكة، ودفن بالمعلاة.
  48. محمد بن المرجاني: محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف الأنصاري المكي الشافعي، القاضي كمال الدين، أبو الفضل:  ولد في يوم الجمعة عاشر ذي الحجة، سنة سبعمائة وست وتسعين بمنى، وأحضره والده في صغره مجالس السماع، ثم سمع من علماء مكة، وأجازوه، وأجازه علماء من الشام ومصر، وتفقّه، وولي تدريس المدرسة المنصورية بمكة، وناب في القضاء بمدينة جدة، ثم ناب في قضاء مكة، ثم تولى القضاء بها، ودخل القاهرة ودمشق، وحدّث، وسمع منه جماعة، مات ظهر يوم الجمعة خامس عشر ذي القعدة، سنة ثمانمائة وست وسبعين، ودفن بالمعلاة بعد العصر من يوم وفاته.
  49. عبد القادر بن أبي القاسم بن أحمد بن محمد الأنصاري السعدي العبّادي المالكي، الإمام العلامة، قاضي القضاة، محيي الدين، أبو المفاخر:  ولد في ثاني ربيع الآخر سنة ثمانمائة وأربع عشرة بمكة، ونشأ بها مكبًّا على طلب العلم، فحفظ القرآن، ومتونًا علمية، وسمع الحديث من جماعة من المحدثين بمكة، ولازم الشيخ تقي الدين الفاسي، وانتفع بمجالسته، ولازم كثيرًا من العلماء المجاورين بمكة، وأجاز له العلماء من دمشق، والقاهرة، وبيت المقدس، والإسكندرية، إضافة إلى علماء مكة والمدينة، وتفقه بجماعة من الفقهاء، وأجازوه بالتدريس، وناب  عن والده في تدريس المدرسة البنجالية، وولي قضاء المالكية بمكة المشرفة، وكان أحيانًا يعزل ثم يعاد إلى منصبه، وفقد بصره فصبر واحتسب، وله مؤلفات منها: شرح التسهيل ولم يكمله، وحاشية على شرح ألفية ابن مالك لابن المصنف، وحاشية على شرح الألفية أيضًا لابن هشام وغيرها، وتصدّى للإفتاء والتدريس، فانتفع به الفضلاء، وكان كثير العبادة، محبًّا لأهل العلم، راغبًا في مجالستهم مع التواضع لهم، كثير الاستحضار للتراجم، وكان منفردًا بمعرفة مذهب مالك بالحجاز، وكانت وفاته في ظهر يوم الخميس مستهل شعبان سنة ثمانمائة وثمانين بمكة، ودفن بالمعلاة.
  50. علي بن محمد الأكبر بن علي بن محمد بن عمر الفاكهاني المكي الشافعي نورالدين:  ولد في ذي الحجة سنة ثمانمائة وست وثلاثين بمكة المشرفة وحفظ القرآن العظيم ومتونًا علمية، وعرضها على علماء مكة، وسمع الحديث، ورحل إلى القاهرة ودمشق، وسمع من العلماء بهما، وحصل على إجازات، واشتغل بالعلم، ولازم بعض الشيوخ كثيرًا، وأجازه كثيرون بالإفتاء والتدريس في فنون مختلفة، ودرس بمكة والمدينة، وناظر وباحث، ونظم ونثر، وصنّف شرحًا للآجرومية، وكان عالمًا ذكيًا، معيلاً مقلاً، مات في مغرب ليلة الأربعاء خامس رمضان سنة ثمانمائة وثمانين بمكة، ودفن بالمعلاة صبح يوم الأربعاء.
  51. محمد بن محمد بن أحمد بن الضياء محمد بن محمد بن سعيد القرشي العدوي العمري المكي الحنفي، الشهير بابن الضياء، قاضي القضاة، جمال الدين، أبوالنجا: ولد في يوم الاثنين سادس صفر، سنة ثمانمائة وتسع وعشرين بمكة، ونشأ بها، وحفظ القرآن، ومتونًا في القراءات والعقائد والأصول والفقه وغيرها، وحضر في صغره على العلماء، وسمع الحديث، وأجاز له جماعة من العلماء بالقاهرة، ودمشق، وبيت المقدس، بالإضافة إلى علماء مكة والمدينة، ودخل مصر مرارًا فسمع من العلماء بها، وناب عن والده في القضاء، ثم استقلّ به بعد موت عمه، وتولى تدريس بعض الدرس بمكة، وكان عالمًا عارفًا بالأحكام، ساكنًا، متحببًا إلى الناس، وله تكميل على شرح والده على كنز الدقائق للنسفي في الفقه الحنفي، مات في صبح يوم الأحد ثالث عشر المحرم، سنة ثمانمائة وخمس وثمانين، ودفن بالمعلاة.
  52. أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكي الشافعي، قاضي القضاة محبّ الدين، أبو الطيِّب:  ولد في صفر سنة ثمانمائة وخمس وعشرين بمكة، ونشأ بها، وحفظ القرآن العظيم، وصلى به بالمسجد الحرام، وحفظ متونًا علمية، وحضر في صغره مجالس الحديث، ثم سمع من العلماء والمحدثين بمكة، والواردين إليها، وأجاز له العلماء من مكة والمدينة، والقاهرة، ودمشق، وبيت المقدس، وغيرها، وأذن له بالإفتاء والتدريس، ودرّس، وأفتى، وحدّث، وصنّف، وناب في قضاء مكة عن والده، ثم ولي القضاء بعد موت أبيه، ثم أضيف إليه نظر المسجد الحرام، ونظر بعض الأربطة بمكة، ثم عزل عن وظائفه كلها، وانجمع عن الناس، إلى أن مات في صبح يوم الخميس تاسع صفر، سنة ثمانمائة وخمس وثمانين بمكة، ودفن بالمعلاة.
  53. عمر بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن فهد الهاشمي المكي، نجم الدين، أبو القاسم، ولد في سحر ليلة الجمعة سلخ جمادى الآخرة سنة ثمانمائة واثنتي عشرة بمكة المشرفة ونشأ بها، وحفظ القرآن العظيم ومتونًا في الحديث والفقه والنحو وغيرها، وبكّر به والده فأحضره وأسمعه على مشايخ مكة والقادمين إليها، فسمع الكثير، وحضر المجالس العديدة، وسمع أيضًا بالمدينة، واستجاز له والده عدة من شيوخ الحرمين، والقدس، والقاهرة، ودمشق، وحلب، واليمن، وغيرها، وحبِّب إليه طلب الحديث فقرأ ببلده قليلاً، ثم رحل إلى القاهرة فسمع بها من جمع من الشيوخ، ولازم الحافظ ابن حجر كثيرًا، وسمع عليه الكثير، ورحل أيضًا إلى البلاد الشامية، فسمع بها من جماعة، ولازم الحافظ شمس الدين ابن ناصر الدين كثيرًا، وقرأ عليه الكثير، واستمرت رحلته قرابة الثلاث سنوات، ثم  عاد إلى بلده مكة فسمع بها أيضًا من جماعة، ثم عاد إلى القاهرة فأخذ عن بعض الشيوخ، وجمع معجمًا لشيوخه، ومعجمًا لوالده، وفهرسة له ولوالده، وكتب بخطه كثيرًا من الكتب والأجزاء، وعلق فوائد حديثيه وغيرها، وهو صاحب كتاب "الدر الكمين بذيل العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين"، وجمع تراجم ست بيوت من بيوت مكة، ورتّب أسماء تراجم الحلية، والمدارك، وتاريخ الأطباء، وطبقات الحنابلة لابن رجب، ورتب تذكرة الحفاظ للذهبي على حروف المعجم، وغيرها من المؤلفات، وكان ماهرًا في انتقاء وتحرير الأسانيد، وتراجم الشيوخ، استفاد منه الكثيرون، بل كان الحافظ ابن حجر يستفيد منه في ذلك، ونقل عنه في كتاب الإصابة في تمييز الصحابة، وكفى بذلك شرفًا لابن فهد، وقد جمع صاحب الترجمة إلى ذلك: التواضع، والإعراض عن الدنيا، وبذل نفسه وفوائده وكتبه، وإكرامه للغرباء والوافدين، ومحاسنه جمّة وكان بينه وبين الحافظ السخاوي مودّة وإخاء، وترافق عند بعض المشايخ، واستفاد منه السخاوي كثيرًا، ولم يزل النجم ابن فهد على سيرته مع ضعفه في آخر حياته، وضعف بصره إلى أن مات في وقت الزوال من يوم الجمعة سابع رمضان سنة ثمانمائة وخمس وثمانين، ودفن في المعلاة.
  54. علي بن محمد بن عيسى بن عمر بن عطيف، اليمني العدني، نزيل مكة، الشافعي: ولد سنة ثمانمائة واثنتي عشرة، وقرأ على والده بعض المتون، وأخذ عن بعض العلماء بعدن، ثم انتقل إلى مكة فاستوطنها، ولم يخرج منها إلا مرّة لزيارة والده، ومرّة لزيارة المدينة، ورحل أيضًا إلى مصر فأخذ الفقه عن الجلال المحلِّي وغيره، ودخل الشام فأخذ عن بعض العلماء، وكان متصدِّيًا لتدريس الفقه بمكة، وأخذ عنه جماعة، وكان يؤدِّب أولاد الخواجا الطاهر بدر الدين، وكان صاحب اليمن علي بن طاهر يكرمه، ووقعت له معه قضيّة، فطلب منه ابن طاهر التدريس في مدرسة بزبيد فوافق على ذلك، ولكنه سافر إلى مكة ليأخذ أهله، فدخل مكة وقد أصابته وعكة، استمرت به حتى مات في ليلة الاثنين رابع جمادى الأولى سنة ثمانمائة وست ثمانين بمكة، ودفن بالمعلاة.
  55. أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن فهد الهاشمي المكي الشافعي، أبو بكر:  ولد في يوم الخميس خامس عشر رمضان سنة ثمانمائة وتسعة بمكة ونشأ بها، وحفظ القرآن العظيم، ومتونًا في الحديث والفقه، والنحو، وأحضره  والده في صغره مجالس الحديث، فسمع من كثير من علماء مكة والوادرين إليها، وسمع بالمدينة أيضًا ، وله إجازات من شيوخ الحرمين، والقدس، والخليل، والقاهرة، ودمشق وزبيد، وغيرها من البلاد، وحدث وسمع منه جماعة، وكتب بخطه السريع كثيرًا من الكتب الكبار، كفتح الباري شرح البخاري لابن حجر العسقلاني، وتفسير القرآن لابن كثير، وتاريخ ابن الأثير، والعقد الثمين للتقي الفاسي، وكان كثير الإنفاق والمساعدة، مع سلامة الباطن، انكسرت إحدى ساقيه وهو متوجّه لصلاة الصبح بالمسجد الحرام، وجُبِّرت، فحلّ جبارتها، وتوفي بعد ذلك بسنة ونصف في ليلة الأربعاء سابع عشري ربيع الأول سنة ثمانمائة وتسعين بمكة، ودفن بالمعلاة، وهو شقيق النجم ابن فهد مؤلف الدر الكمين.
  56. أبو بكر بن محمد بن محمد بن أحمد الهاشمي العقيلي النويري المكي الشافعي، فخر الدين، ولد في سنة ثمانمائة وست وأربعين بمكة، ونشأ بها، وحفظ القرآن وصلى به التراويح بالمسجد الحرام، وحفظ متونًا علمية، وسمع من بعض المحدثين، وطلب العلم بمكة والقاهرة، حيث رحل إليها، وأخذ عن بعض العلماء بها، وأذن له، وسافر إلى الهند، ومنها رجع إلى عدن، وكان معه مال جزيل، فقُدِّرت وفاته بعدن في ليلة الأربعاء رابع عشري جمادى الأولى، سنة ثمانمائة وثلاث وتسعين، ووصل علمه لمكة في رمضان، وصلي عليه صلاة الغائب بالمسجد الحرام.
  57. محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن ظهيرة القرشي المخزومي المكي الشافعي: ولد سنة ثمانمائة وست وثلاثين بمكة، وحضر عند بعض الشيوخ في صغره كالمقريزي، والتقي ابن فهد، وأجاز له جماعة من العلماء بمصر، منهم: ابن حجر وبدر الدين العيني، وأجاز له علماء من المدينة، ودمشق، وحلب، وغيرها، واشتغل بالعلم، ودخل القاهرة غير مرّة ولقي بها العلماء، وكان له إلمام بالفرائض والحساب، وكان عنده نوع خفة وسكون وخير، وأصيب بحصر البول قبل موته بمدة، ثم مات ليلة الأربعاء، سابع عشر المحرم، سنة ثمانمائة وثلاث وتسعين بمكة، ودفن بالمعلاة.
  58. محمد بن محمد بن أحمد بن الضياء القرشي العمري العدوي المكي الحنفي غياث الدين، أبو الليث:  ولد يوم الخميس سادس عشري جمادى الآخرة، سنة ثمانمائة وسبع وأربعين بمكة، ونشأ بها، وحفظ القرآن العظيم، وحفظ متونًا في الحديث والنحو والأصول والفقه، وغيرها، وسمع من جماعة من العلماء، وأجازه المشايخ، ورحل إلى القاهرة فسمع من العلماء بها، واشتغل بالعلم، وأجازه العلماء بالتدريس فدرّس، وأقرأ الطلبة، وشارك في الفضائل، مات بعد وجعه بالصداع والحمّى والجدور، في ظهر يوم الجمعة ثاني عشري صفر، سنة ثمانمائة وخمس وتسعين بمكة، ودفن بالمعلاة.
  59. معمر بن يحيى بن أبي الخير: محمد بن عبد القوي المكي المالكي، سراج الدين: ولد في يوم الجمعة خامس عشري ذي القعدة سنة ثمانمائة وثمان وأربعين بمكة، ونشأ بها، وحفظ القرآن العظيم، ومتونًا علمية مختلفة، وحضر في صغره مجالس الحديث، وسمع من علماء مكة والواردين إليها، ورحل إلى القاهرة فسمع بها على جماعة، وسمع أيضًا بالمدينة النبوية، وأجاز له خلق، وأخذ الفقه، والنحو، والأصول وغيرها من العلوم، ودرّس بالمدينة وبمكة في الفقه، والنحو، والأصول، والمعاني، والبيان، ودرّس بحضور بعض مشايخه، فأعجبهم درسه، وقرّضوا له، وكان ذكيًا، فصيحًا، بليغًا، له نظم حسن، ونثر بديع، مات بمرض حاد في ظهر يوم الأحد ثاني صفر سنة ثمانمائة وسبع وتسعين بمكة، ودفن بالمعلاة.
  60. حسن بن محمد بن أبي بكر بن علي الأنصاري المكي، بدر الدين، الشهير بالمرجاني: ولد في ثامن ربيع الأول سنة ثمانمائة وأربع وعشرين، وحفظ القرآن ومتونًا علمية، وسمع على جماعة من الشيوخ بمكة، وحصل على إجازات، ودرس الفقه على جماعة، وأخذ العربية، والأصول، والحساب، والمعاني، وغيرها، وصنّف، ونظم، ودرّس بالمسجد الحرام، وحدّث، واستحكم عليه البلغم فلزم بيته، وصار في حكم المعدوم إلى أن مات في يوم الجمعة عاشر جمادى الأول سنة تسعمائة بمكة، ودفن بالمعلاة.
  1. محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكي الشافعي، قطب الدين أبو الخير:  ولد في عشاء ليلة الثلاثاء رابع عشر شعبان، سنة ثمانمائة وست وأربعين بمكة المشرفة، ونشأ بها، وحفظ القرآن، وصلى به التراويح بالمسجد الحرام، وحفظ بعض المتون العلمية، وسمع من جماعة من علماء مكة، وأجاز له علماء عصره من مكة والمدينة وبيت المقدس، ودمشق، والقاهرة، وغيرها، ورحل في طلب العلم إلى القاهرة، فأخذ عن العلماء، واستجازهم فأجازوه، وأذنوا له بالإفتاء والتدريس، ودرّس، وصنّف، ونظم، ونثر، وله شرح على الجزرية في التجويد، وعلى الآجرومية في النحو، وشروح أخرى لم يكتمل بعضها، توفي مطعونًا بمصر، في سادس شوال سنة تسعمائة وعشرة، ودفن بالقرافة.
  2. محمد بن عبد اللطيف بن أبي السرور: محمد بن عبد الرحمن الحسني الفاسي المكي المالكي، أبو الخير: ولد في ليلة من ليالي العشر الأخير من ذي الحجة سنة ثمانمائة وثلاث وأربعين بمكة، وأجازه جماعة من علماء عصره، من مكة، والمدينة، وحلب، وسافر مع والده إلى القاهرة، وبيت المقدس، وبلاد المغرب، ولقي بها جماعة من العلماء، وأخذ عنهم، وناب في قضاء المالكية بمكة، وكان هو وأخوه شركاء في إمامة مسجد الخيف، وسافر إلى بلاد الهند، فقدِّرت وفاته بها سنة تسعمائة وسبع عشرة.
  3. إبراهيم بن علي بن علوي : ولد بتريم من حضرموت سنة 901هـ ، و حفظ القرآن بتجويده، وحفظ الجزرية والشاطبية، واشتغل بعلم التجويد والقراءات والفقه والنحو، واجتهد في تحصيل هذه العلوم حتى حصّل طرفا صالحا منها، ثم رحل إلى عدن، ثم إلى زبيد، ولقي بعض العلماء فأخذ عنهم، ثم رحل إلى الحرمين فأخذ عن بعض العلماء بهما، وصار يقرىء القرآن بمكة، وقصده الناس للقراءة عليه لعلو سنده، وكان كريما زاهدا، ذا خلق حسن، واسع الرواية، وجيز العبارة في الدرس والإفتاء، وحصل له مرض وهو بجدة فطلب من أحد طلابه أن يستأجر له جملا إلى مكة، فسافر ووصل مكة في ليلة، فمات وهو داخل مكة في سنة 938هـ ، ودفن بالمعلاة. 
  4. جارالله محبّ الدين بن عزّ الدين بن نجم الدين عمر بن تقي الدين ابن فهد الهاشمي العلوي الشافعي المكي : ولد بمكة ليلة السبت لعشرين من رجب سنة 891هـ ، وأخذ العلم عن والده، ومحيي الدين الطبري ومحمد الجنيد، وغيرهم، و اشتغل بالعلم وقرأ على كثيرين، حتى فاق في الفضائل جميعها، وبهر في تأصيل المسائل وتفريعها، وألّف المؤلفات العديدة، منها: التحفة اللطيفة في بناء المسجد الحرام والكعبة الشريفة، وتحفة اللطائف في فضائل ابن عباس رضي الله عنه و وج والطائف، والقول المؤتلف في خمسة البيوت المنسوبين للشرف، وذيل على الضوء اللامع للسخاوي، وغيرها من المؤلفات والرسائل، وكانت وفاته بمكة ليلة الثلاثاء خامس عشر جمادى الآخرة سنة 954هـ. 
  5. عبد الله بن أحمد الفاكهي المكي الشافعي: ولد سنة 899هـ ، و كان من أكابر العلماء، مشاركا في جميع العلوم، له مصنفات مفيدة، منها: شرح الآجرومية، وشرح متممة الآجرومية للحطّاب، و رشرح قطر الندى لابن هشام، واستنبط حدودا للنحو، وهو شيء لم يسبق إلى مثله، ولم يكن له نظير في زمانه في علم النحو، حتى قيل: إنه سيبويه عصره، وكانت وفاته سنة 972هـ.
  6. أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي السعدي الأنصاري المكي، شيخ الإسلام، شهاب الدين أبوالعباس: ولد في رجب سنة 909هـ ، ومات أبوه وهو صغير، فكفله بعض الفضلاء، وحفظ القرآن في صغره، وأخذ عن الشيخ زكريا الأنصاري الشافعي، والشهاب الرملي، وعبد الحق السنباطي، وغيرهم، وقرأ الكثير، وحصل على إجازات كثيرة جدا، وقدم إلى مكة حاجا، وجاور بها، ثم عاد إلى مصر، ثم حج سنة 940هـ ، وأقام بمكة يؤلف ويفتي ويدرس إلى أن توفي، ومن مؤلفاته: شرح المنهاج للنووي، وشرح الإرشاد للمقري، وهذان في الفقه الشافعي، وشرح الأربعين النووية، والصواعق المحرقة على أهل البدع والضلال والزندقة، والزواجر عن اقتراف الكبائر، والإحكام في قواطع الإسلام، وفتاوى في الفقه، والفتاوى الحديثية، وغيرها، وكانت وفاته سنة 974هـ بمكة، ودفن بالمعلاة.
  7. عبد العزيز بن علي بن عبد العزيز البيضاوي الشيرازي الأصل المكي الشافعي الزمزمي ـ نسبة لبئر زمزم ـ العلّامة الشهير: ولد بمكة سنة 900هـ ، وأخذ العلم عن أكابر المحققين، و جدّ واجتهد حتى صار أحد الفضلاء، و كان من أعيان علماء مكة، وأكابرها ورؤساءها، وله قصيدتان في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، أجاد فيهما كل الإجادة، وله منظومة في التفسير، وشرح على مقامات الحريري، و كان شعره حسنا، وتوفي بمكة سنة 976هـ. 
  8. محمد بن أحمد بن علي الفاكهي المكي الحنبلي، أبو السعادات، العلامة الشهير: ولد سنة 923هـ ، وقرأ في المذاهب الأربعة، ومن شيوخه: الشيخ أبو الحسن البكري، وابن حجر الهيتمي، وآخرين من أهل مكة وحضرموت وزبيد يكثر عددهم، وأجازه شيوخه، ومقروءاته كثيرة لا تحصر، وحفظ متونا كثيرة، وقرأ القرآن بالسبع، ونظم ونثر وألف رسائل مفيدة، منها: رسالة في تفسير آية الكرسي، وشرح مختصر الأنوار في الفقه الشافعي، وغيرها من الرسائل، وكان جوادا كريما، شديد التواضع لأصحابه، دخل بلاد الهند، ثم عاد لمكة حاجّا، ثم رجع إلى الهند وأقام بها حتى مات بها في ليلة الجمعة حادي عشر جمادى الآخر سنة 982هـ.
  9. جار الله بن أمين الدين ابن ظَهيرة المخزومي المكي الحنفي: قرأ على الشيخ أحمد بن طولون، والشيخ محمد النجمي، وغيرهما، وتصدر للتدريس والفتوى، وكان فرد زمانه في العلم والفضل، لطيف الذات حسن العشرة، عظيم المروءة، محسنا متكرما متفضلا، وقُلِّد الإفتاء بمكة المكرمة، وله من المؤلفات: فتاوى، وتاريخ يسمى "الجامع اللطيف" ذكر فيه فضائل مكة ومآثرها، وتوفي ليلة الأحد ثالث عشر رمضان سنة 986هـ بمكة، وازدحم الناس في جنازته، وتأسّفوا عليه. 
  10. قطب الدين بن علاء الدين أحمد بن محمد النهروالي ثم المكي الحنفي، الشهير بالقطبي: العالم الفاضل المفتي، كان من الأعيان والفضلاء المشهورين، مجلّلا محترما، له شعر كثير حسن، والنهروالي نسبة إلى نهروالة من أعمال الهند، وكانت وفاته بمكة سنة 990هـ.
  11. محمد بن عبد الحق العقيلي المالكي المكي، العلّامة النحرير، كان من العلماء العاملين، أخذ العلم على الشيخ علي البسكري المالكي، وكان من أبرز تلامذته، واستفاد من صاحب الترجمة خلق كثير، وتوفي بمكة سنة 993هـ.
  1. علي بن سلطان محمد القاري الهروي ثم المكي الحنفي، نور الدين، علّامة زمانه ، وواحد عصره وأوانه، عالم البلد الحرام : قرأ ببلده، ثم رحل إلى مكة واستوطن بها ، وأخذ عن العلماء الكبار بها، كابن حجر الهيتمي، وأبي الحسن البكري، وقطب الدين المكي، وغيرهم، واشتهر ذكره، وطار صيته، ومصنفاته كثيرة جدا، منها : تفسير في أربع مجلدات، وشرح الشفاء للقاضي عياض، وشرح الأربعين النووية، وشرح النخبة في المصطلح لابن حجر العسقلاني، وشرح مشكاة المصابيح ـ وهو أكبرها و أجلها ـ  وشرح ثلاثيات البخاري، وشرح النقاية في الفقه الحنفي، وغير ذلك من الشروح و الرسائل الكثيرة في المسائل العديدة، وكلها متداولة منتفع بها، وكان له خط من عجائب الدنيا، يكتب في كل عام مصحفا ، و كان يأكل من عمل يده ، و لم يزل مشتغلا بالعلم والعمل حتى توفي سنة 1014هـ بمكة، ودفن بالمعلاة.
  2. عبد الملك بن جمال الدين بن صدر الدين بن عصام الدين: مولده بمكة سنة 978هـ، وأخذ العلم عن والده وجماعة من أعيان العلماء بمكة، وكان إماما في العربية، ملازما للإفتاء والتدريس، ومؤلفاته كثيرة، منها: شرح شذور الذهب، وشرح القطر، وكلاهما لابن هشام، وشرح الآجرومية، ورسالة في عوامل الإعراب، وتاريخ في حوادث مكة، وغير ذلك من المؤلفات الكثيرة، وتوفي بمكة سنة 1037هـ. 
  3. علوي بن حسين بن محمد العيدروس: ولد بتريم بحضرموت، وحفظ بها القرآن وجوده، واشتغل بالعلم، ولازم الشيوخ الكبار وأخذ عنهم، وحجّ، ودخل المدينة، ثم عاد إلى مكة واستوطنها، ولازم دروس العلماء بها، وكان مجتهدا في العبادة ونشر العلم، يصدع بالحق، ويسطو عل الفسقة، متجردا عن الدنيا، قانعا بالكفاف، ولم يزل على ذلك حتى توفي سنة 1055هـ بمكة، ودفن بالمعلاة.
  4. محمد علي بن علّان بن إبراهيم الصدِّيقي المكي، حافظ عصره، وإمام وقته : ولد في حدود التسعمائة والثمانين، ونشأ فقيرا، ورغب في طلب العلم من سن التمييز، فأدرك جماعة من علماء القرن العاشر، وأخذ عنهم، ولازم عمه أحمد ابن علّان، وحضر دروس الواردين إلى مكة، وحصل على إجازات، ولم يزل يشتغل حت اشتهر وارتفع صيته، وولع بالتأليف، فصنّف أكثر من أربعمائة مؤلف، ما بين مطول ومختصر، وكان يعقد مجالس الإملاء في الحديث وغيره، فكان يورد كلام الشراح على الحديث من حفظه بما يبهر عقول السامعين، وكان قوي الاستحضار للمسائل، فربما مرّ في السوق فتعرض عليه المسائل فيكتب فيها وهو ماشٍ، ووسِّع له في رزقه في أواخر عمره، ومن أشهر مؤلفاته : تفسير في أربع مجلدات، وشرح رياض الصالحين والأذكار للنووي، وشرح أخلاق النبي صلى الله عليه و سلم، و غيرها من المؤلفات، ولم يزل مشتغلا بالعلم تدريسا وتأليفا حتى توفي سنة 1058هـ ودفن بالمعلاة. 
  5. رضي الدين بن عبد الرحمن بن الشيخ أحمد بن محمد ابن حجر الهيتمي السعدي المكي الشافعي، أحد أفاضل المكيين ووجوه الشافعية:  ولد بمكة عام 1010هـ، وأخذ العلم عن والده وبعض علماء مكة، وبرع في العلوم الشرعية، واشتهر بعظم التقوى والشدة في الدين، وله مؤلفات، منها : حاشية على تحفة المحتاج في الفقه الشافعي، واختصر " أسنى المطالب في صلة الأقارب " و " الفتح المبين في شرح الأربعين " ، وكانت وفاته بمكة سنة 1071هـ. 
  6. علي بن أبي بكر بن علي بن أبي بكر المصري، المعروف بعلي الجمال : ولد بمكة سنة 1002هـ ، ومات والده وهو صغير، فتولى تربيته الشيخ أبو الفرج الزين الشافعي، فكان يلزمه بالاشتغال قراءة ومطالعة، وحفظ الكتب، ودرس على جماعة من الشيوخ بمكة، وأجازوا له، وكان يلازم التدريس و التأليف، وكان ذا همّة عالية، يقرأ في مجلسه في الفقه الشافعي في أعظم الكتب المؤلفة فيه وهو التحفة لابن حجر الهيتمي، وكان لا يترك التدريس حتى في مرضه، وصنّف تصانيفا كثيرة، منها : شرح فرائض المنهاج، و" قرّة عين الرائض والتحفة في الحساب و الفرائض " ورسائل أخرى في الفرائض والحساب و غيرها، وكان قريب الدمعة، كثير الخشية، لا يتمالك نفسه إذا قرأ القرآن أو سمع شيئا من الرقائق، وكانت وفاته يوم الاثنين لثمان بقين من ربع الثاني سنة 1072هـ بمكة، ودفن بالمعلاة . 
  7. أحمد بن علي بن عبد الرحمن باقشير، الإمام العلامة: ولد بحضرموت، وحفظ القرآن بالتجويد، وحفظ متونا في النحو وغيره، ثم حج حجة الإسلام، وأخذ عن علماء مكة القراءات والفقه والفرائض والحساب، وكان الشيخ عبد الله باقشير يحبّه ويشير إليه، وإذا وردت مسألة مشكلة أمره أن يراجعها له و يحررها و يكتبها، وأذن له الشيوخ بالتدريس، فدرّس بالمسجد الحرام، و صنّف رسائل عدة، ونظم أرجوزة في الفرائض والحساب، ثم شرحها شرحًا مطولًا، وكان فردا في هذا العلم لاسيّما المناسخات، توفي يوم الخميس سابع عشر ربيع الثاني سنة 1075 هـ بمكة، ودفن بالمعلاة .
  8. عبد الله بن سعيد بن عبد الله باقشير الشافعي الحضرمي الأصل ثم المكي الفقيه المتفنن: ولد بمكة بعد الألف، ونشأ في تربية والده، وطلب العلم على علماء مكة، وأجازه جماعة منهم، ودرس بالمسجد الحرام، وتخرج به جماعة، وكان آية في تحقيق المسائل، وتدقيق العبارات، وله مؤلفات عديدة، واختصر بعض الكتب، وكان لطيف الأخلاق، جميل العشرة، كثير التودُّد للناس، قوي الهمة في الاشتغال للطلبة، وكانت وفاته بمكة في ربيع الأول سنة 1076هـ . 
  9. إبراهيم بن محمد باغريب الحضرمي الشافعي العالم العامل: ولد بجُدَّة، و مات أبوه وهو صغير، ثم رحل إلى الشِّحْر، ثم أتى مكة، وطلب العلم، ولزم الشيخ عبدالله باقشير، وتفقّه على يديه، وخلفه في دروسه بعد موته، و استفاد منه الطلاب، وكان ذا فهم حسن، له عناية بالفقه، بالإضافة إلى الزهد والورع، توفي بمكة في ثامن و عشرين ذي القعدة سنة 1080 هـ ، و دفن بالمعلاة.
  10. عبد الله فرُّوخ المكي الحنفي، مفتي مكة المكرمة: ولد بمكة ونشأ بها، و اشتغل بالعلم، فأخذ عن أجلّاء الشيوخ بمكة، واجتهد في طلب العلم، حتى كمل وفضل في العلوم النقلية والعقلية، ودرّس وأفتى في حياة والده، وبعد موت والده تولى منصب إفتاء مكة، وجعل الله له القبول عند العامة و الخاصة، وجمع في مدة الإفتاء فتاوى عرفت بفتاوى فرُّوخ، وتوفي بمكة سنة 1090هـ. 
  11. محمد بن أبي بكر بن أحمد ـ الشهير بالشلي ـ بن أبي بكر الحسيني التريمي ثم المكي الشافعي : ولد ببلدة تريم من حضرموت سنة 1030هـ ، و حفظ القرآن وجوّده، وحفظ بعض المتون العلمية، ودرس على جماعة من العلماء، وكان ملازما لبعضهم، ثم رحل إلى الهند، ولقي بها جماعة من العلماء، فأخذ عنهم، ثم رحل إلى الحرمين، فلازم العلماء بهما، وكان ملازما للشيخ عبد الله باقشير، واستفاد منه كثيرا، وأجازه شيوخه بالإفتاء والتدريس، فدرّس بالمسجد الحرام، وألف كتبا كثيرة، منها : شرح كبير على أوائل جمع الجوامع للسيوطي، وشرح على مختصر إيضاح المناسك، وعقد الجواهر و الدرر في تاريخ القرن الحادي عشر، وله أيضا رسائل عديدة في الميقات و غيره، وكانت وفاته بمكة ليلة الثلاثاء تاسع عشرين ذي الحجة سنة 1093هـ ودفن بالمعلاة.
  12. عبد الله بن محمد الطاهر بن محمد العباسي المكي: ولد بمكة سنة 1023هـ ، وحفظ القرآن العظيم، وأخذ العلم عن جماعة من العلماء، و كان يلازم بعض أهل العلم حتى اختص به، وسافر مع أحد شيوخه إلى اليمن فأخذ عن أكابر العلماء بها، وأجازه عامة شيوخه، وتصدّر للتدريس بالمسجد الحرام بأمر شيوخه، وأخذ عنه بعض الفضلاء، وكان بارعا في فنون العربية، ذا همة عالية و شيم مرضية، قطع عمره في الاشتغال بالعلم، وتوفي بمكة في الثاني عشر من شوال سنة 1095هـ ، ودفن بالمعلاة . 
  13. صادق بن أحمد بن محمد مير بادشاه، الحسيني الحنفي، الإمام المتفنن: ولد قبل الألف بسنة أو سنتين، ولازم خاله السيد عمر عبد الرحيم البصري، و قرأ عليه، وحضر دروسه إلى أن مات، وحضر أيضا دروس جماعة من علماء مكة، وحصل على إجازات، ودرس بالمسجد الحرام، وانتفع به جماعة، وتولى نيابة القضاء بمكة، ثم تولى الإفتاء، وله مؤلفات، منها: رسالة في عدم جواز الرمي خلف جمرة العقبة، ورسالة في حكم بيض صيد الحل إذا أدخل الحرم، ورسائل في الوقف، وغيرها، .توفي ضحى يوم الأحد سابع عشر شعبان سنة 1097هـ  ودفن بالمعلاة. 
  14. إبراهيم بن حسين بن أحمد بيري، مفتي مكة المكرمة، أحد أكابر فقهاء الحنفية : ولد بالمدينة المنورة في نيِّف وعشرين وألف، وأخذ العلم عن جملة من المشايخ، وأجازوه بالتدريس، وأجازه أيضا كثير من شيوخ الحنفية بمصر، واجتهد حتى صار فريد عصره في الفقه، وكان متبحرا في العلوم مع التحرِّي في نقل الأحكام، وله معرفة بالفرق، وأجاز لكثير من الشيوخ، وله مؤلفات ورسائل كثيرة تنيف على السبعين، منها: رسالة في جواز العمرة في أشهر الحج، والسيف المسلول في دفع الصدقة لآل الرسول، ورسالة في بيض الصيد إذا دخل الحرم، ورسالة في حكم قصر الصلاة في طريق جدة ، ورسالة في مشروعية العمرة للمكي في أشهر الحج، وغير ذلك من الرسائل . وتوفي يوم الأحد سادس عشر شوال سنة 1099 هـ ، ودفن بالمعلاة. 
  1. عبد الله بن حسن العفيف الكازروني بلدا، المكي مولدا، الحنفي مذهبا، أحد العلماء الكبار: ولد بمكة، ونشأ بها، واشتغل بالعلم على علمائها المشهورين، كوالده، والعلّامة حنيف الدين المرشدي، ولازمه حتى برع في العلوم، وله سعة إطلاع بفروع المذهب الحنفي وأصوله، وألف فيه التآليف النافعة، منها بغية الناسك، اختصره من لباب المناسك، وشرحه وسماه "أقرب المسالك"، و"التذكرة العفيفية في فقه الحنفية "، و"إشارة الرفاق في أحكام بيع الوفاق"، و"قرة عين الفقيه النحرير في مسائل الفراغ والتقرير"، ورسالة في حكم عمرة المكي سماها "القول المحكي"، وحاشية على تفسير البيضاوي، وغيرها من المؤلفات، ولا يعرف تاريخ ولادة المؤلف، ولا تاريخ وفاته، إلا أن الشيخ عبد الله مرداد ذكر أن صاحب الترجمة كان حيا سنة 1102هـ.
  2. عبد الله بن شمس الدين عتاقي زاده المكي الحنفي، مفتي مكة وقاضيها: ولد بمكة سنة 1045هـ ، ونشأ في حجر والده عتاقي زاده شيخ الحرم، ومن مشايخه: الشيخ عبد الله العفيف المكي، وتولى الإفتاء بمكة المشرفة بعد وفاة المفتي الشيخ عبد الله فرُّوخ المكي، وكان صاحب جاه وثروة عظيمة، وحوى كثيرا من الكتب التي لم يوجد عشرها عند غيره، وله فتاوى شهيرة بفتاوى عتاقي زاده، وتوفي بمكة في يوم السبت ثالث عشر ذي الحجة سنة 1108هـ ، ودفن بالمعلاة.
  3. عبد الملك بن حسين بن عبد الملك العصامي الشافعي المكي: ولد بمكة سنة 1049هـ  ونشأ بها، واشتغل بفنون العلم، وكان فاضلا نبيها، ذا مشاركة في العلوم، ومعرفة في الأدب والشعر، وله إنشاء لطيف جدا، وجدّ واجتهد للتدريس في المسجد الحرام مدة عمره، وله تاريخ في أبناء عصره وسماه "سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي" ، وله أيضا  كتاب "الأوابد والعوائد والفوائد والزوائد" يتعلق بفوائد القرآن، نفيس جدا، وكانت وفاته سنة 1111هـ بمكة.
  4. حسن بن علي بن يحيى العجيمي، أبوالبقاء المكي الحنفي، الإمام الكبير، شيخ الشيوخ، محدث الحجاز، الرُّحَلة الورع، الزاهد المسند القدوة: ولد بمكة ليلة العاشر من ربيع الأول سنة 1049هـ ، ومات والده وهو صغير، فقامت بتربيته أمه، فحفظ القرآن وهو في التاسعة من عمره، ثم ماتت أمه، فكفله أخوه لأبيه، ثم رغب في طلب العلم، فقرأ شيئا من القرآن برواية قالون عن نافع، وأخذ التجويد، والفقه، والحديث، والتفسير، والأصول، والنحو، وغيرها من العلوم عن الشيخ عيسى الثعالبي المغربي، ولازمه خمس عشرة سنة، وقرأ الكثير من الكتب، وأخذ أيضا عن شيوخ كثيرين، منهم: الشيخ عبد الله باقشير، والعلامة محمد البابلي، والشيخ عبد الرحمن بن حسن الكردي، والشيخ علي بن الجمال،وغيرهم كثير، وكلهم أجازوه، كما أجازه شيوخ آخرون من بلدان مختلفة، ثم بدأ بالتدريس لما أمره شيوخه بذلك، فدرّس في حياة بعض شيوخه، لكنه كان يدرّس في بيته تأدبا مع شيوخه، ثم درس بالمسجد الحرام، فجلس الناس عنده، وانتفعوا به، وأقرأ فنونا كثيرة، وألف رسائل وكتابات لم يبيضها، فاعتنى بتبييض غالبها سبطه المفتي عبد القادر بن أبي بكر الصدِّيقي، ومن تلك الرسائل والكتب: حاشية على الأشباه والنظائر، و"السيف المسلول في جهاد أعداء الرسول"، و"النفح المسكي في عمرة المكي"، و"خبايا الزوايا" ترجم فيه مشايخه، ومن اجتمع به، ورسالة في الفرائض، ورسالة في المناسخات، وغير ذلك، وهو أحد الشيوخ الثلاثة الذين ينتهي إليهم غالب أسانيد من بعدهم من العلماء في الحجاز واليمن ومصر والشام، وغيرها من البلدان، وثانيهم: الشيخ عبد الله بن سالم البصري، وثالثهم: الشيخ أحمد النخلي المكي، لكن الشيخ حسن توجد له أسانيد أعلى من الآخرين، وقد توفي رحمه الله سنة 1113هـ بالطائف.
  5. سعيد بن محمد بن محمد المنوفي الشافعي المكي، مفتي الشافعية بالديار الحرمية: ولد بمكة المشرفة، ونشأ بها، وقرأ على والده، والعلّامة عبد الله العباسي، والشلي، وغيرهم من العلماء الكبار، وأفتى، ودرّس، وأفاد، وكان حافظا للمذهب، محدثا نقادا، يكاد يتوقد ذكاؤه، توفي بمكة في نيف وعشرين ومائة وألف. 
  6. محمد بن عمر بن سالم بن أحمد بن شيخان الشافعي المكي، باعلوي الحسيني: ولد بأم القرى في الثاني عشر من محرم سنة 1051هـ ، وأخذ عن بعض العلماء بمكة، ولازم الشيخ العلّامة علي بن الجمال، وحضر دروس الشيخ محمد الشلي في الفقه والحديث، وأخذ عن الشيخ محمد بن سليمان عدة علوم، وأجازه بجميع مروياته، وله باع طويل في الأدب والعربية، وتوفي ليلة الجمعة ثامن شهر ربيع الثاني سنة 1122هـ بمكة. 
  7. ضياء الدين: مصطفى بن فتح الله الحموي الأصل، المصري المولد، الدمشقي المنشأ، نزيل مكة، الشافعي: مولده مصر، ومرباه دمشق، وأكثر إقامته بمجاورة بيت الله الحرام، أشغل أوقاته بتحصيل الأخبار، وقرأ بدمشق عمن بها من الفضلاء، ثم رحل إلى مكة، وجعلها دار إقامته، وأخذ عن علمائها، كالشيخ حسن عجيمي، والشيخ أحمد النخلي، وغيرهما، وله التاريخ الحافل الذي سماه "فوائد الارتحال ونتائج السفر في تراجم فضلاء القرن الحادي عشر" في ثلاث مجلدات، وكانت وفاته بمكة سنة 1123هـ.
  8. عبد الله بن محمد بن سالم البصري الشافعي المكي، عمدة المحققين، وخاتمة المحدثين: ولد يوم الأربعاء رابع شعبان سنة 1049هـ بمكة المشرفة، ونشأ بالبصرة، فلذا قيل له البصري، ثم رجع إلى مكة، وقرأ في المسجد الحرام عدة كتب، وأخذ عن جماعة من الشيوخ، منهم: العلامة محمد البابلي، وهو أكثر من أخذ عنه، والعلامة عبد العزيز الزمزمي، والعلامة إبراهيم بن حسن الكردي، وغيرهم من الشيوخ، وجمع في علم الحديث  بين الرواية والدراية، وقام بتصحيح الكتب الستة، حتى صارت نسخه هي المرجع إليها من جميع الأقطار، وأعظمها صحيح البخاري، وجمع مسند الإمام أحمد بعد أن فرقته الأيدي، وقام بتصحيحه أيضا، ودرّس بالمسجد الحرام، وأقرأ الطلاب، وأخذ عنه الكثيرون من أهل الحرمين، والشام، والمشرق، واليمن، ومن تآليفه: شرح على صحيح البخاري، ولكنه لم يكمله، ورسائل في ختم الكتب الستة والموطأ، ورسالة الأوائل، وكانت وفاته في رابع رجب سنة 1134هـ بمكة، ودفن بالمعلاة.
  9. أبو بكر بن أحمد بن ظَهيرة الحنبلي المكي، مفتي الحنابلة بمكة: أخذ العلم عن جماعة من علماء البلد الحرام، كالشيخ حسن العجيمي، والشيخ عبد الله بن طرفة، والشيخ عبد الله بن سالم البصري، وأجازوه إجازة عامة مطلقة، وأذنوا له بالتدريس، فدرّس، وأفاد، وتولى منصب إفتاء الحنابلة، فأفتى وأجاد، واجتهد في العبادة، ولازم الورع والزهادة، ولم يزل على ذلك حتى توفي، وكانت وفاته بمكة سنة 1138 أو 1139هـ بمكة.
  10. عفيف الدين بن عبد الله بن أحمد بن محمد القطان المكي المالكي: ولد بمكة، ونشأ بها، وقرأ القرآن على علماء مكة الأجلاء، ولازم والده، وانتفع به، وبرع وتفنن، ودرّس بالمسجد الحرام، واستفاد منه الكثيرون، وكان من علماء مكة الأعيان، وصلحاء أبناء الزمان، وكانت وفاته بمكة في حدود سنة 1150هـ بمكة، ودفن بالمعلاة.
  11. محمد عقيلة بن أحمد بن سعيد المكي الحنفي: ولد بمكة، ونشأ بها، وأخذ في طلب العلم، فأخذ عن العلّامة عبد الله بن سالم البصري، و الشيخ أحمد النخلي، والشيخ حسن العُجيمي، وتاج الدين الدهان، وغيرهم، وكان عالما محدثا على جانب عظيم من العلم، مع الفقه والتقوى والزهد والورع، ورحل إلى الشام والروم والعراق، وأخذ عنه خلائق لا يحصون، وانتفعوا به ، وله مؤلفات، منها: "الفوائد الجليلة" في مسلسلاته، و"المواهب الجزيلة في مرويات الفقير محمد بن أحمد بن عقيلة"، و"عقد الجواهر في سلاسل الأكابر"، و "الزيادة والإحسان في علوم القرآن" ، و"السر الأسرى في معنى سبحان الذي أسرى"، وغيرها من الرسائل والكتب، كانت وفاته بمكة سنة 1150هـ.
  12. محمد بن حسن العُجيمي الحنفي المكي: ولد بمكة ونشأ بها، وأخذ العلوم عمّن بها من العلماء الأعلام، منهم: والده، حتى صار يشار إليه بالبنان، وأجيز بالتدريس، فقام مقام أبيه بعده، وله رسائل، منها: رسالة تتعلق ببيان الصف الأول بالمسجد الحرام مسماة بـ"قطع الجدال"، وكانت وفاته في ثامن ربيع الأول سنة 1156هـ بمكة، ودفن بالمعلاة.
  13. عبد الرحمن بن حسن الفتني المكي الحنفي، العالم المحقق: ولد بمكة، واشتغل بطلب العلوم على علمائها الأجلاء الأماثل، وأخذ عن تاج الدين الدهان، وتاج الدين القلعي، ودرس بالمسجد الحرام، وأخذ عنه وانتفع بعلمه كثير من الأفاضل، كالعلامة الشيخ طاهر سنبل، والشيخ صالح مرداد، وغيرهم، وتوفي بمكة سنة 1162هـ.
  14. محمد سعيد بن محمد سنبل الشافعي المكي، الشهير بالفقيه، إمام المحدثين ببلد الله الأمين، وشيخ الحجاز في زمانه، المتقدم على أقرانه، كان محدثا فقيها، أوحد العلماء علما، وأكمل الفضلاء فهما، متقنا في سائر مذاهب الأئمة الأربعة، ماهرا ضابطا في علم الحديث، رحل إليه للأخذ عنه العلماء الأجلاء، أخذ عن الشيخ عيد النمرسي تلميذ الشيخ عبد الله البصري، والشيخ محمد أبوطاهر المدني ابن العلامة إبراهيم الكردي الكوراني، وغيرهم، وله رسالة في أوائل الحديث شهيرة بـ"أوائل سنبل" عليها العمل والمعوَّل بالحرمين وغيرهما، وتوفي بالطائف سنة 1175هـ.
  15. يحيى بن محمد صالح الحباب المكي الحنفي، شيخ القرّاء بمكة: ولد بمكة، ونشأ بها، وطلب العلم على مشايخ وقته، حتى برع في سائر العلوم، ودرّس بالمسجد الحرام، وانتفع به أعيان أهل مكة، كالشيخ طاهر سنبل، والمفتي عبد الملك القلعي، وروى عن المحدث الكبير المسند حسن عُجيمي، وكان مشهورا بلطائف التحريرات والتقريرات، خصوصا في الفقه والقراءات، و وُلِّي شيخًا على القرّاء بمكة، وله حاشية بديعة على شرح منسك اللباب للملا علي القاري، وكان صاحب الترجمة موجودا في سنة 1178هـ ، ولا تعرف وفاته بالتحديد.
  16. محمد بن عبد الرحمن بن عبد القادر الحنفي المكي: ولد بمكة، ونشأ بها، واشتغل بالعلوم على جماعة من شيوخها، وتفقّه على عمّه العلامة علي، وكان عالما فاضلا أديبا كاملا، قام بتجريد فتاوى جده الشيخ عبد القادر المفتي في مجلدين ضخمين، وسماها "التحفة المكيّة والنفحة المسكيّة"، وكانت وفاته بمكة في نيِّف وتسعين ومائة وألف، ودفن بالمعلاة.
  17. عبد القادر بن يحيى بن عبد القادر بن أبي بكر الصدِّيقي المكي الحنفي، العالم الفقيه المفتي: ولد بمكة، وقرأ العلوم على جماعة من شيوخها، ولازم عمّه العلّامة المفتي علي، وتفقّه عليه، واستفاد منه، وصار أمين الفتوى عنده، ثم تقلّد الفتوى بعد وفاة عمّه المذكور، وقام بذلك أحسن قيام، وكان محمود السيرة والسريرة لدى سائر الأنام، وهو سبط الشيخ حسن عُجيمي، وقد جرّد له تآليف عديدة من الهوامش التي كان يكتبها بخطه ويعلقها على الكتب، وكانت وفاة الشيخ عبد القادر سنة 1191هـ  بمكة، ودفن بالمعلاة.
  18. تاج الدين بن أحمد بن إبراهيم الدهان المكي الحنفي، أحد الأئمة الأعيان الأعلام، المدرِّس بالمسجد الحرام، كان إماما في الفقه في عصره، قرأ بمكة على شيوخ عصره، وأجازوه، وشهدوا له بالفضل، ولازم الشيخ حسن عُجيمي، وتلقى عنه علوما كثيرة، وبه تخرّج، وتصدّر للإقراء، بالمسجد الحرام، وانتفع به خلق كثير، وله رسالة في القنوت في الفجر وغيرها من باقي الأوقات عند حدوث النازلات، ورسالة في الاستخارة، ورسالة في منع القصر في طريق جدة، وغير ذلك، وما زال مشتغلا بالعبادة والإفادة حتى توفي ، وهو من علماء القرن الثاني عشر.
  1. محمد بن محمد سعيد سنبل الحنفي المكي، العالم الفقيه: ولد بمكة، ونشأ بها، وقرأ على جماعة، منهم: والده، والعلامة يحيى الحبابي، والعلّامة عارف جمال، والعلّامة الشيخ عبد الرحمن الفتني المكي، ودرّس بالمسجد الحرام، وأفاد الأنام، وتوفي بمكة في خمس من ذي الحجة سنة 1216هـ ، ودفن بالمعلاة.
  2. طاهر بن محمد سعيد بن محمد سنبل المكي الحنفي: ولد بمكة المكرمة، ونشأ بها، وقرأ العلوم على جملة من المشايخ العظام، وأكثر أخذه عن والده، ولم يكن له نظير في علم الفقه بمكة في زمانه، وطار ذكره، وبعد صيته، ودرّس وأفاد، وانتفع به العباد، حتى تخرّج على يده مشايخ أجلّة، كالمسند الشيخ عمر بن عبد رب الرسول، والعلّامة السيد ياسين الميرغني، والعلّامة الشيخ عبد الحفيظ عُجيمي مفتي مكة، وله مؤلفات عديدة، منها: "النفحة القدسية شرح المنظومة النسفية"، وحاشية على مناسك الدر المختار، وحاشية على شرح الشنشوري، و"العقد الوضّاح في شروط عقود النكاح"، و"القول التام في حكم صلاة بعض الرجال خلف النساء بالمسجد الحرام"، و"قطع النزاع والجدال عن الخوض في هلال شوال"، وغير ذلك من الرسائل والشروح، والحواشي، ولم تزل الإفادة دأبه إلى أن توفاه الله في سنة 1218هـ بمكة.
  3. محمد بن علي التونسي الحنفي المكي: ولد بمكة، ونشأ بها، و جدّ واجتهد في طلب العلم، وأخذ عن العلّامة عبد الرحمن بن حسن الفتني الحنفي، والشيخ عارف جمال الحنفي، ومفتي مكة الشيخ علي الصدِّيقي، وغيرهم، وبرع وتفنّن في العلوم العقلية والنقلية، وكان إليه المنتهى في الحذق والذكاء وقوة الاستحضار، وله رسالة في الوقف، أجاب فيها عن سؤال عرض عليه فيها، وتوفي بمكة في بضع عشرة ومائتين وألف. 
  4. أسعد بن أحمد بن يحيى الحبّاب المكي الحنفي: ولد بمكة، ونشأ بها، واشتغل بالأخذ والقراءة على أجلّاء علماء مكة، حتى برع ومهر، وأجاز له شيوخه بالإفتاء والتدريس، فدرّس بمكة، وكان من مشاهير فقهاء وقته، إماما في التحقيق، له تعليقات على بعض الكتب، ولم يزل مشتغلا بالعلم والعبادة إلى أن توفي بمكة في عام 1230هـ.
  5. عمر بن عبد الكريم بن عبد رب الرسول، أبوحفص، الحنفي المكي: ولد بمكة سنة 1185هـ ، ثم رحل إلى المدينة المنورة، وأقام بها تسع سنين، ثم رجع إلى مكة وأقام بها مدة عمره، وأخذ العلم عن مشايخ كثيرين ما بين مكيين، ومدنيين، ومصريين، وشاميين، وغيرهم من الواردين إلى البلد الأمين، وقد ذكر شيوخه في ثبته، وكان أخذه عنهم ما بين قراءة وسماع ومناولة وإجازة مشافهة ومكاتبة ومراسلة، وانتفع به كثير من الناس، وتقلّد الفتوى بمكة على كُرْه، فبقي سنة أو أقل ثم استعفي منها،فأعفي، وكان ينفق جل ماله في طاعة الله، وإطعام الفقراء والمساكين والمجاورين والوافدين، ويعود المرضى من الفقراء المطروحين بالطرقات، ويحمل إليهم الطعام بنفسه، وكان محبوبا من الجميع، من أهل مكة وغيرهم من أهل الآفاق، وكان طاهر النشأة، محمود السيرة، مطبوعا على العفة، وعلو الهمة، وشرف النفس، وكانت وفاته في ليلة الثلاثاء لأحد عشرين بقين من ربيع الأول سنة 1247هـ بمكة، ودفن في صبح تلك الليلة بالمعلاة. 
  6. عبدالقادر بن أسعد بن علي بن عبد القادر بن أبي بكر الصدِّيقي المكي الحنفي: كان عالما بالعلوم الشرعية، والفنون العربية والأدبية، وقرأ على علماء عصره، حتى بلغ من العلوم النافعة مبلغا عظيما، ودرّس بالمسجد الحرام، وكان له تقرير شاف عذب تام، له رسالة حافلة في علامات المهدي المنتظر، وتوفي بمكة في نيف و1250هـ ، ودفن بالمعلاة.
  7. محمد هلال بن محمد سنبل المكي الشافعي، العلّامة المسند: ولد بمكة المكرمة، وتلقّى العلم بها، و جدّ واجتهد في الأخذ عن الشيوخ، وكان أكثر تلقيه عن العلّامة الشيخ أحمد بن محمد النخلي، وروى عنه، وكان له اليد الطولى في علم الحديث، وأخذ عنه كثيرون، منهم: ابنه العلّامة عبد الغني، والعلامة محمد سعيد سنبل، وغيرهما، وتوفي بمكة سنة 1259هـ ، ودفن بالمعلاة.
  8. محمد سعيد قدسي بن علي الشافعي المكي، مفتي الشافعية بمكة: ولد بمكة، وأخذ العلم عن جماعة من أفاضل العلماء، منهم: الشيخ عمر عبد رب الرسول، والشيخ محمد صالح الريِّس، والشيخ المحدِّث صالح الفُلّاني العمري المدني، وأجازه شيوخه بالإفتاء والتدريس، فدرّس في كل علم نفيس، لاسيما في مذهب الشافعي، وتقلّد إفتاء الشافعية بمكة، فقام به أتمّ قيام، وكان ورعا زاهدا، مواظبا على العبادة والإفتاء والتدريس، حتى توفي في نيّف و 1260هـ بمكة، ودفن بالمعلاة.
  9. محمد بن السيد رمضان بن السيد منصور المرزوقي المالكي المكي: ولد بسنباط، ثم قدم مكة مع أخيه أحمد، وبقي بها ونشر العلم بها، وألّف التآليف، وتولّى إفتاء المالكية بمكة، ومن مؤلفاته: "الفوائد المرزوقية بحلِّ الآجرومية"، ومنظومة في الصرف، ومتن في علم الفلك يسمى بـ "نتيجة الميقات"، وغيرها، وتوفي في سبع وعشرين من ذي القعدة سنة 1261هـ بمكة، ودفن بالمعلاة. 
  10. أحمد بن السيد رمضان بن منصور المرزوقي المالكي، مفتي المالكية بمكة: ولد بسنباط  سنة 1205هـ ، وأخذ العلم عن بعض الشيوخ، ثم قدم مكة مع أخيه محمد، ودرّس بالمسجد الحرام، وكان يدرِّس بجوار المقام المالكي، ومن أبرز من درس عليه: الشيخ أحمد دهّان، والسيد أحمد دحلان، والشيخ طاهر التكروري، والشيخ أحمد الحلواني، وغيرهم، وتولى إفتاء المالكية بعد وفاة أخيه محمد، ومن تصانيفه: متن "عقيدة العوام" وشرحها "تحصيل نيل المرام" ، وشرح على الآجرومية سمّاه "الفوائد المرزوقية"، وغيرها، وكانت وفاته سنة 1262هـ بمكة، ودفن بالمعلاة.    
  11. عبد الرحمن بن عبد الله شمس الدين الفتني أصلا المكي مولدا، الحنفي مذهبا: ولد ونشأ بمكة، وأخذ العلم عن أعيان أهلها، كالعلّامة عمر بن عبد رب الرسول، والمفتي عبد الحفيظ العُجيمي، وتصدَّر للتدريس بالمسجد الحرام، وانتفع به الخاص والعام، ولم يزل ذا جاه ووجاهة وفضل وصلاح إلى أن توفي سنة 1263هـ بمكة.
  12. عبد الله بن عبد الرحمن سِرَاج الحنفي المكي: ولد بمكة المشرفة على رأس سنة 1200هـ ، وتلقّى العلم عن المشايخ الجهابذة الأعلام، كالعلّامة الشيخ عبد الملك القلعي، والشيخ عبد الحفيظ عُجيمي، والشيخ عمر عبد رب الرسول، والشيخ عبد الله سَرّاج ، و جدّ واجتهد، وتفوّق عل الأقران، وتصدّر للإقراء والتدريس بالمسجد الحرام، وأخذ عنه وانتفع به كثير من الأنام، وألّف رسائل مفيدة، هي في بابها فريدة، ونثر ونظم، وكانت له تقريرات رائقة، وصار يرجع إليه عند مشتبهات الأحكام والمسائل، تولى قضاء جدة، ثم قضاء مكة، وأقامه شريف مكة محمد بن عون رئيسا على علماء مكة، مع أن هذه الوظيفة لم تكن قبل بمكة، وإنما هو اختصّ بها، ثم صار التداول عليها من بعده، وله شعر حسن، وتوفي بمكة سنة 1264هـ ودفن بالمعلاة.
  13. يحيى بن عباس بن محمد صدِّيق الحنفي المكي، المقرىء العالم الفاضل: ولد بمكة، وحفظ القرآن العظيم، واشتغل بتحصيل العلوم، فقرأ على مفتي مكة العلّامة عبد الملك القلعي التفسير والحديث والفقه، وأخذ عن الشيخ طاهر سنبل، والشيخ عبد الحفيظ عُجيمي، وغيرهم، وكان له معرفة تامة بالقراءات السبع، وكان قوي الحفظ والاستحضار، صاحب ذكاء وفهم، وتوفي بمكة سنة 1267هـ ، ودفن بالمعلاة. 
  14. صالح راوه الشافعي، شيخ الجاوه، نزيل مكة المكرمة: ولد ببلده، ثم قدم مكة، وجاور بها سنين عديدة، وتلقّى العلم عن مشايخ مكة الفضلاء، كالعلّامة السيد أحمد المرزوقي المالكي، والشيخ عثمان الدمياطي الشافعي، وأثنى عليه مشايخه، وأذنوا له بالتدريس، فدرّس، وتلقّى عنه كثير من العلماء الجاوه الأفاضل، وتوفي سنة 1270هـ بمكة، ودفن بالمعلاة. 
  15. طاهر التكروري العباسي المالكي، المدرس بالمسجد الحرام، كان وزيرا ببلده للملك، ثم قدم مكة، واختار المجاورة بها على منصبه، وأكمل العلوم على يد مشايخها الأفاضل، كمفتي المالكية العلّامة السيد أحمد المرزوقي، والعلّامة الدمياطي، وكان ذا صلاح وهيبة ووقار، ملازما للعبادة، وتوفي بمكة سنة 1270هـ ، ودفن بالمعلاة.
  16. عبد الغني بيما الجاوى، نزيل البلد الحرام: ولد ببلده، وقدم مكة الكرمة، وقرأ على المشايخ بها، كالعلّامة السيد محمد المرزوقي، ومفتي الشافعية الشيخ محمد سعيد القدسي، وغيرهما، وانتفع بمشايخه، ودرّس بالمسجد الحرام، وتخرج عليه أكثر علماء الجاوه، ولم يزل مشتغلا بالتدريس والعبادة والتأليف إلى أن توفي سنة نيِّف و1270هـ بمكة، ودفن بالمعلاة.
  17. محمد بن يحيى بن ظهيرة القرشي المكي الحنفي، مفتي الحنابلة، العالم الفقيه، مكث في الإفتاء فوق الثمانين سنة، وكان يكتب له الفتاوى الشيخ يوشع سنبل، ثم الشيخ الهديبي، ثم الشيخ محمد بن حميد الحنبلي ـ صاحب السحب الوابلة ـ وتوفي المترجم له سنة 1271هـ ، وله من العمر مائة وبضع عشرة سنة، وقيل مائة وأربع وعشرون، وهو آخر بيت ظهيرة مفاتي مكة وقضاتها.
  18. محمد بن أبي عبد الله الختم السيد محمد عثمان ميرغني الحسيني الحنفي المكي، العلّامة المحدِّث الفقيه: ولد بمكة، ونشأ بها في ديانة وصيانة، واشتغل بطلب العلوم على جماعة من المشايخ، منهم: والده، وعمّه المفتي عبد الله ميرغني، وغيرهما، وتصدر للإفادة والتدريس، ثم رحل إلى اليمن، ومكث يدرس بها سنين، وانتفع به أناس كثيرون، وكان مشهورا بينهم بالمحدث، ثم رجع إلى مكة بطلب من الشيخ عبد الله مرداد، وفتح دروسا بالمسجد الحرام، وتوفي في ليلة الثلاثاء الخامس والعشرين من ذي الحجة سنة 1271هـ بمكة، بعد سنة من رجوعه من اليمن ، وتوفي في صبيحة ذلك اليوم الشيخ عبد الله مرداد المذكور، وصلِّي عليهما عند باب الكعبة، ودفنا بالمعلاة.
  19. عبد الله بن محمد بن السيد عبد الله المحجوب الميرغني الحنفي المكي، مفتي الأنام ببلد الله الحرام، وعلّامة العلماء الأعلام : ولد بمكة المكرمة، واشتغل بطلب فنون العلم، و جدّ واجتهد، وأخذ عن أكابر العلماء، كالسيد ياسين الميرغني، والشيخ عمر بن عبد رب الرسول، والقاضي الشيخ عبد الحفيظ عُجيمي، وغيرهم، وتقلّد الفتوى بمكة، وبقي فيها إلى وفاته، وكان آية في الصلاح والزهد والتقوى، لا يقبل هدية فضلا عن الرشوة، مع كمال حسن خلق، وذكاء، وعبادة، وتوفي بمكة سنة 1273هـ ، ودفن بالمعلاة، وكانت جنازته حافلة بالمشيِّعين. 
  20. محمد بن علي السنوسي المغربي الأصل ثم المكي المالكي، العلّامة المحدِّث: طلب العلم، و جدّ واجتهد، فأخذ عن علماء مكة الفِخَام، وغيرهم من الواردين إلى البلد الحرام، فمنهم: العلّامة عمر عبد رب الرسول، والشيخ محمد صالح الريِّس، والشيخ عبد الحفيظ عُجيمي، وكلهم أجازوه، وروى عنهم، وصحب العلّامة أحمد بن إدريس، وأخذ عنه العلوم، وأجازه إجازة عامة وخاصة، ثم تصدّى للإقراء والتدريس بالمسجد الحرام، فانتفع الناس به ، وأخذ عنه أجلّاء الطلبة، وتخرجوا به في سائر العلوم، وكان سعة في علم الحديث والتفسير وغيرهما، وطار ذكره في سائر الآفاق، وصار بمكة هو المشار إليه بالفضل، وله ثبت مسمى بـ"البدور الشارقة في إثبات ساداتنا المغاربة والمشارقة" ، وله مؤلفات عديدة فائقة، وتوفي سنة 1276هـ بمكة. 
  21. محمد حسين كتبي الحنفي، نزيل مكة المكرمة ومفتيها: ولد سنة 1202هـ ، واشتغل بطلب العلم، وأخذ الفقه عن الشيخ أحمد الطحطاوي، وبه تخرج، وكان ممن ساعده في تأليف حاشية الدر المختار، وأخذ الحديث عن الشيخ محمد الأمير الكبير، وأجازه شيوخه، وقدم مكة في سنة 1255هـ ، وصار يدرِّس بالمسجد الحرام، ثم تقلّد الإفتاء بمكة، ثم عزل ثم أعيد، وبقي في منصبه إلى وفاته، وكان عالما محققا ورعا صالحا زاهدا، له فتاوى جرّدها وجمعها ابنه محمد ، وله حواش على بعض الكتب الفقهية لم يكملها، وكانت وفاته سنة 1281هـ بمكة، ودفن بالمعلاة.
  22. محمد بن حسين بن عبد الله بن شيخ الحبشي الشافعي المكي، مفتي مكة المكرمة، العالم العلّامة الجليل: ولد سنة 1213هـ، وأخذ العلوم عن الشيخ عمر عبد رب الرسول، والسيد عبد الرحمن بن سليمان الأهدل، والسيد طاهر والسيد عبد الله ابني السيد حسن بن طاهر، وأجازوه، وأخذ أيضا عن الشيخ محمد صالح الريِّس مفتي الشافعية، وكان ذا شمائل حميدة، ومفاخر عديدة، وتقلّد إفتاء الشافعية بمكة بعد موت العلّامة أحمد الدمياطي، وذلك في سنة 1270هـ ، ومكث في منصبه إلى أن توفي بمكة صبح يوم الأربعاء، الحادي والعشرين من ذي الحجة سنة 1281هـ ، ودفن بالمعلاة.
  23. محمد مراد البنقالي أصلا المكي الحنفي: ولد ببلده، ونشأ بها، وقرأ على أفاضل أهلها، ثم رحل إلى الهند، وأخذ العلم عن كثير من الأفاضل، ثم قدم مكة المكرمة وتوطّنها، ومكث يدرس بالمسجد الحرام، وكثر تردُّد كثير من الهنود وبعض الأهالي إليه، وقرأ الجمّ الغفير عليه، ولم يزل على ذلك إلى أن توفي بمكة سنة ألف ومائتين ونيف وثمانين، وقد جاوز السبعين. 
  24. جمال بن عبد الله بن شيخ عمر الحنفي المكي، مفتي بلد الله الحرام: ولد بمكة، وقرأ العلوم ابتداء على الشيخ صدِّيق كمال، وحضر دروس العلامة عمر عبد رب الرسول، والعلامة السيد يحيى المؤذن، ثم لازم العلّامة الشيخ عبد الله سراج، وتلقّى منه سائر الفنون حتى فاق أقرانه، وتميّز على إخوانه، ولما مات  شيخه عبد الله تولى بعده وظيفة مشيخة العلماء بمكة، ثم أضيف إليه إفتاؤها، فقام بإداء الوظيفة أحسن قيام، وكان عالما عاملا ورعا فاضلا، متصلِّبا في أحكامه، مؤيدا في إجراء أحكامه، لم يكن أفقه منه في ذلك العصر، وله الفتاوى الجمالية، عليها العمل والمُعوّل في البلد الحرام، وله رسالة في ليلة النصف من شعبان، ورسالة في مناقب البدريين، وغيرها، وقد تخرج على يديه أفاضل كثيرون، كالشيخ  عبدالرحمن سراج، والشيخ حسن طيِّب، والشيخ عبد الملك الفتني، وغيرهم، وكانت وفاته بمكة سنة 1284هـ في شوال، وصلي عليه صلاة العصر، وحضر أمير مكة الصلاة عليه، وكانت جنازته حافلة.
  25. يوسف بن عبد الرحمن السنبلاويني الشرقاوي المكي الشافعي: قرأ العلوم بمصر على أفاضلها، ثم قدم مكة، وصار يدرس بالمسجد الحرام الدروس العديدة، وألف التصانيف المفيدة، منها: حاشية على متمِّمة الآجرومية سمّاها "العروس المجلية" ، وشرح الستين مسألة للرملي، وأكمل شرح مسند الشافعي للشيخ عابد السندي، وغيرها من المؤلفات، وكان مفتي مكة السيد أحمد دحلان يرجع إليه في بعض الأحيان لحلِّ بعض المشكلات في المسائل الفقهية، ولم يزل مشتغلا بالتدريس والنفع، والإفادة والعبادة إلى أن توفي في ذي القعدة سنة 1285هـ بمكة، ودفن بالمعلاة.   
  26. عبد الله بن محمد بن سالم سجيني الشافعي المكي: ولد بمكة سنة 1251هـ ، وحفظ القرآن العظيم، وطلب العلم، وحضر دروس العلماء بمكة، كالشيخ أحمد الدمياطي، والشيخ يوسف السنبلاويني، وأذن له بالتدريس، فدرس بالمسجد الحرام، وقرأ عليه الشيخ عبد الله الشيبي ـ فاتح الكعبة المشرفة ـ بعض العلوم، وكانت وفاته بمكة سنة 1286هـ بمكة، ودفن بالمعلاة. 
  27. سليمان العتيبي الحنفي المكي، الفقيه العلامة الفاضل: ولد بمكة المكرمة، ونشأ بها، و جدّ واجتهد في طلب العلوم، فأخذ عن الشيخ جمال، وتفقّه على يديه، وحضر دروسه، ودرس أيضا على الشيخ أحمد دحلان مفتي الشافعية، وعلى الشيخ محمد حسين كتبي مفتي الحنفية، وبرع في العلوم، خاصة علم الفقه، فقد أتقن فيه، وتصدّى للتدريس بالمسجد الحرام، وكان ذا ذكاء وفهم جيد، واستحضار عظيم، وتوفي بمكة في ستة وعشرين من صفر سنة 1292هـ ، ودفن بالمعلاة.
  1. محمد بسيوني بن محمد الشافعي المكي، أحد علماء مكة المشاهير: ولد بمكة سنة 1253هـ، ونشأ بها، وحفظ القرآن المجيد، و جدّ في طلب العلم، واشتغل على جماعة من الشيوخ، وتفقّه على السيد أحمد دحلان، وأكثر أخذه عنه، وبه تخرج، وأذن له بالتدريس، فتصدّر ودرّس بالمسجد الحرام، وانتفع به خلق كثير، وكان له تقرير نفيس، وكان ماهرا في علم النحو، وكانت وفاته بمكة سنة 1302هـ ، ودفن بالمعلاة. 
  2. محمود شكري حافظ كتب خانه ابن إسماعيل بن عمر النقشبندي الحنفي، نزيل مكة المعظمة: ولد بطيروز سنة 1233هـ ، ولما بلغ من العمر خمس سنين جاء به والده إلى الأستانة، وكان قصده إلى مكة ليجاور بها، فلم يقدّر له ذلك، فمكث في الأستانة، وحفظ القرآن بها، وطلب العلوم على علمائها، فبرع في المعقول والمنقول، ومات والده هناك، ثم إن صاحب الترجمة قدم مكة في سنة 1262هـ وتوطّنها، وتوظّف بها حافظا للكتب الكائنة بالمسجد الحرام من طرف الدولة بمعاش شهري، ودرّس وأفاد، وانتفع به العباد، وألّف تآليف حسنة، منها: رسالتان تتعلقان برمي الجمرة، ورسالة بفصل النزاع بين القولين في الكلام على نية الطواف بين الركنين، ورسالة تتعلق بالصف الأول، وغيرها، وكان سليم الصدر، محمود الذكر، وتوفي يوم الخميس غاية محرم سنة 1304هـ بالطائف.
  3. أحمد زيني دحلان، مفتي الشافعية، وشيخ العلماء ببلد الله الحرام، ولد بمكة سنة 1232هـ، ونشأ بها، وحفظ القرآن العظيم، ثم أقبل على الاشتغال بالعلوم، وحفظ جملة من المتون، وأخذ عن كثير من العلماء الجهابذة، كالشيخ محمد سعيد قدس مفتي الشافعية، والشيخ عبد الله سراج الحنفي، ومفتي المالكية الشيخ أحمد المرزوقي، وكان أكثره عن العلامة عثمان الدمياطي، وبه تخرج، وأخذ عن غيرهم من العلماء، وجد واجتهد، وصار من كبار علماء البلد، وله مؤلفات كثيرة، منها: السيرة النبوية، والفتوحات الإسلامية، وتاريخ أمراء البلد الحرام، وتاريخ في بناء الكعبة ومآثر الحرمين، وشرح على الآجرومية وعلى الألفية، وغير ذلك، وتوفي بالمدينة النبوية ليلة الأحد الرابع من صفر عام 1304هـ ودفن بالبقيع.
  4. محمد بن علي بن أحمد بن مصطفى الكناني ثم المكي الشافعي: ولد ببلده في نيِّف و 1230هـ ، ونشأ بها، ثم توجّه إلى الشام، فحفظ القرآن العظيم، ثم رحل إلى مصر فحضر بالجامع الأزهر على الشيخ الباجوري وغيره، ثم قدم مكة سنة 1261هـ ، فحضر دروس العلماء الأعلام، منهم: العلامة أحمد الدمياطي، والسيد محمد الكتبي الكبير، والعلامة الشيخ عثمان الدمياطي، والشيخ جمال، وغيرهم، وله منهم إجازات، وكان في شبيبته كتبيّا ـ يبيع الكتب ـ ودكانه بباب السلام، ولم يكن أحد وقتئذ يبيع الكتب إلا هو والباز، واجتمع لديه كتب خطية نفيسة كثيرة، ثم ترك ذلك وصار مشتغلا بالعلم والتدريس، والإفادة والاستفادة، ولم يزل على ذلك إلى أن توفي بمكة في ليلة الخميس الثاني من ذي الحجة سنة 1308هـ ، ودفن بالمعلاة. 
  5. أبو بكر بن السيد محمود زين الدين، الشهير ببكري شطا، المكي الشافعي، عالم أم القرى وابن عالمها: ولد عام 1266هـ بمكة المشرفة، ومات أبوه وهو صغير، فتربّى في حجر أخيه عمر شطا، فربّاه أحسن تربية، فحفظ القرآن، واشتغل بطلب العلم، فأول دراسته كان على الشيخ أحمد دحلان، ولم يزل مشتغلا بالقراءة والحضور على الشيوخ حتى برع في العلم، واشتغل بالتصنيف والتأليف، وكانت مؤلفاته غاية في الإتقان، فمنها: "إعانة الطالبين على حلِّ ألفاظ فتح المعين" في الفقه الشافعي، و"الدرر البهية فيما يلزم المكلَّف من العلوم الشرعية" ، ورسالة تتعلق بشرط الجمعة وجواز تعددها بقدر الحاجة في بلدة واحدة، وله رسائل أخرى في فنون شتّى، وأجوبة على بعض المسائل، وله مؤلفات أخرى لم يتمّها، منها: تفسير القرآن العظيم، وصل فيه إلى سورة المؤمنون، وحاشية على تحفة المحتاج بشرح المنهاج في الفقه الشافعي، وغير ذلك، وانتفع به كثير من العلماء، وتصدّر كثير من طلبته بمكة، وكان وقورا محتشما في الأعين، مهيبا مُعظّما في النفوس، ليس للدنيا عنده قدر ولا قيمة، ولا يعادي أحدا عليها، متحليّا بمكارم الأخلاق، من التواضع والصفح وكظم الغيظ، والانبساط إلى الناس، وبارك الله في أوقاته، فكان يوزِّعها بين التدريس والتأليف والذكر والعبادة، وكانت وفاته بعد ظهر يوم الاثنين الثالث عشر من ذي الحجة سنة 1310هـ بعد ما أصابه الوباء،وكان محرما، ودفن بالمعلاة. 
  6. حافظ عبد الله بن حسين الهندي أصلا، المكي الحنفي: ولد بمكة، ونشأ بها في صيانة وأدب وكمال، وحفظ القرآن العظيم وكثيرا من المتون، واشتغل بطلب العلوم والفنون، فقرأ كثيرا على الشيخ رحمة الله الهندي، وأذن له بالتدريس، فدرّس بالمسجد الحرام، وكان شابا صالحا ذكيا فهيما دينا، وله حافظة جيدة، واستحضار تام، وكان عديم النظير في أقرانه وإخوانه، وكان الشيخ عبد الرحمن سراج يعول عليه في كتابة بعض الأسئلة التي تعرض عليه، فكان يحرر الأجوبة الأنيقة عليها، وكانت وفاته بمكة سنة 1310هـ بداء الوباء،وعمره 34سنة، ودفن بالمعلاة.
  7. حسن عبد القادر طيِّب الحنفي المكي، أحد كبار علماء الأحناف بمكة المشرفة: ولد بمكة سنة 1255هـ ، ونشأ بها، وحفظ القرآن العظيم، وحفظ بعض المتون، وقرأ على بعض الشيوخ بمكة، كالشيخ جمال، والسيد محمد الكتبي الكبير، ولازم العالم الكبير الشيخ رحمة الله الهندي، وأذن له شيوخه بالتدريس، وتصدّر للإفادة والتدريس بالمسجد الحرام، وله تآليف حسنة، منها: شرح على منظومة بدء الأمالي، وشرح على الآجرومية، ورسائل في الفقه، وكان فصيحا، ذا تقرير حسن، وتعتريه حِدّّة أحيانا، وتوفي بمكة في ذي الحجة سنة 1310هـ بداء الوباء، ودفن بالمعلاة. 
  8. عمر بركات الشامي البقاعي الأزهري المكي الشافعي: ولادته بالبقاع سنة 1245هـ ، وارتحل إلى دمشق بعد بلوغه، وقرأ فيها بعض العلوم، ثم انتقل إلى مصر، ومكث في الجامع الأزهر خمس عشرة سنة مشتغلا بالعلم، وقرأ على كثير من الشيوخ، كالشيخ إباهيم الباجوري، والشيخ السقا، والشيخ الدمنهوري، والشيخ مصطفى المبلط، وغيرهم، وأذنوا له بالتدريس، ثم هاجر إلى مكة سنة 1276هـ وأقام بها، ودرّس بها، وكان علّامة محققا مدققا ذكيا، متضلِّعا من العلوم زاهدا عابدا متواضعا، تخرج على يديه كثير من الأفاضل، وكان يقضي حوائجه بنفسه مع وجود من يكفيه ذلك من ولده وأهل بيته، ولم يزل مداوما على الاشتغال والتدريس إلى أن توفي ليلة الثلاثاء الثامن عشر من شوال سنة 1313هـ بمكة المشرفة، ودفن بالمعلاة.
  9. عبد الرحمن بن عبد الله سراج المكي الحنفي، مفتي مكة المكرمة: ولد بمكة في سنة 1249هـ ، وحفظ القرآن وكثيرا من المتون، وأكبّ على كسب العلوم وتحصيلها، واجتهد ولم يزل في اجتهاد حتى صار أوحد علماء عصره وفقهائه وأدبائه، وكان أكثر أخذه عن الشيخ جمال، وبه تفقه، والشيخ أحمد دحلان، والشيخ رحمة الله الهندي، وأجازوه بسائر مرويّاتهم الخاصة والعامة، وتفنّن في علومه، وأجاد في منثوره ومنظومه، وتميّز بالفضل عن أقرانه، وبعد وفاة الشيخ جمال عيّنه الشريف عبد الله في منصب الإفتاء، فسلك فيه جادّة الاستقامة، وأثنى عليه الناس، وكان متصلِّبا في الدين، لاتأخذه في الله لومة لائم، ولم يكن يقبل الهدايا من الناس، وكان يقتني الكتب النفيسة من البلاد الشاسعة، وكان عارفا بالفقه، خبيرا بأحكامه وقواعده، وكان حسن السمت، عليه مهابة العلم والفضل، وكانت وفاته بمصر سنة 1314هـ.
  10. سالم بن أحمد بن محسن العطّاس الشافعي، العالم العلّامة: ولد في سنة 1247هـ ببلدة حريضة من حضرموت، وحفظ القرآن العظيم، وطلب العلم على يد السيد صالح بن عبد الله العطاس، والسيد أبي بكر بن عبد الله العطاس، ثم قدم مكة، وقرأ على السيد محمد شطا، ومفتي الشافعية الشيخ محمد سعيد القدسي، والسيد أحمد دحلان، ولازمه ملازمة كلية، وقرأ أيضا على الشيخ علي باصبرين عالم جدة، وسافرإلى مصر فقرأ على الشيخ الباجوري، والسيد مصطفى الذهبي، وغيرهما، ومشايخه كثيرون، ينيِّفون على المائة، وأذن له شيوخه بالتدريس، فاستوطن بمكة، ودرّس بالمسجد الحرام، وانتفع به جملة من الطلاب، إلا أنه كان حادّ المزاج، وسافر إلى جاوة، وأقام ببلدة تسمى "جهر"، وتقرّب من سلطانها، فزوجه وولّاه القضاء، وصارت له ثروة، وتوفي في رمضان سنة 1316هـ. 
  11. نواوي الجاوى البنتني ابن عمر بن علي الشافعي، نزيل مكة المكرمة: ولد ببلده، وقدم مكة صغيرا، ونشأ بها، وصار ذا ثروة، واقتنى كتبا كثيرة، وأكبّ على كسب العلوم على عدة مشايخ،منهم: السيد أحمد النحراوي، والشيخ أحمد الدمياطي، والشيخ حسب الله، واجتهد حتى صار إماما في المنطوق والمفهوم، ودرّس وأفاد، وتخرّج به كثير من طلبة الجاوة، وكان يدرّس بداره، ودرسه يحتوي على مائتي طالب بل أكثر، مع تواضع وانكسار، وتكررت منه رحلات إلى مصر والشام، وأخذ عن أفاضلها، وليس له اشتغال إلا بالتدريس والإفادة والتأليف والعبادة، وتوفي بمكة سنة 1316هـ.ومن مؤلفاته: " مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد" و " نهاية الزين بشرح قرة العين" و "فتح المجيب في شرح مختصر الخطيب في المناسك" و "الدرر البهية في شرح الخصائص النبوية" و بهجة الوسائل بشرح المسائل" في الفروع، وله غير ذلك. 
  12. عباس بن جعفر بن عباس بن محمد بن صدِّيق الحنفي المكي، المفسر الفقيه: ولد بمكة المشرفة سنة 1241هـ ، وحفظ القرآن العظيم، وحفظ كنز الدقائق في الفقه الحنفي، واشتغل بطلب العلم، فجدّ واجتهد، وقرأ على والده، والشيخ خليل طيبة، ثم لازم السيد أحمد دحلان ملازمة تامة، فقرأ عليه في سائر الفنون، وتفقّه على الشيخ صدِّيق كمال، وأجازه شيوخه بمروياتهم، وأذنوا له بالتدريس، فدرّس بالمسجد الحرام، وعيّنه الشريف عون أمير مكة مفتيا للأحناف، وكان كثير الطواف والتلاوة، مشتغلا بفصل القضايا والأحكام، وتوفي يوم الجمعة الثالث والعشرين من ربيع الأول سنة 1320هـ بمكة المشرفة، ودفن بالمعلاة. 
  13. أخوندجان البخاري بن المفتي محمد هادي بن محمد مراد البخاري الميرغيناني، نزيل البلد الحرام: ولد ببلده ميرغينان سنة 1243هـ ، وحفظ القرآن، وقرأ على علماء بلده، ثم أتى مكة للحج، ثم توجه للمدينة، وأقام بها، وقرأ على جماعة من العلماء بها، ولازم الشيخ عبد الغني الهندي المجدِّدي، واستفاد منه الكثير، وأجازه شيوخه، ثم عاد إلى مكة واستوطنها، وتصدّر للتدريس بالمسجد الحرام، وألّف تآليف عديدة، ورفض منصب الإفتاء ببلده، وبقي ملازما للتدريس والتأليف وإفادة الناس، مع المواظبة على أداء الفرائض مع الجماعة، إلى أن توفي بمكة يوم الثلاثاء ثاني عشر ذي القعدة سنة 1320هـ ، ودفن بالمعلاة. 
  14. محمد بن أحمد بن سالم بن محمد الصباغ المصري الأصل ثم المكي المالكي: ولد بمكة المكرمة، ونشأ بها، واشتغل بطلب العلم، فأخذ عن العلماء الأعلام، منهم: السيد أحمد دحلان، والشيخ عبد القادر مشّاط المالكي، وغيرهما، وكان مؤرِّخا ذا ذكاء وحافظة جيدة، وكان من جملة المطوِّفين، يتعلق بالحجاج المغاربة، وله من التآليف "تحصيل المرام في أخبار البيت الحرام والمشاعر العظام"  وتوفي بالمغرب سنة 1321هـ.
  15. نور الأفغاني الحنفي، نزيل البلد الحرام: ولد ببلده في نيِّف و1250هـ ، وحفظ متونا في علوم شتى، واشتغل بالعلم، وقرأ على علماء بلده، و جدّ واجتهد، فنبل وتفوق في كثير من فنون العلوم، ودرّس وأفاد، ثم قدم مكة سنة 1291هـ ، وقرأ على الشيخ رحمة الله الهندي في فنون متفرقة، وأجازه إجازة عامة، ودرّس بمدرسة الشيخ رحمة الله موظّفا، ثم درّس بالمسجد الحرام، وانتفع به خلق كثير، وكان علامة مفيدا متفننا، صالحا معتزلا عن الناس، مشتغلا بالتدريس والإفادة والتعليم، ولم يزل على ذلك إلى أن توفي بمكة ليلة اثني عشر من ربيع الأول سنة 1321هـ ، ودفن بالمعلاة.
  16. عبد الله عبد الحي بن عبد الله بن عمر زبير الحنفي المكي، العلامة الشاعر الأديب: ولد بمكة المشرفة سنة 1204هـ ، وحفظ كثيرا من المتون، وشرع في طلب العلم، وقرأ على المشايخ العظام علماء البلد الحرام، فتفقه على الشيخ عبد القادر خوقير، وعلى السيد سالم العطاس، وقرأ العربية على الشيخ محمد سعيد بابصيل، وقرأ على السيد أحمد دحلان في جملة من الفنون، وأذن له شيوخه بالتدريس، فتصدر له بالمسجد الحرام، وانتفع به الطلاب، وكان أديبا شاعرا، له نظم جيد، وسافر إلى بلاد جاوى، ومكث بها سنة وكسر، وتوفي في ست وعشرين من ربيع الأول سنة 1322هـ.
  17. عبد الله بن عثمان الحنفي المكي: ولد بمكة المكرمة ونشأ بها، و جدّ واجتهد، فقرأ على الشيخ بكري شطا، والشيخ محمد خياط، والشيخ حسن بن زهير، والشيخ عبد القادر مشّاط، وغيرهم ، وكانت قراءته في سائر الفنون، وأجازه شيوخه وأذنوا له بالتدريس، فدرّس بالمسجد الحرام، وأفاد الطلاب، وقرأ عليه كثير من أهالي مكة المكرمة، وكذا من الجاوات، وانتفعوا به ، وطلبوه أن يسافر إلى بلدهم، فسافر إليهم مرة، فأكرموه، وكان يحب مخالطة الناس ويتحمل أذاهم، متواضعا، سليم الصدر، له حاشية على شرح العشماوي على الآجرومية، وله شرح عليها أيضا، وشرح على أسماء الله الحسنى، واجتمع ببعض العلماء ممن قدم إلى مكة، وأخذ منهم الإجازة، وكانت وفاته بالطائف في التاسع من شعبان 1324هـ. 
  18. عبد القادر عبد الغني بن صالح بن عبد الغني الفتني الأصل الحنفي المكي، أحد علماء الحجاز الأكابر: ولد بمكة سنة 1256هـ ، وحفظ متونا، منها متن كنز الدقائق في الفقه الحنفي، وقرأ على العلامة الشيخ عبد الرحمن سراج، ولازمه ملازمة تامة، وقرأ في العربية على الشيخ عبد القادر السبحي الطائفي، وكانت له الهمة العالية في الانهماك على مطالعة الكتب الفقهية، وصرف الأوقات في الاشتغال ومعرفة الفرق والجمع بين المسائل بحيث فاق في علم الفقه كثيرا من الأقران، وتولى قضاء الطائف فقام به أحسن قيام، وتوفي يوم الأربعاء الثاني من شهر ربيع الآخر سنة 1325هـ في طريق الطائف وهو ذاهب إليه، ثم رُدَّ إلى مكة، ودفن بالمعلاة. 
  19. عبد الله بن عباس بن جعفر بن عباس بن محمد بن صدِّيق الحنفي المكي: ولد بمكة المشرفة في سنة 1270هـ ، ونشأ بها، وحفظ القرآن المجيد، ثم اشتغل بطلب العلم، فقرأ على والده في الفقه والحديث والتفسير، وأكثر من الأخذ عنه، وقرأ على غيره أيضا، وولاه أمير مكة الشريف عون منصب الإفتاء الحنفي، وكان ذكيا فهيما، كثير التلاوة للقرآن العظيم، وانتدبه الشريف علي مع جماعة من العلماء إلى اليمن للإمام يحيى في خصوص أشياء يخابرونه بها، فتوفي صاحب الترجمة بصنعاء في ليلة الاثنين السابع والعشرين من رمضان سنة 1325هـ. 
  20. سلطان بن هاشم بن سلطان بن محمد داغستاني الشافعي المكي، العالم العلامة: ولد بمكة المشرفة في السابع عشر من رجب سنة 1256هـ ، وطلب العلم، و جدّ واجتهد، فقرأ على الشيخ عبد الحميد داغستاني، وأجازه بسائر مروياته، وقرأ أيضا على السيد أحمد دحلان، ولازمه حتى برع في سائر العلوم، وتصدر للتدريس بالمسجد الحرام، وتلقى عنه كثير من الأفاضل، وكان ذكيا، ذا فهم مكين، محققا مدققا، وكان شيخه أحمد دحلان يعوِّل عليه في حلِّ كثير من المشكلات، وكان أمير مكة الشريف عون يقرِّبه منه، وأقامه ناظرا على عين زبيدة، وتوفي بمكة في ثمانية عشر من شوال سنة 1326هـ ، ودفن بالمعلاة. 
  21. أحمد بن محمد بن أحمد الحضراوي الشافعي: ولد بالإسكندرية سنة 1252هـ ، ولما بلغ السابعة من عمره قدم به والده مكة وتوطّنها، فنشأ المترجم له بها، فحفظ القرآن العظيم، وأخذ عن جماعة من العلماء، منهم: الشيخ جمال الحنفي، والشيخ محمد سعيد بشارة، وكان عالما فاضلا صالحا متواضعا كاتبا، كتب بخطه كثيرا من الكتب، مشتغلا بتأليف التواريخ، ومن مؤلفاته: "العقد الثمين في فضائل البلد الأمين" ، ورسالة في فضائل زمزم، و"بشرى المؤمنين بخصائص سيد الأولين والآخرين" ، و"حسن الصفا لجيران الملتزم والصفا" ، و"نزهة الفكر في تراجم أفاضل القرن الثاني عشر والثالث عشر" ، و"تاج تواريخ البشر وتتمة جميع السير من لدن آدم حتى نهاية القرن الثالث عشر" ، وغيرها من المؤلفات، وتوفي بمكة سنة 1327هـ ، ودفن بالمعلاة.  
  22. أحمد بن إبراهيم بن حمد بن محمد بن حمد بن عيسى: ولد في شقراء عام 1253هـ ونشأ بها، وتعلم مبادىء القراءة والكتابة، ثم حفظ القرآن الكريم، وأخذ عن والده التوحيد والفقه والحديث، وأخذ عن الشيخ عبد الله بابطين ولازمه ملازمة تامة، ولم ينفصل عنه حتى توفي عام 1282هـ ، ورحل إلى سدير، ثم إلى الرياض، ولازم العلماء وأخذ عنهم، ورحل إلى بغداد فأخذ عن نعمان الألوسي وغيره، ثم رحل إلى مكة وسكنها، وقرأ على علماء المسجد الحرام، واشتغل أيضا بتجارة الأقمشة بها، وتصدّر للتدريس بالمسجد الحرام، فأخذ عنه جماعة، منهم: عبد الستار الدهلوي، وأبوبكر خوقير، وغيرهما، وتوفي بالمجمعة عام 1329هـ ، وصلِّي عليه في المسجد الحرام صلاة الغائب، ومن مؤلفاته: شرح على نونية ابن القيم، و " تنبيه النبيه والغبي في الرد على المدراسي والحلبي " و " و رد على دحلان في كتابه خلاصة الأحكام، و " تهديم المباني في الرد على النبهاني ".
  23. السيد حسين بن محمد بن حسين بن أحمد الحبشي الشافعي المكي، مفتي الشافعية بمكة المكرمة: ولد بسيئون ـ من بلدان حضرموت ـ ونشأ بها، وأخذ عن جماعة كثيرين، وأجازوه، ثم رحل إلى اليمن، فأخذ عن السيد محمد بن عبد الباري الأهدل، ثم قدم مكة، ولازم السيد أحمد دحلان، وقرأ عليه كتبا عديدة في فنون شتى، وتفقّه عليه، وأجازه بجميع مرويّاته وسائر مؤلفاته، وأخذ عن غيره أيضا، فنجب وتفنّن في فنون كثيرة، وتصدّر للتدريس بالمسجد الحرام، ولازم العبادة والطاعة، ثم ترك التدريس بالمسجد الحرام، وصار يدرِّس ببيته، وأخذ عنه خلق كثير، وانتفع به جمّ غفير، وعيِّن مفتيا للشافعية بعد عزل الشيخ أحمد دحلان، ثم عزل عن منصبه أيام الشريف عون، ثم أعاده الشريف حسين بن علي، وكان الشيخ رحمه الله ظاهر الفضل، باهر العقل، مع التواضع والصلاح، واقتنى كثيرا من الكتب، ولم يزل على حسن الحال إلى أن توفي في ليلة الخميس الواحد والعشرين من شوال سنة 1330هـ بمكة، ودفن بالمعلاة، وشيّعه خلق كثير، وحضر الصلاة عليه الشريف حسين بن علي أمير مكة. 
  24. محمد حسين خياط، أحد أبناء مكة المكرمة، ومن خير علمائها، كان من العلماء الأفذاذ المبرَّزين، أحاط بأكثر الفنون علما، وله مؤلفات جمّة في علم الفلك وغيره، وهو أول معلم في الحجاز حذق التدريس التطبيقي الذي يصل بتلاميذه إلى النتيجة المطلوبة، فلم يسر على طريقة تلاوة المتون والشروح والحواشي والتعليق عليها، إنما كان يعمد إلى تلقين تلاميذه ما يدرسونه تلقينا تصويريا معزّزا بالأمثلة والروايات، فلا ينتهي التلميذ من درسه حتى يكون ما سمعه من الأستاذ قد رسخ في ذهنه، وقام بتأسيس مدرسة الخياط الخيرية، ومارس فيها طريقته في التدريس وروّج لها، فاكتظّت مدرسته بالطلاب في زمن قصير، وتخرّج منها طلاب كثيرون كانوا من العلماء بعد ذلك، وكانت مدرسته النواة الأولى للتعليم في البلاد، وكانت وفاته ببلاد جاوى بعد عام 1330هـ.
  25. عمر بن محمد شطا بن محمود الشافعي المكي: ولد بمكة المشرفة، ونشأ بها على العلم والصيانة، وقرأ على بعض الشيوخ، منهم: الشيخ محمد بسيوني، والشيخ محمد سعيد بابصيل، ولازم دروس السيد أحمد دحلان، وانتفع به كثيرا، ودّرس بالمسجد الحرام، وكان يقرأ كتبا معلومة على الدوام، كالمقدمة الحضرمية لبافضل في الفقه، وشرح الآجرومية للسيد أحمد دحلان، وللكفراوي، وكان غالب الطلبة في ابتداء طلبهم يحضرون أولا عنده، فله مشيخة على غالب العلماء المدرسين بالمسجد الحرام، وكان بعد الدرس يجلس يستمع للطلاب ما يحفظونه من المتون، ويصححها لهم، ويلقي عليهم المواعظ المفيدة، ويرغِّبهم في طلب العلم، وكان لطيفا حليما صالحا، كثير العبادة والتلاوة، وتوفي بمكة المشرفة ليلة الثلاثاء التاسع والعشرين من شوال سنة 1331هـ ، ودفن بالمعلاة. 
  26. عبد الملك بن عبد الوهاب بن صالح الفتني الحنفي المكي، أحد أفاضل مكة الأعيان: ولد بمكة المشرفة في السادس من شوال سنة 1255هـ ، ونشأ بها، وحفظ القرآن العظيم وجوّده، وصلى به التراويح بالمسجد الحرام، ثم اشتغل بطلب العلم، فقرأ على جملة من مشايخ مكة والمدينة، كالشيخ جمال مفتي مكة المكرمة، والشيخ أحمد دحلان، والشيخ محمد عزب الدمياطي المدني، وغيرهم من العلماء، فبرع وتخرّج، وفاق على أقرانه، وكان ينظم الشعر، ومدح شريف مكة وبعض مشايخه، وله شرح على نظم الشمسية في المنطق، ونظم متن السراجية، و"التحفة السنية في الكلمات المبنية" في النحو، و "فيض الرحمن على المطالب الحسان" ، وغيرها، وأقام في الأستانة زمنا، وكان ضمن محرري جريدة "الجوائب " لصاحبها أحمد فارس الشدياق ، ثم عُيِّن قاضيا في مكة، ثم سافر إلى مصر وأقام بها، واتخذ الاتجار بالكتب صناعة له، وتوفي بمصر سنة 1332هـ.  
  27. صالح بافضل بن محمد بن عبد الله بن يحيى الشافعي المكي: ولد بمكة المشرفة سنة 1277هـ ، وحفظ كثيرا من المتون، و جدّ في طلب العلم، وقرأ على جمع من الشيوخ، منهم: الشيخ محمد سعيد بابصيل ، والسيد أحمد دحلان، ولازم السيد بكري شطا، فتفقه عليه، وقرأ عليه في كثير من الفنون، وأجازه إجازة عامة، وأذن له بالتدريس، فتصدّر ودرّس بالمسجد الحرام، وانتفع به كثير من الطلاب، وله حاشية على شرح المنهاج لابن حجر الهيتمي، وله رسائل أخرى، وتوفي بمكة سنة 1333هـ ، ودفن بالمعلاة.
  28. السيد علوي بن أحمد بن عبد الرحمن السقّاف الشافعي المكي، شيخ السادة العلوية بالبلد الحرام، أحد العلماء الكبار الأعلام: ولد بمكة المشرّفة في شوال سنة 1255هـ ، ونشأ بها ، وتربى في حجر مفتي الشافعية السيد محمد الحبشي، واجتهد في طلب العلم، فقرأ على السيد محمد الحبشي، والسيد عمر الجفري، ولازم السيد أحمد دحلان ملازمة تامة، وأكثر قراءته عليه، وأجازه شيوخه، وأذنوا له بالتدريس، فدرّس وأفاد وأجاد، وألف التآليف المفيدة، وكان واسع المحفوظات، حسن التقريرات، محققا للمذهب، حريصا على جمع الكتب النفيسة، وله نظم رائق، ونثر فائق، وولي منصب شيخ السادة العلوية في سنة 1327هـ ، ومن مؤلفاته: " الفوائد المكية فيما يحتاجه طلبة السادة الشافعية " ، و "القول الجامع النجيح في أحكام صلاة التسابيح"، و "قمع الشهوة عن تناول التنباك والكفتة والقات والقهوة"، وحاشية على فتح المعين مسمّاة "ترشيح المستفيدين"، ومنظومة في تاريخ القرون والأنبياء وسير المصطفى، وغيرها من المؤلفات، ولم يزل مشتغلا بالإفادة والتأليف حتى صار مريضا مقعدا ببيته لايستطيع الخروج، ولكن لم يكن مجلسه يخلو من الإفادة، وتوفي ليلة الجمعة الخامس عشر من محرم سنة 1335هـ بمكة، ودفن بالمعلاة.
  29. محمد بن سليمان حسب الله الشافعي المكي: ولد بمكة المشرفة في رمضان سنة 1244هـ ، وحفظ القرآن المجيد بحسن التجويد، ثم جدّ واجتهد في تحصيل العلوم، وأخذ عن جماعة من العلماء الأفاضل، منهم: الشيخ أحمد الدمياطي، والسيد أحمد النحراوي، والشيخ عبد الغني الدمياطي، وأجازوه بسائر ما يجوز لهم روايته، ولازم الشيخ عبد الحميد داغستاني ملازمة تامة، وأجازه بجميع مروياته، وأخذ عن الوافدين إلى مكة، كالشيخ أحمد منّة الله الأزهري، والشيخ محمد القاوقجي الحنفي، ورحل إلى مصر فأخذ عن الشيخ إبراهيم السقا، وأجازه، وأخذ عن آخرين أيضا، وتصدّر للتدريس بالمسجد الحرام، وانتفع به كثير من الأنام، وارتفع ذكره، وطار صيته، وكان آية في الحفظ وحسن التعبير، متمكنا في الفقه والتفسير، وكان لا يمسك كرّاسا بيده عند القراءة، بل يلقي التقرير على التلامذة عن ظهر قلب، وكان كل سنة يصوم رمضان بالمدينة، ويفتح درسا بالمسجد النبوي، ويقرأ الشفا للقاضي عياض، ولم يترك ذلك حتى بعد ما كُفَّ بصره، ومن تآليفه: حاشية على منسك الخطيب الشربيني الكبير، والرياض البديعة في أصول الدين وبعض فروع الشريعة، وغير ذلك، وعرض عليه إفتاء الشافعية فلم يقبل، وتوفي بمكة ليلة الأحد العاشر من جمادى الأولى سنة 1335هـ ، ودفن بالمعلاة.
  30. أحمد مكي بن عثمان بن علي جمال العطار الحنفي المكي، الهندي الأصل: ولد بمكة سنة 1277هـ ، وأخذ عن كثير من الشيوخ، ينيفون على المائة، ومهر في علم الحديث، وله معرفة تامة جيدة بالرجال، ومن شيوخه: العلامة المحدث علي ظاهر المدني، والسيد أحمد دحلان، والشيخ عباس بن صدِّيق، والشيخ مصطفى عفيفي، والسيد حسين الحبشي، فقد قرأ عليه عدة كتب، وأثنى الشيخ عليه، وأجازه شيوخه بسائر مروياتهم، وجمع لسائر مشايخه معجما، ونثر ونظم، وله نظم حسن جيد، وكان سريع الكتابة، كتب كتبا عديدة، ورحل إلى الهند مرات، واجتمع بكثير من العلماء الأفاضل، منهم العلامة أبو الطيب صدِّيق بن حسن خان القنوجي ، فقد روى عنه ثبته "سلسلة العسجد" الذي ألّفه بالفارسية، وكان يجمع الكتب الفريدة، وحاز منها شيئا كثيرا، واجتمع به العلّامة عبد الحي الكتاني، وكان يلقبه مسند الشرق، وأثنى على مؤلفاته، وروى عنه، ومن مؤلفات صاحب الترجمة: "النفح المسكي في شيوخ أحمد المكي" ، وقد اختصره الشيخ عبد الحي الكتاني، و "مشجر الأسانيد" ، و"در السحابة في صحة سماع الحسن البصري من جماعة من الصحابة" ، و "حصول المنى بأصول الألقاب والكنى"، وغيرها، وكان يدرس بالمسجد الحرام، ومن أبرز طلابه: محدث الحرمين عمر حمدان، والشيخ عبد الله غازي، والشيخ عبد الستار الدهلوي، وكان يتّجر بكتب الحديث، فيجلب غريبها إلى الحجاز، وإلى الهند، حتى كوّن مكتبة عامرة، وكانت وفاته بالهند عام 1335هـ. 
  31. عبد الرحمن بن أحمد بن أسعد دهان الحنفي المكي، العالم العلّامة: ولد بمكة سنة 1283هـ ، وحفظ القرآن وجوّده، وصلى به التراويح بالمسجد الحرام، وطلب العلم، فقرأ على الشيخ رحمة الله في سائر الفنون، وحضر درس الشيخ عبد الحميد داغستاني، ولازم الشيخ حضرة نور البشاوري ملازمة كبيرة، وحضر درسه في عدة كتب، وقرأ على غيرهم من الشيوخ، فبرع وتفوق، وتصدر للتدريس والإفادة، وانتفع به كثيرون، ودرّس بمدرسة الشيخ رحمة الله، فلبث فيها سنين، وتخرج على يده كثير من التلامذة، ثم جعل من جملة العلماء الموظفين المدرِّسين بالمسجد الحرام من طرف الشريف حسين، وعرضت عليه نيابة القضاء فرفضها، وكان صالحا متديِّنا متواضعا، منفردا عن الناس، وكان فلكيا ماهرا، وتوفي ليلة السبت الثاني عشر من ذي القعدة سنة 1337هـ بمكة، ودفن بالمعلاة.
  32. أسعد بن العلامة أحمد بن أسعد دهّان المكي الحنفي: ولد بمكة بعد سنة 1280هـ ونشأ بها، وحفظ القرآن بالتجويد، وصلى به التراويح بالمسجد الحرام، و جدّ واشتهر بطلب العلم، فقرأ على جملة من العلماء بمكة، منهم: العلامة الشيخ رحمة الله الهندي، والشيخ عبد الحميد الداغستاني، والشيخ عبد الرحمن سراج الهندي، وغيرهم، وتلقى عنهم سائر العلوم، ونبل ونجب في كثير منها، وتصدر للتدريس بالمسجد الحرام، وأخذ عنه خلق كثير، ووظّفه أمير مكة المشرفة الشريف حسين بن علي مساعد القائم مقامية في فصل القضايا الشرعية، وجعله شيخا على أهل مدرسة السليمانية، وعيّنه عضوا بمجلس التعزيزات الشرعية، وعرض عليه نيابة القضاء بالمحكمة الشرعية فاعتذر ولم يقبلها، وأقامه رئيسا على هيئة مجلس تدقيقات أمور المطوفين، ثم عيّنه قاضيا بالمحكمة الشرعية، ومع هذا لم يترك درسه بالمسجد الحرام، وكان أحد الموظفين للتدريس بمرتب من جانب الشريف حسين، وكان له حظ من الذكر والتلاوة والعبادة، يوزع أوقاته على وظائف الليل والنهار، وتوفي سنة 1338هـ.
  33. محفوظ بن عبد الله بن عبد المنان الترمسي الجاوي ثم المكي الشافعي: ولد بقرية ترمس من بلاد جاوا الوسطى عام 1285هـ ، وحفظ القرآن الكريم، وتلقّى مبادئ الفقه ببلده، ثم قدم مكة واستوطنها مع والده، ثم رجع إلى جاوا مع أبيه وقرأ على الشيخ صالح السماراني، ثم عادا إلى مكة وتلقى على كبار علمائها، وتفقّه على السيد بكري شطا، وسمع كثيرا في الحديث ومصطلحه على السيد حسين الحبشي والشيخ محمد سعيد بابصيل، وبرز في الحديث وعلومه، وبرع واشتهر في الفقه وأصوله والقراءات، وأجازه شيوخه بالتدريس، فتصدّى له بالمسجد الحرام عند باب الصفا، وتخرّج على يده خلق كثيرون، وروى عنه جماعة من الشيوخ، كالشيخ حبيب الله الشنقيطي، والشيخ عمر حمدان المحرسي، والشيخ أحمد المخللاتي ، وغيرهم، وتوفي بمكة عام 1338هـ ، وله: "كفاية المستفيد لما علا من الأسانيد". 
  34. محمد ماجد بن صالح كردي: ولد بمكة المكرمة عام 1294هـ ، وحفظ القرآن العظيم، وتلقّى العلم على أيدي علماء مكة في عصره، وكان شغوفا بالقراءة، فكان يقتني الكتب المطبوعة والمخطوطة، واستطاع أن يكوِّن أكبر مكتبة خاصة بمكة، وكانت مكتبته تمتاز بالمخطوطات النادرة، وقد ضُمَّت هذه المكتبة فيما بعد إلى مكتبة مكة المكرمة، كما قام بتأسيس مطبعة تعرف بـ "المطبعة الماجدية" ، وهي عبارة عن ثلاث مطابع مندمجة في بعض، إحداها مطبعة حجرية تطبع بالألوان، والأخريان حرفيتان، وكانت الكتب المدرسية والكتب العلمية الأخرى تطبع في مطبعته، وكان محبّا للعلماء، وبيته مفتوح للناس خاصة العلماء ورجال الدين من الحجاج، وكان يستضيفهم عنده، ويعقد في بيته الندوات واللقاءات العلمية والأدبية، وكان له دار بمنى يعقد فيها الندوات في ليالي التشريق، منها: الندوة الخطابية التي يقيمها شباب مكة المكرمة، ويحضرها العلماء والمفكرون، وممن شارك فيها: الحاج أمين الحسيني زعيم فلسطين، وزعيم لبنان رياض الصلح، والشيخ حامد الفقي رئيس جماعة أنصار السنة، وغيرهم من الشخصيات،وكان الشيخ ماجد قد تولى وظائف قيادية في العهدين: عهد الأشراف، والعهد السعودي، فتولى مديرية المعارف ومديرية الأوقاف بمكة في العهد السعودي، وفي أثناء توليه لمديرية المعارف تمّ إرسال أول بعثة علمية من أبناء المملكة للدراسة في معاهد مصر ومدارسها، وقد توفي في صعيد عرفات حاجا محرما ملبيا، وذلك في سنة 1349هـ ، وهو في الخامسة والخمسين من عمره، وكان لوفاته رنة حزن وأسى في جميع البلاد.
  35. عبد الستار بن عبد الوهاب الصديقي الحنفي الدهلوي الكتبي، أبو الفيض: ولد عام 1286هـ بمكة المكرمة، وحفظ القرآن المجيد، ثم اشتغل بتحصيل العلوم، فقرأ بالمدرسة الصولتية على يد معلِّميها، ومنها تخرَّج، وأخذ عن علماء الحرمين والطائف، ومن يفد إلى مكة من كبار علماء الأقطار، فمن شيوخه: مفتي مكة عباس بن جعفر الصدِّيقي الحنفي ـ وكان قد جعل صاحب الترجمة أمين الفتوى عنده ـ والشيخ عبد الرحمن سراج الحنفي، مفتي الأحناف، والشيخ أحمد الحضراوي، والشيخ محمد سعيد بابصيل، مفتي الشافعية، والشيخ عبد القادر الطرابلسي المدني الحنفي، والشيخ فالح الظاهري المدني، والسيد جعفر برزنجي المدني، مفتي الشافعية بالمدينة، والسيد محمد بن جعفر الكتاني، وغيرهم من العلماء، وتفوق وبلغ المكانة الرفيعة في العلم، ودرّس بالمسجد الحرام، وكان الطلاب يأتونه في رباط الداودية ليدرسوا عليه،ومن أبرز طلابه: الشيخ حسن مشاط، والشيخ محمد صالح كلنتن، والشيخ زكريا بيلا، وألف بعض المؤلفات، منها: "نور الأمة بتخريج أحاديث كشف الغمة" ، و "فيض الملك المتعالي بأبناء أوائل القرن الثالث عشر والتوالي" ، و"جواهر الأصول إلى اصطلاح علم الرسول" ، "الإنصاف في حكم الاعتكاف"، وغيرها من المؤلفات، وكان الشيخ عبد الستار قد نسخ الكثير من الكتب بخط يده، وكانت له مكتبة تسمى "المكتبة الفيضية" ، وهي مكتبة نفيسة، حافلة بنفائس المخطوطات، وقد أودعت كتبه بمكتبة الحرم المكي، وأفرد لها فهرس خاص، وكان قد أوقفها على طلاب العلم عند وفاته، وقد توفي بمكة في 11 رجب سنة 1355هـ ، ودفن بالمعلاة. 
  36. محمد نور بن محمد فطاني: ولد بمكة المكرمة عام 1290هـ ، ونشأ بها، وتلقى العلم في المسجد الحرام على والده، والشيخ عبد الحق، والشيخ عابد المفتي، ورحل إلى القاهرة، وأخذ العلم بها عن الشيخ محمد عبده، والشيخ بخيت المطيعي، والشيخ الشربيني، وغيرهم، ونال الشهادة العالية من الأزهر، ثم عاد إلى مكة المكرمة، وتصدّر للتدريس بالمسجد الحرام وبمنزله، وأخذ عنه عدد من طلبة العلم الجاويين وغيرهم، وكان سلفي العقيدة، عكف على دراسة كتب شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، والشيخ محمد بن عبد الوهاب، وعُيِّن عضوا بمديرية المعارف العامة ، كما عين في العهد السعودي رئيسا لمشايخ جاوه، ثم عين قاضيا بالمحكمة الكبرى بمكة المكرمة،.وله: ترجمة الهدية السنية في العقيدة السلفية لسليمان بن سحمان إلى اللغة الملايوية، وترجمة سلم المبتدئ في الفقه الشافعي لجدِّه، وكانت وفاته بمكة عام 1363هـ.
  37. حسين بن عبد الله بن محمد باسلامة الحضرمي المكي: ولد بمكة المكرمة عام 1299هـ ، ونشأ بها، فقرأ القرآن الكريم والتجويد في الكتاتيب، ثم انتقل مع والده إلى الطائف، فالتحق بالمدرسة الرشيدية لمدة عامين، ولم يكمل تعليمه بها، ثم قرأ على بعض الشيوخ في الطائف، ثم أخذ عن علماء مكة والواردين إليها، كالشيخ محمد شعيب الدكالي محدث المغرب، والسيد حسين الحبشي، وقد لازمه نحوا من عشر سنين، وغيرهما، وقام برحلات إلى مصر وسوريا، وسمع من علماء هذين البلدين واستفاد، وعمل مدرسا بمدرسة الخياط الخيرية بمكة، وتقلب في عدة وظائف حكومية، وكان عضوا بالمجلس التأسيسي للنظام الأساسي في أوائل حكم الملك عبد العزيز آل سعود، ثم عضوا بالمجلس الاستشاري، ثم عضوا بمجلس الشورى، ومن مؤلفاته: " تاريخ عمارة المسجد الحرام " و " تاريخ الكعبة المعظمة " و " حياة سيد العرب " وتوفي عام 1364هـ بمكة المكرمة.
  38. عبد الله بن محمد غازي المكي، عميد المؤرخين المكيين: ولد سنة 1291هـ ، وحفظ القرآن العظيم، وتلقى تعليمه الأوّلي والعالي بالمدرسة الصولتية، ودرس أيضا على كبار علماء المسجد الحرام في وقته، منهم: العلامة محمد بن عبد الرحمن الأنصاري، والشيخ حضرة نور الأفغاني، والسيد حسين الحبشي، وغيرهم، ودرس بالمسجد الحرام، وعمل أمينا لمكتبة المدرسة الصولتية، واتخذ دكانا صغيرا يبيع فيه أدوات الكتابة، وكان قانعا باليسير، محافظا على أوقاته، زاهدا متعففا، حظي بإكبار علماء عصره، وثنائهم عليه الثناء العاطر، وتلقى عنه بعض الأكابر، كمسند العصر العلامة محمد ياسين الفاداني المكي، حيث لازمه مدة طويلة، وقرأ عليه الكثير من الكتب، وأخذ عنه الإجازة، واستفاد منه في الرواية.وللشيخ عبد الله غازي عدة مؤلفات، منها: "إفادة الأنام بذكر أخبار بلد الله الحرام" وهو كتاب موسوعي في تاريخ مكة المكرمة وحوادثها، و"نظم الدرر في اختصار نشر النور والزهر" ، و"نثر الدرر في تذييل نظم الدرر"، وهما في تراجم المكيين، و"كشف ما يجب من احتراز اللهو واللعب" ، و"بيان الفرائض شرح بديع الفرائض" ، و"فتح القوي في ذكر أسانيد السيد حسين الحبشي العلوي" ، وغيرها من المؤلفات، وكانت وفاته في ضحوة يوم الخميس الخامس من شعبان سنة 1365هـ بمكة المكرمة، ودفن بالمعلاة.
  39. عيسى بن محمد روّاس: ولد بمكة المكرمة عام 1295هـ ، والتحق بالمدرسة الصولتية، وتلقى علومه فيها، وتخرج منها، ودرس على علماء المسجد الحرام، كالشيخ عبد الرحمن دهان، و جدّ واجتهد حتى أصبح أحد علماء مكة المكرمة، ودرّس بمدرستي الفلاح والصولتية بمكة، ولازم التدريس بالمسجد الحرام، وأخذ عنه عدد كبير من العلماء، منهم: الشيخ محمد مرداد، والسيد علوي مالكي، والشيخ محمد نور سيف، وغيرهم، وكان مشتهرا بالتواضع والإخلاص في التعليم، والحرص على نفع الطلاب، وتوفي بمكة المكرمة عام 1365هـ.
  40. حسين بن محمد سعيد بن عبد الغني قاضي المحكمة المستعجلة بمكة، والمدرس بالمسجد الحرام: ولد بمكة المكرمة عام 1308هـ ونشأ بها، وقرأ على جماعة من علماء مكة، منهم: الشيخ عبد الله أبو الخير، والشيخ أمين مرداد، والشيخ حبيب الله الشنقيطي، وغيرهم، وعُيِّن مديرا للمدرسة الهاشمية بالمعلاة، ودرّس بالمسجد الحرام، فتخرّج على يده الكثير من الطلاب، وعُيِّن في العهد السعودي عضوا بمجلس المعارف، ونائب رئيس مجلس المعارف، ثم عضوا برئاسة القضاء، واشتهر بشدته على المجرمين وإنزال العقوبة عليهم، لا تأخذه لومة لائم في إقامة الحدود، ولاشفاعة شافع مهما كان مركزه، وتُروى له في ذلك قصص، ومن مؤلفاته: " فتح الوهاب شرح تحفة الطلاب " و " إرشاد الساري إلى مناسك ملّا علي قاري " و " الإبانة في جعرانة"، وغيرها، وتوفي بمكة المكرمة سنة 1366هـ.
  41. عمر بن حمدان بن عمر بن حمدان المَحْرسي، العلّامة الفاضل، الراوية المسند الثقة الثبت، محدِّث الحرمين الشريفين: ولد بمحرس سنة 1292هـ ، وعندما بلغ الحادية عشرة رحل بمعيّة والده إلى المدينة المنورة، وحفظ القرآن الكريم، وحفظ المتون العلمية ودرسها على أعلام العلماء، منهم: السيد محمد بن جعفر الكتّاني، والشيخ فالح الظاهري، والسيد أحمد بن إسماعيل البرزنجي، والشيخ محمد بن عبدالله الكتّاني والسيد عبد الحي الكتّاني لما زارا المدينة، وغيرهم من الشيوخ، واشتغل بعلم الحديث، وقرأ كثيرا من كتبه، وحصل على إجازات من شيوخه، وأذنوا له بالتدريس، فدرّس في الفقه المالكي والأصول والنحو والصرف والحديث والتفسير وغيرها من الفنون، وكان يدرّس بالمسجد النبوي وبمنزله، ودرّس أيضا بالحرم المكي، وبالمدرسة الصولتية، ومدرسة الفلاح بمكة، وكان يجلس في الحرم وأمامه حمل بعير من الكتب يطالع المسائل في الليل أو النهار، وكانت له خلوة في باب العمرة، وكان يدرّس في الشتاء بمكة المكرمة، وفي الصيف بالمدينة المنورة، وكان جهوري الصوت، يصل صوته من مجلسه في باب العمرة إلى الجالس في باب السلام، ولُقِّب بمحدث الحرمين لعنايته بتدريس الحديث، وقام برحلات إلى الشام ومصر والمغرب واليمن، وحصّل فيها فوائد عديدة، ونال مزايا فريدة، وقابل أئمة أعلاما، وكان مفيد مستفيدا، وقد ذكر شيوخه الذين أخذ عنهم في الثبت المسمى "مطمع الوجدان من أسانيد عمر حمدان" ، الذي صنّفه تلميذه محمد ياسين الفاداني، ثم اختصره في "إتحاف الإخوان باختصار مطمع الوجدان". وقد خلف الشيخ عمر مكتبة عظيمة فيها نوادر الكتب والمخطوطات التي استنسخ بعضها بخطه، ولم يزل على حالته المرضية إلى أن انتقل إلى جوار ربه في التاسع من شوال سنة 1368هـ بالمدينة المنورة، ودفن بالبقيع. 
  42. صالح بن أبي بكر بن محمد بن محمود الحسيني الدمياطي المكي الشافعي الشهير بـ"صالح شطا" : ولد بمكة المكرمة عام 1302هـ ، ونشأ بها تحت رعاية أخيه أحمد بعد موت والده، فحفظ القرآن الكريم ومجموعة من المتون العلمية، وتلقّى العلم عن جماعة من العلماء، منهم: أخوه أحمد، والسيد عبد الله دحلان، والسيد حسين الحبشي، وغيرهم، وقام برحلات إلى مصر وفلسطين والشام ولبنان والهند، وكانت رحلاته ثقافية فكرية، قرأ خلالها كتب السلف الصالح والمجدِّدين المصلحين، أمثال: ابن تيمية، وابن القيم، ومحمد بن عبد الوهاب،وكان قوي الإيمان في عقيدته، يدافع عنها، فخافه ولاة عصره وجعلوه تحت الرقابة فلم يفلحوا، ودرّس بالمسجد الحرام بعد عودته من رحلاته، وتولى عدة مناصب في العهد السعودي: حيث انتخب عضوا في الجمعية الأهلية، ثم عضوا في لجنة التفتيش والإصلاح، ثم مستشارا لنائب جلالة الملك في الحجاز، ثم مديرا للمعارف، ثم عضوا بمجلس الشورى، وتوفي بمكة المكرمة عام 1369هـ.
  43. أبو بكر بن أحمد بن حسين بن محمد الحبشي العالم الفاضل القاضي الحسيني العلوي الشافعي المكي: ولد بمكة المكرمة عام 1320هـ ، ونشأ في حجر والده وجدِّه، وقرأ القرآن الكريم، والتحق بمدرسة الفلاح، وتخرج منها، ولازم حضور حلقات الدروس في المسجد الحرام وفي منزل والده بحارة الباب، وأخذ عن جماعة من العلماء، منهم: عمّه محمد ين حسين الحبشي، والشيخ عبد الله زيدان، والشيخ عمر حمدان المحرسي، والشيخ أحمد ناضرين، وغيرهم كثيرون، وذكرهم في ثبته " الدليل المشير إلى فلك أسانيد الاتصال بالحبيب البشير " ، وقام برحلات إلى حضرموت واجتمع بعلمائها وأخذ عنهم، وإلى بومباي بالهند، ثم عاد إلى المدينة المنورة وصحب بعض العلماء، وقرأ عليهم، وفي سنة 1350هـ عُيِّن مديرًا لمدرسة الفلاح بمكة، ثم عين قاضيا بالمحكمة الشرعية الكبرى بمكة، وبقي في القضاء حتى وفاته، وسار فيه سيرة حسنة،.ومن مؤلفاته: ألفيّة في السيرة النبوية تسمى " خلاصة السير لسيد البشر" وألفيّة في الفقه على مذهب الشافعي، ورسالة في أحكام الصلاة، وثبته المتقدم ذكره، وكانت وفاته بمكة المكرمة سنة 1374هـ.
  44. عرابي بن محمد صالح سجيني: ولد بمكة المكرمة سنة 1296هـ ، ونشأ بها، وحفظ القرآن الكريم وجوّده، وطلب العلم، فأخذ عن الشيخ عبد الله أبي الخير، والشيخ حسن كاظم، والشيخ جعفر لبني، ولازمهم وتفقه بهم، وبرع في علم الفرائض، وأصبح مرجعا لحلِّ قضايا الوارثين، وأجازه مشايخه إجازة عامة، ورحل إلى مصر وتركيا، ثم عاد فاشتغل بالمحاماة، وقام بتشكيل القضاء في المحكمة الشرعية بمكة بتكليف من الشيخ عبد الله بن بليهد رئيس المحكمة، وأسس إدارة كُتّاب مكة المكرمة، وعُيِّن أمينا لبيت مال المسلمين، ثم نائبا لرئيس المحكمة الشرعية بمكة، ثم رئيسا لكتابة عدل مكة المكرمة، وأضيفت إليه نيابة رئاسة مجلس الأوقاف، فقام بالوظيفتين خير قيام، وعُرف بنزاهته وإخلاصه وكفاءته ورحابة صدره، وملكته في حلّ القضايا وغوامض مشاكلها، وتوفي عام 1379هـ بمكة المكرمة ودفن بالمعلاة.
  45. محمد بن عبد العزيز بن محمد ابن مانع: ولد في عام 1300هـ بعنيزة، وحفظ القرآن الكريم وجوّده، وحفظ بعض المتون، وقرأ على جماعة من العلماء، ورحل في طلب العلم إلى بغداد، وأخذ عن علماء الحنابلة، ولازم الألوسيين، ثم سافر إلى مصر، ثم إلى دمشق، وقرأ بهما على جماعة من العلماء، ثم عاد إلى بغداد، وجدّ في الطلب وثابر عليه، وقرأ كتب الحنابلة، وكتب الشيخين ابن تيمية وابن القيم، وطلبه حاكم قطر وولّاه القضاء والتدريس والخطابة فيها، وبقي حوالي ربع قرن، ثم طلبه الملك عبد العزيز آل سعود وعيّنه مدرسا بالمسجد الحرام وبإحدى مدارس مكة، ثم عين رئيسا لهيئة التمييز ولهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، و مشرفا للوعظ والإرشاد في الحرمين الشريفين، ثم عُيِّن مديرا عاما للمعارف، ثم أسندت إليه رئاسة دار التوحيد، ثم في عام 1374هـ طلبه حاكم قطر، وعُيِّن مشرفا على التعليم فيها ومستشارا له وإماما وخطيبا بجامع الدوحة، وأشار على حاكم قطر بطبع كتب في الفقه الحنبلي وفي الأدب والتاريخ والتفسير والحديث، وتوفي عام 1385هـ ببيروت، ونقل جثمانه إلى الدوحة فدفن بها، ومن مؤلفاته: مختصر شرح عقيدة السفاريني، وحاشية على عمدة الفقه، وحاشية على دليل الطالب، و " إرشاد الطلاب إلى فضيلة العلم والآداب " ، و " الأجوبة المفيدة على الأسئلة العديدة " ، وله غير ذلك.  
  46. عبد الرحمن بن يحيى بن علي بن محمد المُعلِّمي: ولد في الطفن من اليمن سنة 1313هـ ، ودرس بها، ثم درّس بها أيضا، ثم هجرها سنة 1329هـ وذهب إلى جيزان، وأقام لدى حاكم عسير والمخلاف السليماني الإمام محمد بن علي الإدريسي، فولّاه رئاسة القضاء، وكان كاتب ديوانه، وبقي عنده حتى توفي الإدريسي سنة 1341هـ ، فهاجر الشيخ إلى عدن، وأقام بها سنة اشتغل فيها بالوعظ والتدريس، ثم رحل إلى الهند، فسكن حيدر أباد الدكن، وكان أحد أعضاء دائرة المعارف العثمانية في قسم التصحيح والتحقيق، ومكث بها إلى سنة 1371هـ ثم قدم مكة المكرمة، وعُيِّن أمينا لمكتبة الحرم المكي الشريف، وبقي فيها إلى وفاته في صبيحة يوم الخميس السادس من صفر سنة 1386هـ. .ومن مؤلفاته: "التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل" و "الأنوار الكاشفة بما في كتاب (أضواء عل السنة) من الزلل والتضليل والمجازفة" و "إغاثة العلماء من طعن صاحب الوراثة في الإسلام"، كما حقّق وعلّق على بعض الكتب، منها: الإكمال لابن ماكولا، والأنساب للسمعاني "ولم يكمله" ، وتذكرة الحفاظ للذهبي، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم، وغيرها.
  47. سليمان بن عبد الرحمن الصنيع العنزي المكي: ولد بمكة المكرمة عام 1323هـ ، ونشأ بها في حجر والده فأدخله الكتَاب في مسجد الجودرية، ثم دخل مدرسة تحسين الخطوط ومعرفة الحساب التجاري، فتعلم الخط والحساب، والتحق بحلقات علماء المسجد الحرام، فأخذ عن جماعة منهم، كالشيخ أحمد الهرساني، والشيخ عيسى روّاس، والشيخ حبيب الله الشنقيطي، والشيخ عبد الله بن حسن، ولازم الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة ملازمة تامة، واجتمع بكثير من العلماء الوافدين إلى مكة،وتولى وكالة رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة، وعضو فخري في لجنة دار الحديث المكية، ومدير مكتبة الحرم المكي، وعضوا في مجلس الشورى، وكان مثالا في الأخلاق وحسن الإدارة الحازمة. وتوفي بمكة المكرمة عام 1389هـ ، ودفن بشعبة النور بجوار مدفن الشيخ عبد الرحمن المعلمي.
  48. محمد العربي بن التباني بن الحسين: ولد بقرية رأس الوادي بالجزائر، وحفظ القرآن الكريم، وحفظ متونا علمية في سائر الفنون، ورحل إلى تونس وحضر على مشايخ جامع الزيتونة وقرأ عليهم في النحو والصرف والفقه، ثم رحل إلى المدينة المنورة قبل الحرب العامّة، فأدرك فيها مشايخ أجلّة لازم دروسهم، كالشيخ أحمد بن محمد خيرات الشنقيطي، والشيخ حمدان الشنقيطي، والشيخ عبد العزيز الوزير التونسي، وغيرهم من العلماء، ثم رحل إلى دمشق، ثم قدم مكة سنة 1336هـ ، وحضر دروس بعض العلماء بالمسجد الحرام، ثم عُيِّن مدرسا في مدرسة الفلاح بمكة، وقرأ كتبا كثيرة في أثناء ذلك، ودرّس بالمسجد الحرام وبمنزله، وأخذ عنه علماء أعلام، كالسيد علوي مالكي، والسيد محمد أمين كتبي، وغيرهم، وتوفي بمكة المكرمة عام 1390هـ. ومن مؤلفاته: "إتحاف ذوي النجابة بما في القرآن والسنة من فضائل الصحابة" و "تحذير العبقري على كتاب المحاضرات للخضري" و "اعتقاد أهل الإيمان بنزول المسيح آخر الزمان" و "خلاصة الكلام فيما هو المراد بالمسجد الحرام"، وغير ذلك من المؤلفات.
  49. عبد الحق بن عبد الواحد بن محمد الهاشمي العمري، أبو محمد، يتصل نسبه بعمر بن الخطاب رضي الله عنه: ولد بقرية الشيوخ عام 1302هـ ، وتربّى في كنف والديه، وتلقى تعليمه في الابتداء على يد والده، فحفظ القرآن الكريم، ودرس الأدب الفارسي، وأتقن النحو والصرف، واتصل بأكثر من ثلاثين شيخا، أخذ عنهم شتى العلوم، ورفع راية الدعوة السلفية، وأسس دار الحديث، واشتغل بالتدريس في علوم القرآن والسنة، وأخذ عنه كثيرون، ثم أتى مكة وأقام بها منذ عام 1367هـ ، ودرّس بالمسجد الحرام في التفسير والحديث، وتوفي بمكة سنة 1394هـ. ومن مؤلفاته: "رجال الموطأ والصحيحين" و "مفتاح الموطأ" و "مسند الصحيحين".
  50. سليمان بن عبد الرحمن بن محمد الحمدان: ولد في المجمعة عام 1322هـ ، ونشأ بها نشأة حسنة، وقرأ القرآن الكريم وجوّده، وطلب العلم بهمة عالية، فقرأ على علماء المجمعة، كالشيخ عبد الله العنقري، ثم رحل إلى الرياض فأخذ عن علمائها ولازمهم، كالشيخ سليمان بن سحمان، والشيخ سعد بن عتيق، والشيخ حمد بن فارس، ثم رحل إلى مكة المكرمة، فقرأ على جماعة من علمائها من أهلها والوافدين إليها، وأجازه شيوخه بالتدريس، فدرّس بالمسجد الحرام، والتفّ عليه طلاب كثيرون، وكان واسع الاطلاع في التوحيد والحديث والفرائض، وتولى القضاء بالمحكمة المستعجلة بمكة، ثم نقل إلى قضاء المدينة المنورة، ثم عُيِّن عضوا برئاسة القضاء بمكة، ثم عُيِّن في قضاء الطائف، ثم نقل إلى قضاء المجمعة، واستمر فيه حتى أحيل إلى التقاعد عام 1369هـ ، فقدم مكة، وجاور بها وتجرّد للإفتاء والتدريس والإرشاد بالمسجد الحرام، وتوفي بمكة المكرمة سنة 1397هـ. ومن مؤلفاته: الرسالة البيروتية، ورسالة في التوحيد، ورسالة في الفرائض، ومنسك الحج، وغير ذلك.
  51. حسن بن محمد المشاط، العالم المربي: ولد بمكة المكرمة سنة 1317هـ ، ونشأ نشأة صالحة في رعاية والده، وأخذ العلوم عن بعض المشايخ، ودخل المدرسة الصولتية، وتخرج فيها، مع حضور حلقات الدروس في الحرم المكي الشريف، وحصل على إجازات كثيرة، وأذن له مشايخه بالتدريس، فشرع فيه بالحرم المكي والمدرسة الصولتية، وكثر حوله طلاب العلم، وعين عضوا بمحكمة التمييز عام 1361هـ ، وعُيِّن وكيلا عن رئيس المحكمة الشرعية الكبرى عام 1365هـ ، واستمر على ذلك حتى قدم استقالته في سنة 1375هـ ليتفرغ للتدريس بالحرم الشريف، ومن مؤلفاته: "نيل المنى والمأمول على لبّ الأصول" ، و "التقريرات السنية في حل ألفاظ المنظومة البيقونية" ، و "إسعاف أهل الإيمان بوظائف شهر رمضان" ، و "إسعاف أهل الإسلام بوظائف الحج إلى بيت الله الحرام" ، و "الجواهر الثمينة في بيان أدلة عالم المدينة" ، و "التحفة السنية في أحوال الورثة الأربعينية" ، وغيرها من المؤلفات، وتوفي بمكة عام 1399هـ.
  52. محمد طاهر بن عبد القادر الكردي المكي: ولد بمكة المكرمة عام 1321هـ ، وتلقّى تعليمه بمدرسة الفلاح، وتخرج منها عام 1339هـ ، وسافر بصحبة والده إلى القاهرة حيث التحق بالأزهر، فاشتغل بالعلوم الدينية والعربية، كما اشتغل بتعلم الخطوط العربية بأنواعها، وما يتعلق بها من الرسم والزخرفة والتذهيب، ولما عاد من القاهرة اشتغل بتعليم الخط العربي بالمدارس، فلذلك كان يعرف بالخطاط، وقد كتب المصحف الشريف بخطه، وطبع بمكة المكرمة، وهو أول مصحف يطبع بها، وسمِّي "مصحف مكة المكرمة" ، وكان ذلك في عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله تعالى، وقد عرض المصحف على جلالته قبل أن يطبع، فسُرَّ بذلك وأثنى على القائمين عليه، وللشيخ محمد طاهر عدة مؤلفات، منها: "التاريخ القويم لمكة وبيت الله العظيم" ، و"تاريخ القرآن وغرائب القرآن رسمه وحكمه" ، و"إرشاد الزمرة لمناسك الحج والعمرة" ، و"أدبيات الشاي والقهوة" ، و"تاريخ الخط العربي وآدابه" ، و"مجموعة الحرمين في تعليم النسخ"، و"الأدعية المختارة"، و منظومة في صفة أشهر بنايات الكعبة المشرفة، وله التفسير المكي، ولكنه لم يظهر إلى النور، وكان له إسهامات عديدة في المشاريع التي أنجزت بالبلد الحرام، فقد كان عضوا في الهيئات الرسمية بإصلاح الخراب الذي حدث في الكعبة المشرفة، ثم في الهيئة التي ألفت للتوسعة العظيمة للمسجد الحرام، واطلع على كثير من المعلومات الدقيقة للآثار الدينية والمعمارية في المسجد الحرام، التي ضمنها كتابه الموسوعي "التاريخ القويم"، وقد كانت وفاته في ليلة الاثنين 23 ربيع الآخر عام 1400هـ بمستشفى بخش بجدة، ونقل في اليوم التالي إلى مكة المكرمة.
  1. عبد الله بن محمد بن حميد بن عبد العزيز ابن حميد، ينتهي نسبه إلى بني خالد ، أبو محمد، العلّامة الفقيه الحافظ: ولد في الرياض في التاسع والعشرين من ذي الحجة سنة 1329هـ ، وتوفي والده وهو في الثانية من عمره، وتوفيت والدته وهو في السادسة من عمره، وكُفَّ بصره وهو صغير بسبب مرض الجدري، ودخل الكُتَّاب حيث حفظ القرآن الكريم، ثم أخذ في طلب العلم، فقرأ على جماعة من علماء الرياض، منهم: الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، والشيخ محمد بن عبد اللطيف، والشيخ حمد بن فارس، والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وهو شيخه الأكبر، وعنه أخذ جلّ علومه ومعارفه في كل الفنون، وقد ارتحل مع شيخه وقرأ عليه كثيرا في رحلته، فتأهل وبرز من بين أقرانه، فجعله الشيخ مساعدا له في التدريس في مسجده، ثم إنه درّس في عدة مناطق، فدرّس بالمجمعة لما عُيِّن للقضاء فيها، ودرّس بالقصيم، ودرّس بالمعهد العالي للقضاء، ثم انتقل إلى مكة عام 1384هـ وتولى الإشراف على شؤون المسجد الحرام، وقام بالتدريس بالمسجد الحرام خلف مقام إبراهيم، وقام بتنظيم شؤون المسجد الحرام في أئمته ومؤذنيه، وفي عهد الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله استُحدث منصب رئاسة مجلس القضاء ليكون المرجع النهائي في القضاء، ورغب جلالته من الشيخ عبد الله بن حميد تولي هذا المنصب، فما وسع الشيخ إلا الامتثال لطلب الملك، كما كان الشيخ عضوا في هيئة كبار العلماء بالمملكة، ورئيس المجمع الفقهي في رابطة العالم الإسلامي، ورئيس لجنة جائزة الدولة التقديرية، وعضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، وله غير ذلك من المناصب، وقد تتلمذ على يد الشيخ كثير ممن صاروا بعد ذلك من كبار العلماء، كالشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عامّ المملكة، والشيخ صالح اللحيدان رئيس المجلس الأعلى للقضاء، والشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء، والشيخ محمد السبيِّل إمام المسجد الحرام وعضو هيئة كبار العلماء، وغيرهم من أهل العلم، وفي منتصف عام 1401هـ أصيب الشيخ بمرض السرطان، وسافر للعلاج إلى أمريكا، وكان صابرا محتسبا، ثم اشتدّ عليه المرض، ثم أصيب بغيبوبة استمرت معه إلى وفاته، وكانت وفاته يوم الأربعاء 20 ذي القعدة عام 1402هـ بالطائف، وصُلِّي عليه يوم الخميس بالمسجد الحرام بعد صلاة العصر، ودفن بمقبرة العدل بمكة المكرمة. وللشيخ مجموعة من الرسائل، منها: "هداية الناسك إلى أحكام المناسك" و "الرسائل الحسان في نصائح الإخوان" و "الاشتراكية في الإسلام" و "حكم اللحوم المستوردة وذبائح أهل الكتاب" وغيرها.
  2. عبد الله بن عمر بن عبد الله ابن دهيش: ولد في الأحساء في 20/12/1320هـ ، وتولى والده تربيته وتعليمه، فتعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، ثم لازم حلقات العلم، فحضر دروس قاضي الأحساء عيسى بن عكّاس، ودرس عليه عددا من الكتب في العلوم الإسلامية والعربية، ثم سافر إلى الهند لدراسة الحديث على مشاهير علمائها، فمكث فيها عاما واحدا، ودرس الكثير من كتب الحديث، ثم عاد إلى الأحساء، وفي طريق عودته نزل في قطر وأخذ عن الشيخ محمد بن مانع، وفي الأحساء حضر دروس الشيخ عبد العزيز بن بشر، وقرأ عليه جملة من الكتب المطوَّلة، ودرس على غيره من العلماء، ورحل إلى الرياض فقرأ على جماعة من العلماء بها، كالشيخ سعد بن عتيق، والشيخ سليمان بن سحمان، وغيرهما، ثم لازم الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وقرأ عليه بعض الكتب، وحصل منه على إجازة علمية، وأجيز أيضا من العلماء الذين درس عليهم، وتولى رئاسة المحكمة الشرعية بالأحساء، بالإضافة إلى قيامه بالإمامة والخطابة والتدريس بالجامع الكبير بها، ثم نقل إلى رئاسة محكمة حائل، ثم في رجب عام 1361هـ نقل إلى محكمة التمييز بمكة معاونا لرئيسها الشيخ محمد بن مانع، وعُيِّن أيضا معاونًا لرئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة، وتولى التدريس بالمسجد الحرام، ثم نقل إلى رئاسة محاكم الرياض، ثم إلى محاكم الخبر، ثم في عام 1371هـ عين رئيسا لمحاكم مكة المكرمة، وبقي فيه حتى أحيل إلى التقاعد، وكانت وفاته يوم الأحد التاسع من جمادى الأولى عام 1406هـ بمكة المكرمة. ومن مؤلفاته: تحقيق بعض الكتب، منها: رسالة "المناقلة بالأوقاف وما فيها من الاختلاف" لابن قاضي الجبل، ورسالة" سير الحاثّ إلى علم الطلاق بالثلاث" ليوسف ابن عبد الهادي، و له مؤلفات أخرى إما مخطوطة أو لم يكملها. 
  3. علي بن عيدروس البار العالم الجليل: ولد بمكة المكرمة في جبل الكعبة عام 1333هـ ، وأخذ عن والده عيدروس البار وعلماء آخرين في الحجاز، وأجازه والده بالتدريس في المسجد الحرام قبل بلوغه العشرين عاما، وخضع لتفتيش رئاسة القضاء فكان أهلا لذلك، وكان ذا ثقافة علمية وفقهية عالية، دائم التوجيه والنصح، وكانت مجالسه العلمية في جبل الكعبة معروفة لأهل العلم والمرتادين إليها، وتوفي بعد أداء صلاة الفجر يوم 21 ذي القعدة عام 1409هـ.
  4. محمد ياسين بن محمد عيسى الفاداني الأندونيسي أصلا، المكي ولادة ونشأة، الشافعي، أبو الفيض، مسند الوقت: ولد بمكة المكرمة عام 1335هـ ، وابتدأ تحصيله العلمي على والده وعمه محمود، ثم التحق بالمدرسة الصولتية، ودرس على  علماء كثيرين في عصره، منهم الشيخ محمد علي المالكي، وقد لازمه كثيرا، والشيخ حسن المشاط، ومحدث الحرمين عمر حمدان المحرسي، ومفتي الشافعية عمر باجنيد، والمقرئ أحمد المخللاتي، وغيرهم، وجمع أسانيد بعض شيوخه، وباشر التدريس بدار العلوم الدينية بمكة المكرمة عام 1356هـ ، ودرّس بالمسجد الحرام وبمنزله، وتخرج على يديه كثيرون ، وتوفي سحر يوم الجمعة 28 ذي الحجة عام 1410هـ بمكة المكرمة، ودفن بالمعلاة. ومؤلفاته كثيرة جدا ، منها: "إتحاف البررة بأسانيد الكتب الحديثية العشرة" ، "مطمح الوجدان في أسانيد الشيخ عمر حمدان" ، "تنوير البصيرة بطرق الإسناد الشهيرة" ، "العجالة في الأحاديث المسلسلة" ، "الفوائد الجنية حاشية المواهب السنية شرح الفرائد البهية في نظم القواعد الفقهية في الأشباه والنظائر على مذهب الشافعية" ، وله غير ذلك الكثير.
  5. محمد أمين مرداد: أحد كبار فقهاء المذهب الحنفي، ويعد من العلماء المشهود لهم بالفضل، حيث درس المذهبين الحنفي والحنبلي على والده، وتفقه في أمور دينه، وكان له حلقة درس بعد صلاتي العصر والعشاء بالمسجد الحرام يؤمّها الكثير من طلاب العلم، وعمل بالتدريس بالمدارس الأهلية والحكومية ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، ومن أبرز تلاميذه الذين تعلموا وحفظوا القرآن عليه: الشيخ عبد الله عبدالغني خياط إمام وخطيب المسجد الحرام سابقا، وتوفي عام 1411هـ.
  6. صالح بن محمد التويجري: ولد في القصيم عام 1335هـ ، ودرس على والده وجماعة من العلماء، ثم انتقل إلى الرياض ودرس على الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والشيخ عبد العزيز بن باز، ثم انتقل إلى الحجاز، ودرس على علماء المسجد الحرام بمكة، كما مارس التدريس بمدرسة العزيزية الابتدائية، ثم تولى القضاء بحائل، ثم نقل إلى أبها نائبا لرئيس محاكمها، ثم عُيِّن رئيسا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم رئيسا لمحاكم تبوك، ثم نقل إلى هيئة التمييز إلى عام 1401هـ، وكان نائب الرئيس الأعلى لدار الحديث الخيرية بمكة، ورئيسا للجنة الرباعية الدائمة لهيئة الإغاثة الإسلامية، وعضوا بمجلس الأوقاف بمكة، وكان محبا للخير، رحيما بالفقراء، عطوفا على المساكين، توفي بمكة المكرمة في رجب عام 1412هـ.
  7. إبراهيم داود فطاني، الفقيه العالم الأديب الشاعر: ولد بمكة المكرمة في محلة القشاشية عام 1320هـ ، ونشأ في كنف والده، فحفظ القرآن الكريم، ودخل المدرسة الهاشمية ودرس بها خمس سنوات، ونال شهادتها، ودرّس بالمسجد الحرام وهو في زهرة شبابه، ولقّبه أهل مكة بفقيه مكة، وصار حجة يرجع الناس إليه، وعمل مدرسا في دار الشيخ محمد علي المالكي، وفي المعهد العلمي السعودي لمدة ثلاث سنوات، ثم نقل إلى القضاء، فتولى القضاء في عهد الملك عبد العزيز بالمحكمة المستعجلة، ثم نقل إلى المحكمة الكبرى، واستمر حتى أحيل إلى التقاعد، وكانت حياته حافلة بالدعوة ونشر العلم، وأهدى مكتبته إلى جامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة (أم القرى حاليا) ، وتوفي بمكة عام 1413هـ.
  8. زكريا عبد الله بيلا: ولد بمكة المكرمة عام 1329هـ ، وتتلمذ على والده الذي كان مدرسا بالمسجد الحرام، ثم انتقل إلى مدارس التعليم العام حتى تخرج في القسم العالي التخصصي للعلوم الشرعية والدينية بالمدرسة الصولتية عام 1353هـ ، كما درس على أيدي علماء المسجد الحرام، وعُيِّن مدرسا في المدرسة الصولتية، ودرّس أيضا بالمسجد الحرام، وتوفي بمكة عام 1413هـ. ومن مؤلفاته: "الجواهر الحسان في تراجم الفضلاء والأعيان" و "الدر المقبول نظم لب الأصول" و "القول الميسر في استقبال الحجر" و "الحلل السندسية في الصلاة على خير البرية" و "النزهة العلية في الأخلاق البهية" و "تقييد الفوائد على خلاصة القواعد" وله تعليقات ومقدمات لمؤلفات غيره. 
  9. أحمد محمد جمال، الكاتب الإسلامي الكبير الفقيه المفسر: ولد بمكة المكرمة عام 1343هـ ، وتخرج من المعهد العلمي السعودي بمكة سنة 1359هـ ، واختير أستاذا للثقافة الإسلامية سنة 1387هـ بجامعة الملك عبد العزيز، ثم بجامعة أم القرى، وظل مدرسا بها لمادتي التفسير والثقافة الإسلامية حتى وفاته، وكان ذا ثقافة عميقة وعالية، اختاره الملك فيصل ـ عندما كان وليا للعهد ـ عضوا في لجنة نظام الحكم برئاسة الأمير مساعد بن عبد العزيز، وقدم للجنة مشروعا لنظام الحكم يجمع بين أحكام الشريعة الإسلامية والأساليب العصرية للحكم، واختاره المجمع الفقهي الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي عضوا خبيرا في المجمع منذ سنة 1406هـ ، ومثّل رابطة العالم الإسلامي منذ تأسيسها في عديد من المؤتمرات والندوات، وأشرف على سلسلة "دعوة الحق" التي تصدرها الرابطة حتى وفاته، كما أشرف على مجلة التضامن الإسلامي لوزارة الحج والأوقاف، وله نشاطات فكرية صحافية معروفة، وتوفي في 9 ذي الحجة عام 1413هـ بالإسكندرية، ودفن بمكة المكرمة، وقد أُلِّفت عدة مؤلفات في سيرته. ومن مؤلفاته: "مفتريات على الإسلام" ، "الإسلام أولا" ، "الأمة الواحدة" ، "دين ودولة" ، "الجهاد في الإسلام مراتبه ومطالبه" ، "القرآن الكريم: كتاب أحكمت آياته" ، "مسؤولية العلماء في الإسلام" ، "مكانك تحمدي"، وله غير ذلك.
  10. إسماعيل بن إسماعيل بن عثمان الزين الحضرمي اليماني ثم المكي الشافعي: ولد في ربيع الأول سنة 1352هـ في مدينة "الضحى" من اليمن، ونشأ في حجر والده، وتعلم منه مبادئ العلوم، وحفظ عليه المتون، والتحق بالمدارس الحكومية، ولما بلغ الرابعة عشرة توفي والده، فأكملت والدته تربيته، ثم أقبل على التعلم بكل جد، فحفظ كثيرا من المتون العلمية على مشايخ القطر اليمني، ولازمهم واستفاد منهم، ثم جاور بمكة عام 1380هـ ، ثم حُبِّب إليه المقام بها، ولازم بعض علمائها، وعُيِِّن مدرسا بالمدرسة الصولتية، ودرّس أيضا بالمدرسة الرحمانية، ودار العلوم، وفي المسجد الحرام، وفي منزله، فكان العلم والتعليم شغله الشاغل، ورحل إلى جاوه، ومصر، والسودان، وأخذ عن علمائها، وانتفع به خلق، وأثنى عليه علماء عصره، ثم أصيب بمرض في كبده، فلزم فراشه، وترك التدريس بالصولتية، ثم اشتد عليه المرض حتى وافته المنية في منزله بمكة المكرمة عام 1414هـ. ومن مؤلفاته: "أربعون حديثا في المواعظ والأحكام" ، "إرشاد المؤمنين في فضائل ذكر رب العالمين" ، "صلة الخلف بأسانيد السلف"، "القول المنير في علم أصول التفسير"، "مشجرة بأسانيد الفقه الشافعي" بالاشتراك مع الشيخ محمد ياسين الفاداني، وله غير ذلك من المؤلفات والرسائل. 
  11. إسحاق عقيل عَزّوز: ولد بباب الباسطية في مكة المكرمة عام 1330هـ ، وتلقى تعليمه الابتدائي بمكة، وابتعث عام 1348هـ ضمن 20 طالبا إلى بومباي بالهند لدراسة الفقه والعلوم، وبعد حصوله على الشهادة العليا عاد مدرسا في مدارس الفلاح، وتنقل في الوظائف التربوية بوزارة المعارف، واختير لعضوية مجلس الشورى، وتولى الإشراف على مدارس الفلاح، وعين وكيلا لإمارة مكة المكرمة لمدة عام واحد، ثم استقال، وظل مشرفا على مدارس الفلاح حتى وفاته، وتوفي بمكة عام 1415هـ. ومن مؤلفاته: المشاركة في وضع بعض المقررات الدراسية، وله مؤلفات مخطوطة، منها: "الاتباع والابتداع"، "الفرق الإسلامية"، "صلاة التراويح في الحرمين الشريفين من عهد النبوة إلى هذا العصر"، وله غير ذلك.
  12. سعيد حسن شفا المكي: العالم الفقيه، كان بحرا من بحور العلم، وحجة في علم الحديث والنحو، وتتلمذ على يديه كثير من طلاب العلم إبّان قيامه بالتدريس في الحرم المكي الشريف، وعمل موظفا في إدارة التعليم بالأمانة العامة في رابطة العالم الإسلامي، وتوفي في ربيع الأول عام 1415هـ بمكة المكرمة، ودفن بمقابر العدل.
  13. سليمان بن عبيد بن عبد الله بن عبيد آل سُلمى: ولد في البكيرية عام 1327هـ، وقدم إلى البدائع في سن التمييز، وقرأ في كتّابها، وقرأ على بعض العلماء بها، ثم انتقل إلى بريدة لطلب العلم، ثم إلى الرياض حيث لازم حلقة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، فقرأ عليه واستفاد منه، ثم عُيِِّن قاضيا بالزلفي، ثم بالمجمعة، ثم صار وكيلا لمدير المعارف العام الشيخ محمد بن مانع، ثم صار رئيسا لمحاكم المنطقة الشرقية، ثم نقل إلى رئاسة المحكمة الكبرى بالرياض، ثم رئيسا للمحكمة الكبرى بمكة المكرمة، ثم صدر أمر ملكي بتعيينه رئيسا عاما لشؤون الحرمين الشريفين حتى تقاعد عام 1409هـ ، ثم عُيِّن مستشارا بالديوان الملكي، بالإضافة إلى عضويته بمجلس كبار العلماء منذ تأسيسه إلى وفاته، وكان عضوا بمجلس القضاء الأعلى، وقد توفي صباح الثلاثاء 2/5/1416هـ في مستشفى الهدى عن مرض ألزمه الفراش أياما، وصلي عليه مغرب ذلك اليوم بالمسجد الحرام، ودفن بمقبرة العدل بمكة المكرمة.
  14. صالح بن أحمد بن محمد إدريس الحضرمي الأصل، الأركاني مولدا، ثم المكي، ثم الرابغي، أبو يونس: ولد سنة 1364هـ بأركان في بورما، ونشأ هناك بين أحضان والديه، ورباه أبوه التربية الصالحة، ثم هاجر مع أبيه وأهله إلى كراتشي بباكستان، وطلب العلم هناك، ثم رحلوا إلى دبي بالإمارات العربية، وقرأ بها على الشيخ محمد شفيع الأركاني، ثم هاجر إلى حضرموت مع شيخه محمد شفيع، ولقي بعض العلماء، ثم هاجر إلى عدن، وقرأ على بعض العلماء بها، و حصل على إجازات منهم، ثم رحل إلى مكة واستقر بها، وأجازه جماعة من العلماء، منهم: الشيخ محمد ياسين الفاداني، والشيخ حسن المشاط، والشيخ محمد نور سيف، وغيرهم، ثم انتقل بأسرته إلى رابغ بالسعودية، وأمّ بأحد المساجد بها، ودرّس فيه، وزاره هناك كثير من العلماء وطلاب العلم، منهم شيخه الفاداني، وهو الذي حمل راية الإسناد بعد موت الفاداني، وقد أصيب بهبوط حادّ في قلبه، فنقل إلى المستشفى بجدة، وتوفي في 15 رمضان عام 1418هـ ، وصلي عليه بالمسجد الحرام بمكة، ودفن بالمعلاة.
  15. أبو تراب الظاهري: عبد الجميل بن عبد الحق بن عبد الواحد الهاشمي العمري، ولد رحمه الله تعالى في بلدة أحمد بور الشرقية في باكستان حالياً عام 1343هـ ، ونشأ فيها، وكانت أسرته أسرة علمية، فقرأ على والده وجده في فنون مختلفة، ثم قدم مع أسرته إلى السعودية حين استقدم الملك عبد العزيز والده الشيخ عبد الحق ليكون مدرسا في المسجد الحرام، فانتهز أبو تراب هذه الفرصة ودرس على العلماء بالبلد الحرام بالإضافة لدراسته على والده والدراسة النظامية، حيث درس في إحدى جامعات الهند وحصل منها على البكالوريوس، ثم أخذ الماجستير من جامعة أخرى في دلهي، ثم نال الدكتوراة من جامعة الأزهر بمصر، وكان خلال دراسته في الهند ومصر يحرص على لقاء العلماء ولاستفادة منهم، ورحل كذلك إلى اليمن والمغرب وغيرها من الدول، وكان حريصا على اقتناء الكتب والمخطوطات في رحلاته وزمن دراسته، حتى استطاع أن يكوِّن مكتبة ضخمة جدا، وكان الشيخ له اهتمام عظيم باللغة والأدب، كثير الاطلاع على الكتب في هذين المجالين، حتى صار ذا قلم سيال متمكن في اللغة وآدابها، كما كان يقرض الشعر الحسن، وله دواوين شعرية، وقد مارس الشيخ التدريس في المسجد الحرام في فنون مختلفة، وعمل كذلك مصححا في صحيفة البلاد حين كانت تطبع في مكة، ثم ترك التدريس في المسجد الحرام لبعض الأسباب وعمل مفهرسا للكتب في مكتبة الحرم المكي، ونسخ الكثير من المخطوطات، ثم عمل مدرسا في المدرسة  الفخرية، ثم في دار الحديث بمكة، ثم انتقل إلى جدة، وعين رئيسا لقسم التصحيح في صحيفة البلاد وعمل في الإذاعة أيضا في أقسام عدة منها، وكذلك في قسم مراقبة المطبوعات، وآخر أعماله الحكومية أنه عمل مستشارا دينيا ولغويا في وزارة الإعلام، وبقي فيه إلى وفاته، وقد ألف جملة من الكتب، منها: شواهد القران، سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم، صفة الحجة النبوية، أصحاب الصُّفَّة، كبوات اليراع، لجام الأقلام، وفود الإسلام، وغيرها، وكانت وفاته في مدينة جدة صبيحة يوم السبت الحادي والعشرين من صفر عام 1423هـ عن عمر يناهز ثمانين عاما، وصلي عليه بعد فجر اليوم التالي بالمسجد الحرام بمكة، ودفن بالمعلاة.
  16. عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح بن حمد بن محمد بن حمد البسام، ولد في عنيزة في القصيم عام 1346هـ، ودخل في صباه المبكر كتّاب الشيخ: عبد الله بن محمد القرعاوي، وكان يحفظ عنده القرآن حتى انتقل الشيخ القرعاوي من القصيم، فأخذ يدرس هو وأخوه صالح على والدهما: عبد الرحمن بن صالح البسام، وقرأ عليه القرآن، والتفسير، والسيرة النبوية، والتاريخ الإسلامي، والفقه، والنحو، ثم انخرط بعد ذلك في سلك الطلاب المنتظمين عند الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله، فقرأ عليه البخاري، والمنتقى، وبلوغ المرام، وكتاب التوحيد، كما درس عليه الفقه، والأصول، والنحو، والصرف، وجد واجتهد حتى صارت له مكانة عند شيخه، فكان يرشحه لإمامة الناس في صلاة التراويح، ثم قدم الشيخ البسام مكة حاجا، والتقى بالشيخ عبد العزيز ابن مانع، الذي أعجب به ورشحه للتدريس بدار التوحيد بالطائف، فالتحق بها، والتقى بكبار العلماء الذين كانوا يدرسون فيها، واستفاد منهم، ثم التحق بكلية الشريعة واستفاد من العلماء الذين درسوه فيها، كالشيخ الشعراوي، والشيخ خليل هراس، وغيرهما، وبعد تخرجه تعين في السلك القضائي في المحكمة الجزئية المستعجلة بمكة، ثم تولى رئاسة المحكمة الكبرى بالطائف، ثم عين قاضيا بمحكمة التمييز بالمنطقة الغربية، ثم تولى رئاستها، وكان الشيخ يلقي دروسا في المسجد الحرام، وكان الشيخ عضوا في هيئة كبار العلماء، وعضوا في مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي، وعضوا في مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وعضوا في هيئة الإعجاز العلمي للكتاب والسنة في رابطة العالم الإسلامي، وعضوا في لجنة تحديد المشاعر المقدسة، كما كان رئيسا لجمعية المبرة الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج في مكة المكرمة، وشارك في مناقشة رسائل علمية بجامعة أم القرى، وله بعض المؤلفات النافعة، منها: تيسير العلام شرح عمدة الأحكام، توضيح الأحكام من بلوغ المرام، نيل المآرب تهذيب عمدة الراغب، الاختيارات الجلية في المسائل الخلافية، علماء نجد خلال ثمانية قرون، وغيرها، وكانت وفاته يوم الخميس 27 ذي القعدة عام 1423هـ إثر سكتة قلبية، في مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة، وصُلي عليه في المسجد الحرام بمكة المكرمة بعد صلاة الجمعة.
  17. عبد الفتاح بن حسين بن إسماعيل بن علي طيب راوه الجاوي ثم المكي: ولد بمكة المكرمة عام 1334هـ ، ودرس بمدرسة الخياط، ثم بمدرسة الفلاح، والمدرسة الصولتية، بالإضافة إلى الدراسة بالمسجد الحرام، وأخذ عن جماعة من العلماء، منهم: الشيخ عمر حمدان المحرسي، والشيخ عيسى روّاس، والشيخ حسن المشاط، ونال إجازات كثيرة منهم، وأجيز بالتدريس بالمسجد الحرام، وعُيِّن مدرسا ببعض المدارس بمكة وغيرها، وكان مديرا لبعضها أيضا، ودرّس أيضا بمعهد الحرم المكي الشريف، ودرّس ببعض مساجد الطائف، وتوفي بمكة في 2 جمادى الأولى عام  1424هـ ، ومن مؤلفاته: "الإفصاح عن مسائل الإيضاح على مذهب الأئمة الأربعة وغيرهم" ، "الدرر اللؤلؤية على النفحة الحسنية شرح التحفة السنية" في الفرائض، "مختصر إتحاف أهل الإسلام بخصوصيات الصيام" ، "المصاعد الراويّة إلى الأسانيد والكتب والمتون المرضيّة" ، وله مؤلفات أخرى غيرها.
  18. محمد الحسن بن علوي بن عباس الإدريسي المالكي الحسني المكي: ولد بالقرارة قرب باب السلام بمكة، وهو من أسرة الأشراف الأدارسة المغاربة، نزح أحد أجداده من فاس إلى مكة المكرمة، وسكنها، وكانت له ذرية من أهل العلم، وتلقى صاحب الترجمة العلم منذ صغره على والده، فقرأ عليه القرآن ومبادئ العلوم، ثم التحق بمدرسة الفلاح، وكان يحضر دروس العلماء بالمسجد الحرام، ورحل في طلب العلم إلى مصر حيث التحق بالجامع الأزهر، ولازم علماءه، إلى أن تخرج ونال شهادة الدكتوراة من الأزهر، كما رحل إلى الباكستان، والهند، واستفاد من العلماء بها، وأخذ عن علماء المدينة المنورة، وسوريا ، وتركيا، وأندونيسيا، والمغرب، والجزائر، وليبيا، وبعد وفاة والده درّس بالمسجد الحرام، وتابع الدرس الذي كان يلقيه بطلب من العلماء، كما عُيِِِّن مدرسا بكلية الشريعة بمكة، وقام بإلقاء أحاديث في الإذاعة السعودية، كما شارك في كثير من المؤتمرات العالمية والندوات حول السنة النبوية، وكان رئيسا للمسابقة الدولية لحفظ كتاب الله تعالى، وأسس كثيرا من المدارس والمعاهد في أنحاء العالم الإسلامي، وقد توفي بمكة المكرمة في رمضان عام 1425هـ ، ودفن بالمعلاة. ومن مؤلفاته: "الرسالة الإسلامية كمالها وخلودها" ، "شرف الأمة المحمدية" ، "في رحاب البيت الحرام" ، "القواعد الأساسية في مصطلح الحديث" ، "زبدة الإتقان في علوم القرآن" ، وله غيرها من المؤلفات. 
  19. عاتق بن غيث بن زوير البلادي الحربي، ولد في مكان يسمى (مسر) في بادية مكة قرب خليص، وذلك في الثالث من شوال لعام 1352هـ، كان والده رحمه الله قصاص أثر ونسابا وشاعرا فتأثر به، ورباه على حسن الخلق إلا أنه توفي عام 1364هـ، نشأ رحمه الله في هذه المنطقة ودخل مدارس مكة النظامية، فدرس في مدرسة السعدية، وأخذ عن العلماء في المساجد، وتلقى عنهم مبادئ العلوم الشرعية، غير أن تركيزه كان على الدراسة في المسجد الحرام، فأخذ عن مشايخ فضلاء، وقد تحصل على دبلوم في فن الصحافة من معهد دار عمان العالي، في عام 1372هـ التحق رحمه الله بالجيش السعودي، وبقي فيه فرقي إلى رتبة وكيل عام 1375هـ، وكان ضمن اللواء السعودي الحادي عشر الذي أرسل تعزيزا للجيش الأردني أثناء العدوان الثلاثي على قناة السويس، وفي عام 1376هـ تخرج في مدرسة المشاة في الطائف برتبة وكيل ضابط، وبقي رحمه الله يعمل في الجيش حتى وصل إلى رتبة مقدم عام 1395هـ، ثم أحيل إلى التقاعد عام 1397هـ، بعد أن تقاعد رحمه الله اهتم بالثقافة والفكر، وانطلق في هذا الميدان وأخرج ما يربو على العشرين كتابا، وقد حصل على دبلوم في فن الصحافة من معهد دار عمان العالي في الأردن، فعمل مراسلا لبعض الصحف السعودية، وقد كان رحمه الله يكتب للصحف أيام عمله فقد بدأ يكتب لجريدة البلاد وصحيفة حراء وأم القرى وغيرها، ثم في عام 1388هـ بدأ يكتب بحوثا لمجلتي المنهل والعرب، ثم في عام 1397هـ أسس دار مكة للنشر والتوزيع، وزاد اهتمامه بالفكر والثقافة والتاريخ بعد تقاعده، فكتب عشرات المقالات والبحوث، إضافة إلى الكتب التي ألفها، وأجرى عدة مقابلات وندوات صحفية وإذاعية وتلفزيونية، وكان عضوا منتسبا في كلّ من نادي مكة الثقافي الأدبي، ونادي جدة الأدبي، ونادي الطائف الأدبي، كما حضر عدداً من المؤتمرات الأدبية والتاريخية، ولجهوده في الثقافة والفكر والصحافة تم تكريمه من قبل وزارة الثقافة والإعلام، كما تم تكريمه في اثنينية عبدالمقصود خوجة، وفي نادي مكة الثقافي الأدبي، وفي معرض الكتاب الدولي بالرياض عام 1430هـ مع المؤرخين الذين أرخوا للجزيرة، وقد حصل رحمه الله على جائزة أمين مدني للبحث في تاريخ الجزيرة العربية عام 1421هـ، وأطلقت أمانة محافظة جدة اسمه على أحد شوارع مدينة جدة تقديراً لجهوده وإسهاماته في خدمة العلم، واشتهر رحمه الله بدراسة تاريخ وجغرافية وأعلام المملكة، بل حتى العراق واليمن، وقد جال رحمه الله الطرق والجبال والوديان ليتعرف عليها ويعرف بها، وليحفظ حوادث وأسماء وأوصاف هذه البلاد، وله باع طويل في تتبع الأنساب، وتدوين تاريخ القبائل، وقد حصل على دكتوراه فخرية من جامعة الحضارة ببيروت، وله مؤلفات كثيرة، منها: معجم معالم الحجاز، الأدب الشعبي في الحجاز، نسب حرب، معجم قبائل الحجاز، على طريق الهجرة، معالم مكة التاريخية والأثرية، معجم معالم الحجاز، معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية، أودية مكة المكرمة، فضائل مكة وحرمة البيت الحرام، هديل الحمام في تاريخ البلد الحرام، المصحح في تاريخ مكة المكرمة، وغيرها من الكتب، وكانت وفاته يوم الاثنين الأول من شهر ربيع الأول عام 1431هـ، وصلي عليه بعد صلاة الفجر في المسجد الحرام ودفن بمقبرة المعلاة.
  20. صالح بن عبد الرحمن بن عبد العزيز الحصيِّن: وُلِد في شقراء بالمملكة العربية السعودية سنة ١٣٥١هـ/١٩٣٢م، وتخرَّج في كلية الشريعة بالمملكة سنة ١٣٧٤ هـ/١٩٥٥م. ثم حصل على درجة الماجستير في الدراسات القانونية من معهد الدراسات العربية في القاهرة سنة ١٣٨٠هـ/١٩٦٠م، كما درس اللغتين الإنجليزية والفرنسية وألمَّ بهما، وتلَّقى دراسات في حلقات العلم في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، وحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ إسحاق كردي، وقد بدأ حياته العلمية في التدريس، ثم أصبح مستشاراً قانونياً في وزارة المالية السعودية، فرئيساً لهيئة التأديب سنة ١٣٩٠هـ/١٩٧٠م، وبعد ذلك أصبح وزير دولة وعضواً في مجلس الوزراء، ثم عين رئيسا لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، وكان رئيس مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، كما كان عضواً في المجلس الأعلى للدعوة والإرشاد، وقام بدور بارز في مجال الدعوة الإسلامية ليس من خلال دعوته إلى التمسك بالتعاليم الإسلامية القائمة على الحق والعدل والمساواة فحسب، ولكن أيضاً من خلال دعوته للوسطية في الإسلام والتعايش بين المسلمين وغيرهم. وهو إلى جانب ذلك من القائمين على أعمال البر، فقد شارك في تأسيس عدد من المؤسسات الخيرية الإنسانية وإدارتها، ومنها: جمعية المدينة المنورة للخدمات الاجتماعية التي ابتكرت برامج للخدمة الاجتماعية واحتذت بها الجمعيات الأخرى، ومؤسسة المستودع الخيري بالمدينة المنورة التي نجحت في تقديم مختلف أنواع الخدمات الاجتماعية والإعانات الأسرية للمحتاجين، والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية التي عُرفت بنشاطها الكبير في مجال العمل الإنساني العالمي دون تمييز بين المحتاجين بسبب العرق أو الدين أو الموطن، وفي مجال الفكر ظلَّ الشيخ يساهم بنشاط في مجال “المصرفية الإسلامية”؛ وذلك من خلال كتابة المقالات وعقد الندوات وإلقاء المحاضرات في محاولة لتصحيح مسار المصارف الإسلامية، ومقاومة انحرافها عن وظيفتها المميزة؛ أي التعامل بالنقود لا في النقود، كما رسمها المنظرون الأولون للمصرفية الإسلامية، وتحقيقها المبادئ القرآنية للتعامل في المال بأن يكون قياماً للناس، وألا يكون دولة بين الأغنياء منهم، وألا يُظلم فيه الناس ولا يظلمون في مجال العمل، وللشيخ الحصيِّن كذلك دور مهم في دعم التعليم وقد كان عضواً في المجالس العليا لعدة جامعات سعودية، وقد عُرف الشيخ صالح بالزهد عن مغريات الدنيا، وحسن الدعوة إلى الله؛ تواضعاً في تعامله مع الآخرين، وتحبباً إليهم، وقد توفي رحمه الله مساء السبت 24 جمادى الآخرة 1434 للهجرة عن عمر يناهز 82 عاماً، وصلي عليه بجامع الراجحي بالرياض بعد صلاه العصر ليوم الأحد الموافق 25 جمادى الآخرة 1434 للهجرة، ودفن - رحمه الله - بمقبرة النسيم.
  21. عبد الملك بن عبد الله بن عمر بن عبد الله بن دخيل الله بن دهيش الشمري: ولد رحمه الله في مدينة حائل بالسعودية عام 1360هـ، وأبوه العلامة الشيخ عبدالله ابن دهيش، أحد الأعلام العلماء المشهود لهم بالعلم والفضل، وقد ربى ولده على حب الخير وأهل الخير، وعلى حب العلم والتواضع للعلماء والاستفادة منهم، وقد لازم صاحب الترجمة والده منذ صغره، فتلقى عنه العلم الشرعي وتربى عليه، ودرس في المدارس النظامية، فدخل الابتدائية في الأحساء ثم الخبر ثم انتقل إلى مكة المكرمة فدرس في مدرسة الرحمانية فيها، ثم التحق بالمعهد العلمي السعودي فدرس المتوسطة والثانوية، ثم التحق بكلية الشريعة الدراسات الإسلامية بمكة المكرمة وحصل على البكالوريوس منها عام 1382هـ، ودرس على بعض العلماء خارج الجامعة، كالشيخ عبد الله خياط، والشيخ يحيى أمان مساعد رئيس المحكمة الكبرى بمكة، والشيخ حسن مشاط المدرس بالمسجد الحرام، والشيخ علي الهندي المدرس بكلية الشريعة بمكة المكرمة والمدرس بالمسجد الحرام، وحصل على إجازات من عدد من العلماء، منهم: الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي، والشيخ عبد الله بن الصديق المغربي، والشيخ محمد بن ياسين الفاداني، وقد نال درجة الماجستير عام 1409هـ، ثم نال درجة الدكتوراه عام 1421هـ، وتدرج في الدرجات العلمية حتى وصل إلى الأستاذية، وقد بدأ حياته العملية بالتدريس في مدرسة متوسطة بمكة المكرمة، ثم عمل في سلك القضاء حيث كان ملازما قضائيا المحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة، ثم قاضياً بالمحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة، ثم مساعداً لرئيس المحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة، ثم رئيساً للمحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة، وقد صدر أمر ملكي بتعيينه نائباً للرئيس العام لشؤون الحرم النبوي الشريف، وفي عام 1416هـ عيّن رئيسا لتعليم البنات بالمملكة العربية السعودية، وقد تطور تعليم البنات في عهده تطورا كبيرا، وساهم في دفع عجلة التنمية في مدارس البنات حتى تكون مهيئة لتخريج فتيات متعلمات واعيات عالمات بالشرع والدنيا، وقد مثّل المملكة في عدد من اللقاءات والمؤتمرات، وكان عضوا في مؤسسات كثيرة، فكان عضواً في لجنة سياسة التعليم بالمملكة العربية السعودية، وعضواً بالمجلس الأعلى للتعليم العالي بالمملكة العربية السعودية، وعضواً بالمجلس الأعلى لجامعة أم القرى بمكة المكرمة ، وعضواً بالمجلس الأعلى لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وكذلك كان عضواً بمجلس شهداء الحرم المكي الشريف، وعضواً في مجلس إدارة جريدة الندوة التي تصدر من مكة المكرمة، وعضوا في مجلس المستشارين بموسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة، وعضواً في المجلس الاستشاري الدولي لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، وعضواً في مجلس إدارة الجمعية الخيرية بمكة المكرمة ، وكان يقضي جلّ وقته في العلم والبحث، وتنمية الثقافة والعلم في المجتمع، وشارك بأعمال جليلة في خدمة الإسلام والمسلمين، وقد ترك مكتبة كبيرة تضم أكثر من 30 ألف كتاب، وللشيخ عدد من المؤلفات، منها: الحرم المكي الشريف والأعلام المحيطة به دراسة تاريخية ميدانية، حدود المشاعر المقدسة (منى - عرفات - مزدلفة)، المنهج الفقهي العام لعلماء الحنابلة ومصطلحاتهم في مؤلفاتهم، وحقق عددا من كتب التراث المكي والفقهي، فمن ذلك: أخبار مكة للفاكهي، وأخبار مكة للأزرقي، وإفادة الأنام لعبد الله الغازي، والتاريخ القويم للكردي، وشرح الزركشي على مختصر الخرقي، وإرشاد أولي النهي لدقائق المنتهى للشيح منصور بن إدريس البهوتي، وغيرها، وتوفي رحمه الله بعد هذه الحياة الحافلة يوم الخميس الثاني والعشرين من شهر شوال عام 1434هـ، وصلي عليه في مكة المكرمة في يوم الجمعة، ودفن بمقبرة العدل.
  22. محمد بن عبد الله بن عبدالرحمن العجلان، ولد بمحافظة عين الجواء بالقصيم عام 1360هـ، تربى على حب العلم وأهله، وعلى التحلي بالأخلاق الفاضلة والخصال الكريمة، وقد بدأ بتلقي العلم نظاميا، فالتحق بمدرسة بريدة الفيصلية الابتدائية، فدرس فيها مبادئ العلوم، ثم التحق بالمعهد العلمي ببريدة لينهل من علم علمائه، وقد كان معروفا بقوة التدريس، وجلالة قدر المدرسين فيه، وكان من مشايخه في تلك الفترة: الشيخ عبدالعزيز بن حميد، والشيخ صالح بن إبراهيم البليهي، والشيخ محمد بن عبدالله السبيل، وبعد تخرجه التحق بكلية الشريعة بالرياض ودرس فيها على أيدي علماء أجلاء مثل: الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد، والشيخ عبدالله الغديان، ولم يقتصر على الدراسة في المدارس النظامية، فقد درس على مجموعة من العلماء في المساجد، ومنهم: الشيخ علي بن إبراهيم المشيقح، والشيخ عبدالله بن محمد بن حميد، وقد عيّن مدرسا بمعهد المدينة العلمي، ثم كلف بالسفر إلى نجران ليفتتح معهدا علميا هناك، ثم كلف بعد ذلك بإدارة المعهد العلمي بحفر الباطن، ثم انتقل منها إلى مكة المكرمة مديرا للمعهد العلمي بها، وفي عام 1388هـ انتدب للرياض لدراسة اللغة الإنجليزية إلا أنه لم يكمل المدة المحددة حيث صدر توجيه كريم بتكليفه بالسفر إلى رأس الخيمة، وفتح معهد علمي هناك، كما أنه في عام 1396هـ تم فتح مركز لجمعية الإصلاح والتوجيه في رأس الخيمة، كلف برئاسة القضاء الشرعي برأس الخيمة، وكان ذلك عام 1402هـ، وكان له مشاركات عديدة في إذاعة رأس الخيمة، وإذاعة أم القوين، وإذاعة الشارقة، وإذاعة دبي، وفي عام 1413هـ صدر أمر ملكي برفع رتبته إلى قاضي تمييز، وكان الشيخ يتوق إلى مكة المكرمة فطلب نقله إليها، واستجيب لطلبه عام 1417هـ، فعمل في المحكمة الكبرى بمكة المكرمة، كما درّس بكلية الشريعة في جامعة أم القرى، ثم في عام 1419هـ صدر أمر ملكي كريم بتعيين الشيخ مدرسا بالمسجد الحرام، فكان يدرّس الفقه والفرائض والسيرة النبوية ويقوم بالإفتاء والإجابه على أسئلة الحجاج والمعتمرين، كما كان يخطب في عدد من جوامع مكة المكرمة، وقد صلى بالناس في الحرم المكي صلاة الفجر، وذلك في الثامن من شهر ذي الحجة عام 1390هـ، كما سافر الشيخ مرات عديدة إلى بلدان كثيرة، وذلك للدعوة إلى الله، وكانت وفاته رحمه الله بتاريخ 13/ 4/ 1440هـ.
  23. محمد الأمين بن عبد الله بن يوسف بن حسن، أبو ياسين الإثيوبي الهرري الشافعي: ولد في الحبشة في منطقة الهرر في قرية بويطة، في عصر يوم الجمعة أواخر شهر ذي الحجة سنة (1348هـ) من الهجرة النبوية، وتربى بيد والده، وهو يتيم عن أمه، ووضعه عند المعلم وهو ابن أربع سنين، وتعلم القرآن وختمه وهو ابن ست سنين، ثم حوله إلى مدارس علوم التوحيد والفقه، وحفظ متونا في التوحيد والفقه الشافعي، وقرأ "المنهاج" للإمام النووي مع شرح "مغني المحتاج"، و"المنهج" لشيخ الإسلام الأنصاري مع شرحه "فتح الوهاب"، وقرأ كثيرا من مختصرات فقه الشافعية ومبسوطاتها على مشايخ عديدة من مشايخ بلدانه، ورحل الشيخ إلى بعض الشيوخ في الحبشة، منهم: الشيخ أبو محمد موسى بن محمد الأديلي الذي وصفه بأنه سيبويه زمانه ، وقد لازمه سبع سنوات، وقرأ عليه الفقه والنحو والصرف وسائر علوم اللغة، ثم رحل للشيخ محمد مديد الأديلي، فقرأ عنده مطولات كتب النحو كـ "مجيب الندا على قطر الندى" و"مغني اللبيب" كلاهما لابن هشام، وغيرهما، وقرأ عليه أيضا بعض التفسير، ثم رحل للشيخ إبراهيم بن ياسين الماجتي، فقرأ عليه التفسير بتمامه، والعروض من مختصراته ومطولاته كـ "حاشية الدمنهوري على متن الكافي"، وقرأ عليه أيضا مطولات المنطق والبلاغة، ولازمه نحو ثلاث سنوات، ثم رحل للشيخ يوسف بن عثمان الورقي، وقرأ عليه مطولات علم الفقه، كـ "شرح الجلال المحلي على المنهاج"، و"فتح الوهاب على المنهج" لشيخ الإسلام مع حواشيه، وبعض كتب الفرائض، ولازمه نحو أربع سنوات، ثم رحل إلى مشايخ عديدة، وقرأ عليهم السنن الأربعة، والموطأ، وغير ذلك من كتب الحديث، وقرأ أيضا مطولات كتب الأصول والبلاغة وكتب السير وغيرها، وكان مجتهدا جدا في دراسته، فلا ينام من الليل إلا قليلا، بل يقضي معظم الليل في مراجعة الدروس وحفظ المتون، وأجازه مشايخه بالتدريس، فبدأ التدريس استقلالا في جميع الفنون في أوائل سنة ألف وثلاثمائة وثلاث وسبعين في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول من الهجرة النبوية، فاجتمع عنده خلق كثير من طلاب كل الفنون زهاء ستمائة طالب أو سبعمائة طالب، وكان يدرِّس من صلاة الفجر إلى صلاة العشاء الآخرة نحو سبع وعشرين حصة من حصص الفنون المتنوعة، وكان يحيي ليله دائما بكتابة التآليف، وبما قدر الله له من طاعاته، وكانت هجرته إلى بلاد الحرمين في تاريخ سنة 1398هـ  وسبب هجرته: اتفاق الشيوعيين على قتله حين أسس في منطقته الجبهة الإسلامية الأرومية، وجاهد بهم، وأوقع في الشيوعيين قتلا ذريعا، وحاصروه لقتله، وخرج من بين أيديهم بعصمة الله تعالى، وكان -بعد ما دخل المملكة السعودية وحصل على النظام- مدرسا في دار الحديث الخيرية من بداية سنة 1400هـ، وكان أيضا مدرسا في المسجد الحرام ليلا نحو ثمان سنوات بإذن رئاسة شؤون الحرمين، وكان رحمه الله صبورا على التدريس رغم تقدم عمره، كثير الخشوع أثناء الدرس، وكان أيضا له جلد في العبادة، حيث كان يقصد المسجد الحرام قبل أذان الفجر الأول، فيطوف بالبيت، ثم يصلي إلى قبيل أذان الفجر الثاني، فيختم بالوتر، ويصلي الفجر، ثم يعود لبيته، هكذا كان دأبه منذ أقام بمكة، لا يمنعه من ذلك إلا المرض، وللشيخ أسانيد عديدة من مشايخ كثيرة في جميع الفنون، خصوصا في التفسير والأمهات الست، وله مؤلفات في فنون مختلفة، منها: حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن، والكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه، والفتوحات القيومية في علل وضوابط متن الآجرومية، ونزهة الألباب وبشرة الأحباب في فك وحل مباني ومعاني ملحة الإعراب، ومناهل الرجال على لامية الأفعال، وخلاصة القول المفهم على تراجم رجال صحيح مسلم، وغيرها، وقد توفي الشيخ يوم الاثنين السابع من ربيع الأول سنة 1441هـ ودفن بمقبرة المعلاة بمكة المكرمة، رحمه الله تعالى وغفر له.
  24. عبد الشكور بن محمد أمان بن عبد الكريم بن علي الغدمري الأمالمي العروسي، ولد في أثيوبيا، وتحديدًا في منطقة بالي الإسلامية، عام ألف وثلاثمائة وثلاثة وستين للهجرة النبوية (1363هـ)، نشأ في بيت علم وفضل وتقى؛ حيث إن والده كان من أهل العلم والفضل، وقد بدأ بحفظ القرآن الكريم على يديه وهو في السادسة من العمر، كما حفظ جملة من المنظومات والقصائد الدينية، ولكن لم تكد تهنأ عينه بوالده حيث وافته المنية والشيخ في التاسعَة من عمره، ولحق به اليتم إلا أنه واصل حفظ القرآن الكريم على بعض مشايخ منطقته كالشيخ أحمد الشودي، وقد أتم الله له فرحته بحفظ القرآن الكريم، وبذلك بدأ يسير ومعه محابره وقماطره، يَثني الركب عند مشايخ منطقته، وينهل من علومهم، فدرس الفقه على مذهب الإمام الشافعي -كما هو السائد في المنطقة- على رفيق والده الشيخ علي الغرادي الشَّفلي، والشيخ جنيد بن تولا الأوبوري، والشيخ محمد بن خضر السبري، وهذا الأخير كتب الله له ملازمته أربع سنوات، وبالإضافة إلى الفقه أخذ عنه التوحيد ومبادئ الحديث، وارتحل طالبًا العلمَ إلى منطقة هرر، وتتلمذ فيها على الشيخ أبي بكر بن عثمان السبألي، وأخذ عنه الحديث والفقه والنحو وتاريخ شعب أورومو، ثم هاجر إلى المملكة العربية السعودية ووصل إلى مكة المكرمة عام ألف وثلاثمائة واثنين وثمانين (1382هـ)، وهناك انكبَّ على علماء الحرم المكي الشريف، ثم انتقل إلى المدينة المنورة، واستمسك بحلقها، والتحق بالمعهد العلمي الثانوي التابع للجامعة الإسلامية، والتحَق بعد ذلك بالجامعة الإسلامية لمواصلة مرحلة البكالوريوس في تخصُّص الشريعة الإسلامية، وتخرج بها بامتياز مع مرتبة الشرف الثانية، ثم عاد لمكة، والتحق بكلية الشريعة فرع جامعة الملك عبد العزيز بمكة آنذاك، والتي هي نواة جامعة أم القرى لاحقًا، وقد تخرَّج بها بامتياز، وكان عنوان رسالته: (الذات الإلهية بين الإسلام والنصرانية)، وهي أوَّل رسالة في الأديان في المملكة، وثاني رسالة في قسم العقيدة. وقد واصل الدراسة بعد ذلك في مرحلة الدكتوراه، ونالها بامتياز مع توصية اللجنة بطباعة الرسالة على حساب الجامعة، وكان عنوان رسالته: (بنو إسرائيل وموقفُهم من الذات الإلهية والأنبياء)، وقد تم تعيينه عضوًا لهيئة التدريس بقسم العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى، ثم مدرسا في معهد الحرم المكي، وشارك بالتدريس في معهد إعداد الأئمة والدعاة برابطة العالم الإسلامي، كما أشرف وناقش جملة من الرسائل العلمية في قسم العقيدة بجامعة أم القرى، وعمل بالإفتاء والتوجيه والإرشاد في المسجد الحرام، وأقام العديد من الدروس العلمية في أماكن شتى، خاصة في الأديان، وكان رحمه الله وثيقَ الصلة بالقرآن الكريم، فكان يتلوه آناء الليل وأطرافَ النهار، وكان يوصي الطلبةَ بالحرص على حفظه وتلاوته، والمداومة على ذلك، وكان رحمه الله يتابع بين الحجّ والعمرة، وقد حجّ ما يربو على خمسين حجَّة، وكان يحبّ البقاء على طهارة، فكان يتوضّأ عند خروجه ودخوله ولو لم يكن في وقتِ صلاة، وكان آمرًا بالمعروف وناهيًا عن المنكر بحِكمة ورفق، وكان في عامة شأنه معتنيًا بقراءة الأدعية والأذكار الواردة، وكان يوصي أبناءه وطلبته بها، وله العديد من المؤلفات، منها: الإسلام والإيمان والإحسان على ضوء حديث جبريل عليه السلام، التصريح بإثبات الأناجيل الأربعة الاعتقادَ الصحيح في المسيح، ترجمة العقيدة الصحيحة وما يضادها للشيخ عبد العزيز بن باز إلى اللغة الأورومية، الرحلة السعيدة في هدي العقيدة الرشيدة، التنصير في إفريقيا بواعثه وسوانحه ووسائله وآثاره وطريق مقاومته، ديوان العروسي: شؤون وشجون، وهي قصائد متفرقة باللغة العربية، رسالة في مناسك الحج باللغة الأورومية، تفسير القرآن الكريم باللغة الأورومية، والمسمى بـ: تيسير الرب الرحيم في تفسير القرآن الكريم، ويقع في ست مجلدات، وغيرها من الكتب والرسائل والمنظومات، وتوفي الشيخ ليلة السبت الثامن والعشرين من شهر شوال سنة  1441هـ، رحمه الله وغفر له، وأسكنه فسيح جناته.
  25. محمد بن علي بن آدم بن موسى الإتيوبي الولّوي، ولد عام 1366هـ، وبدأ بحب العلم الشرعي منذ صغره، فقد عاش في كنف والده الاصولي المحدث الشيخ علي آدم فأحسن تربيته وحببه إلى العلم، وغرس فيه حب العلم وأهله، وكان له الفضل الكبير بعد الله في تنشئته نشأة صالحة، وفي انضمامه إلى كوكبة طلبة العلم الجادين، وقد بدأ بقراءة القرآن على والده وهو صغير، ثم ألحقه والده بالشيخ محمد قيّو رحمه الله فأكمل عليه قراءة القرآن كاملا، ثم بدأ بقراءة الكتب العلمية في مدرسته، كما كان يطلب العلم خارج أسوار الدراسة، فتلقى الكثير من العلوم على يد والده وكذلك على مشايخ أهل منطقته وغيرهم من المشايخ الأجلاء، ومن أبرز شيوخه إضافة إلى والده: الشيخ عبد الباسط بن محمد، والشيخ حياة بن علي، والشيخ محمد زين، وغيرهم، وقدم الشيخ إلى المملكة العربية السعودية، فالتحق بمعهد الحرم طالبا، وقد لقي بعض العلماء بمكة واستجازهم فأجازوه، كالشيخ محمد ياسين الفاداني، والشيخ إسماعيل الزين، وكانت للشيخ دروس خاصة في حي القشلة بمكة المكرمة، ثم في عام 1408 تقدم إلى دار الحديث الخيرية للدراسة فيها كطالب إلا أن اللجنة التي تختبر الطلاب للقبول قد أعجبت بسعة علمه واطلاعه، وعرفت قدره من خلال المقابلة معه، فعين مدرسا في المكان الذي جاء فيه ليكون طالبا، وقد استفاد منه طلاب كثير، كما كان يدرّس في مسجد دار الحديث بأجياد بمكة المكرمة، وبقي يدرس فيه خمس عشرة سنة، درّس فيه الكتب الستة وكتب الحديث وكتبه في التدليس، وتذكرة الطالبين، وألفية السيوطي، وغيرها من الكتب، ثم درّس في جامع الأبرار في مكة المكرمة، ثم وفقه الله للتدريس في المسجد الحرام، فبدأ فيه دروسه من أول يوم من رمضان عام 1434هـ، وقد استفاد منه خلق كثير لسعة علمه وحسن تقريره وبسطه للمسائل، وقد ألف الشيخ مؤلفات عظيمة نافعة جدا، منها: شرح صحيح مسلم المسمى (البحر المحيط الثجاج) ، وشرح سنن النسائي المسمى (ذخيرة العقبى) وشرح على سنن الترمذي ولم يكمله، وشرح مقدمة سنن ابن ماجه، وشرح ألفية السيوطي في المصطلح، وألفية في الأصول ثم شرحها، وقرة العين في تلخيص تراجم رجال الصحيحين، فتح القريب المجيب شرح مدني الحبيب نظم مغني اللبيب، وإتحاف النيل بمهمات علم الجرح والتعديل، وغيرها من المؤلفات والمنظومات في علوم الحديث واللغة، وكانت وفاته بمكة يوم الخميس 21 صفر عام 1442هـ، وصلي عليه بعد صلاة العشاء في المسجد الحرام، ودفن بمقبرة شهداء الحرم بالشرائع، رحمه الله.
  26. عبد الرحمن بن عبد الله العجلان ولد في محافظة عيون الجواء التابعة لمنطقة القصيم في المملكة العربية السعودية عام 1357هـ ـالموافق 1938م، تلقى تعليمه في الكتاتيب ببلدته عيون الجواء، وفي عام 1368هـ التحق بالمدرسة الفيصلية في بريدة في منطقة القصيم وتخرج منها عام 1371هـ، وفي عام 1374هـ التحق بمعهد بريدة العلمي، وفي عام 1379هـ التحق بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وفي عام 1386هـ التحق بالمعهد العالي للقضاء عند أول افتتاحه، ومن أبرز شيوخه: الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ عبد الله بن حميد، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ عبد الرزاق عفيفي، والشيخ صالح الخريصي، وغيرهم، وعند تخرجه من المدرسة الفيصلية عين مدرساً في مدرسة ثرمداء الابتدائية، وفي عام 1381هـ اختير مدرساً في معهد المدينة العلمي قبل تخرجه من كلية الشريعة بالرياض بسنتين، وفي هذه الأثناء كلّف بالتدريس بالمسجد النبوي شرفه الله، وفي عام 1386هـ كلّف بالتدريس بكلية الشريعة بالرياض بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وفي عام 1387هـ عين مفتشاً في المعاهد العلمية، وفي عام 1389هـ كلّف من قبل سماحة رئيس القضاة الشيخ/ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله بافتتاح أول محكمة سعودية في الإمارات العربية المتحدة في إمارة الفجيرة، وفي عام 1393هـ كلّف بأمر جلالة الملك فيصل رحمه الله بافتتاح محكمة عجمان وتعيينه قاضياً فيها إلى عام 1405هـ حيث رغب في النقل إلى مكة المكرمة، فعين قاضياً في المحكمة الكبرى بمكة المكرمة واستمر فيها مع التكليف بالتدريس في المسجد الحرام حتى عام 1410هـ، ثم أمر الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله بتعيينه رئيساً لمحاكم منطقة القصيم واستمر فيها على عام 1420هـ، حيث طلب الإحالة إلى التقاعد المبكر لمواصلة التدريس في المسجد الحرام فتم له ذلك، وقد درَّس في قسم القضاء بكلية الشريعة في جامعة أم القرى، كما درَّس بالقسم العالي بدار الحديث الخيرية بمكة المكرمة، وله مشاركات في الندوات العلمية والمحاضرات في المساجد والإذاعة والنوادي في مقر عمله في مكة وجدة والرياض والقصيم والإمارات العربية المتحدة، وشارك في الإجابة على سؤال على الهاتف في إذاعة القرآن الكريم من الرياض من عام 1421 إلى عام 1428هـ، وقد كانت وفاته بمكة ليلة 25 رمضان عام 1442هـ رحمه الله.
Total6301462
زوار الموقع
المملكة العربية السعودية – مكة المكرمة ـ مخطط الحمراء الإضافي ـ النزهة الغربية الطريق الدائري ـ بجوار جامع السلام وملعب الكابتن ماجد
ص ب : 57571 الرمز البريدي : 21955

 

واتس آب : 00966506602821
5460608 - مفتاح المنطقة 012
5390101 مفتاح المنطقة 012
© 2024 بوابة تعظيم البلد الحرام