للإنسان احتياج للاهتداء، لذلك فهو دائم البحث عن الصراط المستقيم للسير على هداه. وهو في كلّ الأحوال يسير وفق ما يظنّ أنّه هدى.
والمسلمون يكررّون يوميًّا في صلواتهم وخارجها الدعاء لأنْ يهديهُم الله الصراط المستقيم ” اهدنا الصراط المستقيم ” ( الفاتحة، 6).
والهدى يجده المسلم في كتاب الله وفي سنّة رسوله صَلَّى الله عليه وسلّم ، ويجده كذلك في بيته المعظّم ” إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ” ( آل عمران، 96).
فبيت الله الحرام هدًى ليس للمسلمين فقط ، وإنّما كذلك للإنسانية قاطبة ( العالمين). وبذلك يكون إستجابةً وتلبيةً لإحدى أعظم الحاجات الإنسانية المتمثّلة في تحصيل الهدى.
وفي تحصيل الهدى يتحقَّق مُراد الله الذي خلقنا من أجله، وهو إفراده بالعبادة، وتتحقّق كذلك سعادة الإنسان ونجاحه في الدنيا والآخرة.
وبالرجوع إلى الآية المذكورة من سورة الفاتحة، نُدرك أنّه لِعِظَمِ حاجة الإنسان للهدى أمرنا الله تعالى بأنْ ندعوه طالبين أن يهدينا الصراط المستقيم، وجعل ذلك الدعاء طلبًا يوميًّا على كلّ مسلم يكرّره في كلّ يوم سبع عشرة مرّة في الصلوات المفروضة، دون اعتبار ما زاد عن ذلك من نوافل ومن اتباع للسُنّة النبوية، ومن قراءة للفاتحة في المواضع المختلفة من حياتنا اليومية ومواقيتها وعاداتها.